أيام التيه > مراجعات رواية أيام التيه

مراجعات رواية أيام التيه

ماذا كان رأي القرّاء برواية أيام التيه؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

أيام التيه - إيهاب راتب
تحميل الكتاب

أيام التيه

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    Ehab Rateb

    أيام التيه

    قرأت للكاتب من قبل شذرات من نصيب وهذه الثانية وجاءت رواية طويلة مقسمة بطريقة الفصول إلى ٣٨ فصل

    رواية أجتماعية نفسية جداً كل فصل يصلح ان يكون قصة قصيرة متكاملة الأركان سرد سلس وحبكة مختلفة قائمة من وجهة نظر الراوي بطل الرواية في اكثر الفصول والذي نكتشف مع نهاية الاحداث انه واقع تحت تأثير صدمة ومازال يعيش في مرحلة الإنكار من ناحية ومرحلة إنتقام من ناحية أخرى إلى جانب الإحساس بالذنب حالة تجعله يعيش حياة موازية يهرب اليها بالحشيش ليحيي في عوالم جديدة ترسمها له حلقات الدخان مليئة بالوهم والضبابية

    مش عايزة صراحةً أحرق 🔥 الأحداث لان بتستهويني جدا الكتابة اللي فيها جانب نفسي لكن هنا الجانب النفسي على طول خط الرواية من جانب البطل والشخصيات المتعددة التي يتقمصها ويعيش بداخلها واقع غير واقعه

    لنجد الأم ايضاً تعيش نفس حالة الإنكار ولم تخرج منها بعد وقلق الزوج الذي يدفعه بمواجهتها للحقيقة الصادمة للوضع القائم 😢😢😢

    ايضاً بعض البطلات التي استعرض الكاتب واقعهم وماضيهم وتأثيره عليهم وكيف سعت كل منهم للهروب بطريقتها نحو منطقتها الآمنه comfort zone

    استعرض الكاتب ايضاً سلوكيات ألأماكن الشعبية مع اهلها والغرباء وكيف تأخذ منهم جانب الحيطة والحذر ويظل الغريب تحت نظر رجالة المعلم الذي يحتضن بسطوته أهالي منطقته في أحزانهم وأفراحهم على عاتقه

    وكيف تهدأ بالنهاية النفوس التائهة التي أضناها التعب والحزن لتستجيب للتعافي❤️❤️❤️

    اقتباس:

    لعبة تلقي بالدنيا ومافيها وراء ظهرك، وكأنك في كل مرة تكتب شهادة 📜 ميلاد جديدة، لا ماضي يكبلك أو ظروف تعرقلك.

    غُصت في ثنايا نفسي أنبش عن أحلام موؤدة أو طموحات تكسرت على صخور الواقع.

    النشأة والثقافة و قناعتك تظهر متسترة بين كلمات قد تبدو مألوفة.

    فالطيور تغريها البذور حتى لو كانت بيد الصياد.

    حملته الرائحة عنوة لذكريات مبهجة ود لو اقتلعها من عقله لما اصبحت تثيره في نفسه من مواجع.

    الغلاف حلو جداً ومعبر لاقصى درجة عن الحالة.

    شكرا 🤩 إيهاب راتب على هذه الرواية التي استمتعت بها جداً ❤️❤️❤️❤️❤️❤️🙏🙏🙏🙏🙏

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية متميزة ليس فيها لحظة ملل خاصة مع رحلة البطل النفسية في أروقة التيه وفلسفته الخاصة التي خاض من أجلها دروب غريبة للخلاص.

    رواية اجتماعية نفسية فلسفية بامتياز

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أيام التيه والخصومة

    رواية للكاتب "إيهاب راتب" مكتوبة بلغة عربية فصحى سرداً وحواراً وهي مرتي الأولى مع الكاتب!

    البداية يملأها الغموض ولكنها تفتقر إلى الإثارة! لم أفهم إسقاطات الكاتب فيها ولكنني شعرت أنني أمام عمل سيكون أساسه مجموعة من القصص بشخصيات مختلفة وهو ما لم يحدث! بل وجدتها رواية كاملة وكان هذا أول "تيه" أقابله مع الرواية!

    الرواية خفيفة وذات طابع فكاهي قليلاً، كما أن طريقة السرد جميلة وخفيفة - هناك قفزات وشخصيات مختلفة متداخلة وفصول جاءت بين فصول لا تمت لها بصلة حتى اتضحت الأمور في النهاية وكأن الكاتب تعمد أن يدخلنا في "تيه" خاص به وبين شخصياته باختلاف دوافعها وظروفها المختلفة على مدار الرواية!

