جلس في شرفته حاملًا قهوته، وأخذ يتأمل الشارع الذي لم تطأه قدماه لما يزيد عن أسبوع كامل، لم يَعُد يذهب إلى المقهى الذي اعتاد ارتياده، ولا إلى ذلك البار الذي اعتاد أن يسهر فيه مع أصدقائه نهاية كل أسبوع، انقطع عن ذلك كله بعدما أصابه شعور بالسخط نحو الجميع، وأحس أن كل من حوله قد خذلوه، خاصة أولئك الذين كان يحسبهم أصدقاءه، فتكشفت له حقيقتهم بعد ذلك الموقف الأخير، كان ذلك حينما رشحت روايته الأخيرة «التوقيت المناسب» لجائزة أدبية مهمة،
النشيد الوطني لجمهورية صاد
نبذة عن الرواية
أحبطته جملتي الأخيرة، فعاد يجلس على كرسيه في منتصف الصالة، يستند بمرفقه الأيمن على مخدعها حاملًا هاتفه ويفعل ما يفعله إنسان ما بعد الحداثة، يطلق الناس إلى السماء، تمر أمامه أصداء الحزن والفرح والحب والكراهية والسخرية واللعنات وحتى الإعلانات، بينما يضع إبهامه على شاشة هاتفه ويزيحه لأعلى، يفعل ذلك وهو يظن أنه في محرابه وحده بمعزل عن هؤلاء، بينما يفعل به الجميع ذلك في ذات اللحظة، يطلقونه إلى الفراغ، فليس سوى مسافة إزاحة لإبهاماتهم يأخذ حصته من اللامبالاة ويختفي، يشعر دومًا أنه محبوس داخل هذا الحيز من البوصات الذي يسمى هاتفه، حاول كثيرًا أن يخرج من محبسه هذا لكنه لم يفلح، يسأل نفسه دومًا: من يطل على الآخر في هذه الشاشة؟ أنا من يطل عليهم؟ أم هم من يطلون عليَّ؟ أم أن هناك من يطل علينا جميعًا.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 406 صفحة
- [ردمك 13] 9789776898745
- دار المرايا
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
61 مشاركة