    الرواية اجتماعية نفسية ولها نهاية غريبة ولكن منطقية! فيها ثلاث قصص فرعية لبطل الرواية نرى فيها "عصام" يحاول أن يغير من نفسه ولكنه تائهاً بين أحلامه وواقعه - ومع الاختلاف التام لهذه القصص الفرعية والتي يمكن أن نقطعها بالكامل من الرواية دون التأثير على القصة الأمر الذي يشعرنا كم التخبط في شخصية البطل و "التيه" الذي مر فيه!

    اقتباسات

    "لماذا لا يكتفي المقربون بما نبوح به فقط، لم تحت أي مسمى يمنحون أنفسهم الحق في معرفة ما نخفيه داخل سرائرنا أو حتى لا نعرفه عن أنفسنا؟"

    "أدرك متأخراً أن كل الصراعات مآلها إلى لا شيء، لقد كبر وسعادته انحصرت في أن يمضي ساعات يومه في هدوء"

    "القهوة مثل المرأة لا تحب من ينشغل عنها"

    قرأتها على "أبجد"

    #فريديات

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    عجيبة هي الحياة تمنحنا الزمام لنظن أننا الفاعل بيد أننا المفعول به دومًا مهما حاولنا الإنكار !!

    عن تخبط البشر ما بين الطموح و النصيب ، السعي و القدر ، هل نحن مخيرون أم مسيرون ؟

    كانت الحكاية عن لعبة يدخلها البطل بإرادته و اختياره ليبحث عن إجابة السؤال .. رحلات بشخصيات متعددة أختار أبطالها كما حدد هواه .. فهل ستؤول الأمور لما خططت نفسه ؟

    رواية إجتماعية إنسانية بطابع نفسي فلسفي ، طرحت العديد من التساؤلات و القصص اكتمل بعضها و لم يكتمل البعض ، و كأنها لقطات متقطعة تحملك على التفكير و التأمل بمختلف أشكال البشر و حيواتهم لتكتشف تشابه الجميع حتى مع اختلاف حيواتهم و مستوياتهم ، ستحتار أثناء القراءة و لن تصلك الفكرة مبكرًا لكنك بالتأكيد ستدرك المغزى كاملًا بالنهاية.

    تقييم ٣ نجوم و نص

    #قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب

    #روايات_عربية #روايات_مترجمة

    #قراءات_٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هذه هي الرواية الثالثة التي اقرأ للمؤلف المخضرم إيهاب راتب ولا يزال رأيي بأن جميع كتاباته اكثر من رائعة كالضيف اللطيف الذي يسرك ويسعد أوقاتك. أنصح بقراءة هذه الرواية الرائعة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    جيدة جداااااا

    قرأت معرض الكتاب في ٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    اسم الرواية: أيام التيه

    اسم الكاتب: إيهاب راتب

    دار النشر: دار كتوبيا

    سنة النشر: 2024

    نوع القراءة: أبجد

    نوع الرواية: نفسية فلسفية

    عدد الصفحات: 220

    التقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️

    تاريخ القراءة: 31/12/2024 - 4/1/2025

    تعرضنا جميعًا ولا استثني أحدًا منا بصدمات على مدار حياتنا، أدت بنا في نهاية المطاف لفترة عصيبة يسيطر عليها الشعور الأول والأوحد غالبًا وهو [[التيه]]..

    تلك الفترة التي تشعر بها وكأنك مقيد الحركة، لا تستطيع الفكاك في حقيقة الأمر أنت تملك القدرة على التحرر ولكنك لا تريد، لا تريد ترك ذاك الأمان الذي كنت تشعر به في وجود ذاك الشخص الذي فقدته، لا تستطيع فقده كحقيقة واقعية قد حدثت، فتنفصل بذاتك عن الدنيا وأحداثها، تعيش مع تخيلاتك وتوهماتك في عالم خاص بك فقط، تكونه وتنشأه من العدم ليستمر بنفس الطريقة التي كنت تتمنى دوامها، حين تمضي في حياتك روحًا تائهة تبحث في الآخرين عن فقيدك، تنبذ كل محاولة لإفاقتك من وهمك وتفر منها هاربًا بكل ما أوتيت من قوة..

    تظل تهرب وتهرب حتى يأذن الله بأمره ويحين لك أن تستفيق..

    أعتقد لولا وجود المسابقة لما كنت انتبهت لمثل هذه الرواية البديعة، وخاصة مع وجود المقدمة الموجزة للرواية على أبجد والتي انتقصت كثيرًا من جمال وروعة الرواية، إلى تصنيفها بكونها رواية اجتماعية والذي أعارضه بشكل كبير، هي ليست رواية اجتماعية، بل هي رواية نفسية فلسفية تغوص في أعماق النفس البشرية، تجسد بعضًا من الأعراض والتبعات النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة..

    المقدمة بسيطة جدًا ومعتادة مما يجعلها تعطي إيحاء شديد بأن هذه الرواية تقليدية بحتة، ولكنها في نفس الوقت تثير الريبة قليلًا وأثارت بداخلي الكثير من التساؤلات، إن كانت علياء خطيبة سابقة لسامح، فلماذا هذا الكم من الحنق والضيق الذي احتل كيان عصام ورغبته الشديدة في الانتقام منها في حين أن سامح ذاته تقبل الأمر بمنتهى السهولة؟

    ظل هذا السؤال يدور بذهني أثناء قراءتي للرواية، وأضيف إليه الكثير من التساؤلات الأخرى، مثل سبب الخوف الشديد الملم ببطة على عصام رغم قربه من سن الثلاثين، والذي بدأ يتضح رويدًا رويدًا من القرب من انتهاء قراءتها، إنه فقدها لابنها الأكبر، عندما أدركت من هو ابنها المفقود انتابتي حالة من الذهول، كيف تمكن الكاتب من سرد الرواية بهذها البراعة التي جعلتني لا استطيع التنبؤ بهذه الحبكة، والذي لا مدار قراءاتي نادرًا ما صعب عليا ربط الأحداث وحرق النهاية قبل الوصول إليها..

    عندما حاولت استرجاع بعد المشاهد الأوَل، وجدت أن الكاتب قد نبه إلى هذا الأمر في موقف بسيط كرد فعل البواب على عصام بعد خروجه من بيته ناويًا على الانتقام..

    كون الرواية مصنفة أنها اجتماعية، يعطي صورة ذهنية عن تقسييم الرواية على عدد من الأبطال، ولكن المفاجأة التي اكتشفتها أن الرواية ذات بطولة منفردة، فهي تدور حول عصام، عصام وفقط، فعصام هو بلال هو بهاء هو منتصر، وغيره من الشخصيات تعد ثانوية..

    صدمة الفقد شديدة لا يمتلك عدد كبير منا الشجاعة والمهارات اللازمة لتخطيها وخاصة مع أناس تركوا في وجداننا بصمة لن تزول ولن تمحى مهما مر علينا الزمن، في أول الأمر تخيلت أن محاولات عصام للمغامرة وتجربة العديد من الأمور المختلفة وإلقاء نفسه في بعض المواقف إلى التهلكة ترجع وفقط إلى خوف الأم الشديد عليه ومحاصرته إياه، وإن كان هذا الأمر صحيحًا ولكنه لا يقتصر فقط على ذلك بل يُضاف عليه أيضا تأثير صدمة فقد أخيه، وكأنه يحاول الهروب من ذاته، والخلاص منها بتوريطها فيما لا يحمد عقباه ولكن يغلب عليه دائما نزعة الإنقاذ الذاتية، والبقاء على قيد الحياة فبمجرد شعوره بالخطر الشديد الذي قد يودي بحياته، يتفنن في إيجاد طريقة للنجاة..

    يحاول عصام الانتقام من علياء في إحدي أقاربها فيتفنن بكل ما يحمله اللفظ من معنى في محاولة الوصول إليها ومعرفة شخصيتها واهتماماتها واعتقاداتها، بل إنه يعكف أيًَا على دراسة الفن لمدة وهو ما ليس له أية صلة بمجال دراسته وعمله، ليكن ملمًا بأغلب التفاصيل التي قد تقربه منها، إن دل ذلك فهو يدل على الذكاء الحاد، لا يعطي الله الإنسان هبة تميزه عن غيره إلا ويلزم بضريبة يدفعها طيلة حياته عن هذه الهبة، فأغلب من يعانون بشدة من يدققون في التفاصيلفلا يستطيعون أن يمروا بالحوادث مرور الكرام أو أن يتعاملوا عها بالقدر المطلوب دون إفراط أو تفريط، دون أن تترك أثرًا شديدًا عليهم..

    يفكر في الحيثيات ويصنع الفرصة المناسبة للتعرف عليها متخذًا اسم بهاء بوظيفة كابت طيار كمحاول لإبهارها ويبدأ في التقرب منها ثم يحاول الفرار وتركها كما فعلت علياء بصديقه، يعكس الشعور الذي شعر به صديقه على نفسه محاولًا الانتقام له بأذية حلا التي لا ذنب لها سوى علاقتها بخطيبة صديقه السابقة، يدل هذا على وجود خلل نفسي وعدم القدرة على وزن الأمور بميزان الحكمة والتصرف بناء على ذلك، إن كان الانتقام سيكون من علياء ذاتها لربما كان مقبولًا منطقيًا، أما تصرفه هذا فهو الانتقام لمجرد الانتقام كمحاولة للتنفيس عن تلك المشاعر التي يعيشها دون وضع في الاعتبار من سيتأذون بفعلته تلك..

    لم يستطع بهاء البقاء في ظل الانتقام وسرعان ما تعاطف مع حلا وخاصة بمشاركتها له في حياتها الشخصية وتلك الصدمات التي تعرضت لها من انفصال أبويها في صغرها وشعورها بالاستبدال فكل منهم أصبح له حياته وأصبحت هي جزءً فرعيًا منها واستكمالها لحياتها مع جدتها التي فقدتها منذ مدة قصيرة وكذلك عندما رأي منها ذلك الجانب الطفولي في علاقتها بالأطفال فتعاطف معها وعلى الرغم منذ لك فقد لام نفسه على تعاطفه ولم يلومها على محاولة لأذيتها، صدق من قال أنه ليس هناك عدوًا للإنسان مثل نفسه..

    ينتقل عصام من بهاء إلى بلال في سلاسة رهيبة وكأنه يغير جاكيته الأسود ليرتدي البني، ويدل ذلك على عمق وصعوبة المشكلة التي يمر بها، فهو يقيم العلاقات المتتالية دون روية، دون أن يحاول التفكير فيما قد حدث ولماذا حدث؟ دون أن يمهل نفسه الوقت، فهذا الأمر بالنسبة له أشبه بلعبة، يحاول التقرب من مها التي ربما جذبه إليها مظهرها، أو ربما كان يبحث عن بطلة جديدة للعبته فصادفت أن تكون هي، يتقمص شخصية بلال المحاسب، في محاولة للتعرف عنها وعن اهتماماتها ويشجعها على الاستقال بحياتها من تلك السيطرة المفروض عليها ولكنه ما إن يشعر بالخطر حتى يفر هاربًا لينجد نفسه مما قد يحدث لعصام، وتعود مها إلى تلك السيطرة التي تحاول الفرار منها مرغمة أو لعلها ليست مرغمة هل أقول أنها قليلة الحيلة؟ لا يمكن مع وجود تلك العائلة الثرية التي تنتمي لها حتى لو كانت في اختلاف فكري معهم، لتمكنوا من مساعدتها وإنما هي أقرب أن تكون متلذذة بتلك السيطرة التي تعيش في أرجائها مثل المصابين بمتلازمة ستوكهولم لا يستطيعون الفرار من المؤذيين لهم، لأنهم اعتادوا الأذية فأصبحوا لا يتخيلون حياتهم بدونها، مع اختلاف أشكال الأذية..

    في محاولة ثالثة للتملص من عصام وحقيقته يسعى ليكون منتصر الشاب الجدع ابن البلد من ذاك الحي الفقير الذي ينضم إليه بمعرفته لجمال ذلك العامل الذي يعمل باليومية في هدم أو تكسير الجدران، فيسعى لمصاحبته والعيش معه مندمجًا مع أهل الحي، باحثًا عن ضحيته الجديدة فيجدها سماح التي تعمل ببيع السندويتشات لتربي ابنها، تلك الأرملة التي فقدت زوجها، يثيرني سؤال بأي عقل عرض عليها الزواج؟ وإن وافقت ماذا كان سيفعل؟ هل كان سيتملص كليًا م عصام وحياته ومعيشته، وسيظل للعيش في هذا الحي الفقير معها، أم كان لينتشلها وابنها من حياتهما؟

    قطع الكاتب عليا هذه الأفكار برفضها لعرضه، لأول مرة أجد أن عصام يحادث نفسه حوارًا صادقًا، يزن الأمور ويحاول استيعابها بشكل كامل، كان في حديث منتصر لذاته بعد رفض سماح لعرضه، هل كان هذا الأمر هي النفقطة الفاصلة التي بدأت عندها استفاقته ربما..

    ولكن المؤكد أنها كانت تلك اللحظة التي أوشك فيها أن يفقد حياته بعد أن كشف سر المعلم وتجارته الممنوعة وأوشك أن يلفظ أنفاسه على أيديهم..

    لجوئه إلى المسجد لصلاة الفجر بعد إنقاذه لنفسه من يد المعلم أعتبره إقرار بالتسليم، وكأن لسان حاله في تلك اللحظة يا رب تعبت، مش عارف لوحدي خد بإيدي..

    تلقي الرواية الضوء على كثير من الأمور، مثل انتهاك الخصوصية الشخصية من قبل الأهل، وهو ما ظهر بشكل واضح في محاولة فاطمة أو بطة كما يسميها عصام بالبحث في مكتبه الخاص وقراءة مفكراته الشخصية، هل الخوف قد يكون مبررًا لمثل هذا التصرف؟

    وتتعمق كذلك في الكثير من الأمور الفلسفية مثل فلسفة الألعاب الالكترونية التي نقضي بها الكثير من الوقت وخاصة تلك التي تعطينا مساحة للإبداع وإنشاء كيان أو منظومة أو مؤسسة كاملة على اختلاف أنواعها من فراغ، تنشأها كما تريد برؤيتك ونظرتك الخاصة وإن لم تعجبك فدائمًا لديك الفرصة لإنهائها والبداية من جديد، في هذا الأمر إسقاط فلسفي عن الحالة النفسية التي يعيش بها البطل فتلك التوهمات والتخيلات التي يعيش في غرارها تعطيه مثل هذا الشعور وتمكنه من العيش كما يحلو له مخالفًا للواقع والحقيقة وكأنها تعطيه حياة ثانية كما سمى اللعبة..

    وكذلك محاولته لاستنباط شخصية حلا من كتاباتها وتحليل دلالات الألفاظ المتكررة التي تكثر من استخدامها وطريقة الحديث واللهجة ليستطيع من خلالهم الوصول إلي معلومات عن نشأتها وثقافتها وقناعتها الذاتية، أشبهها بمحاولة استنباطنا كقراء لما بين السطور والكلمات والولوج إلى عقل المؤلف واستيعاب تلك الرسالة الخفية التي يريد إيصالها إلينا، بالمثل هي تلك العبارات والاعتقادات الشخصية التي تعكس الكثير من الأمور الحياتية لصاحبها والتي لولا مروره بها لما توجه لاعتناق هذه الاعتقادات..

    عند مرافقتي لعصام في رحلته الفنية بين قصر عائشة فهمي ودار الأوبرا المصرية والتي أثارت لدي الرغبة الشديدة لزيارتهم، تمعنت في ذلك التساؤل الذي راوده ماذا لو كان للجدران والتحف الفنية القدرة على الحديث؟ وأجيب بأننا لكنا قد تمكنا من الوصول إلى حقيقة التاريخ، إلى حقيقة الكثير من المواقف والحوادث والشخصيات المبهمة على مر العصور، ووجدني أسأل ذاتي السؤال نفسه بشكل أعمق ماذا لو كان للجماد عامة القدرة على الحكي؟ ماذا لو كان لوسادتك التي تبللت بدموعك مئات الليالي القدرة على سرد ما حدث؟ ماذا ستحكي؟ ماذا ستقول؟ أثار هذا السؤال رغبتي في التفكير في العديد والعديد من الأمور من زاوية مختلفة وبشكل أعمق فذلك سيزيد من قدرة الاستيعاب والوعي، ولكن هل لديك القدرة على تحمل ضريبة الوعي ؟

    وكذلك أيضًا يثير فلسفة التسليم، يصعب علي الكثيرون في مرحلة ما تصديق داخليًا عدم قدرتهم على التحكم في كل ما يدور حولهم، وإن هناك بعض الكثير من الأمور التي لن تحدث لك كما تريد، فيكون رد فعلهم غالبًا الانزواء في جانب ما معلنًا عن اعتراضهم عن الأمر، أشبهه كثيرًا بذلك الطفل الذي يرفض أحد أبويه إعطائه ما يريد لأن فيه ضرر له، تجده يغضب ويثور رافضًا ذلك التصرف أو باللغة العامي يدبدب في الأرض كتعبير عن الرفض ثم ينزوي على نفسه في ركن ما، ذلك الطفل الذي يصعب عليا الرضا وتقبل الأمور التي لا تسير على هواه، ما زال يعطي نفس رد الفعل مع اختلاف طريقة التعبير، ما زال يعاند القدر ولا يستطيع التسليم..

    تعمق الكاتب أيضًا في فكرة القرب وتمكن شخص آخر من سبر أغوار نفسك ومعرفة أدق تفاصيلك، يعارض الكاتب هذه الفكرة بتعبيره على لسان حلا عن صديقته، في رأيي من واقع تجربة غربة وعدم انتماء طويلة فشعور مثل هذا الشعور يعد من أجمل المشاعر التي مررت بها في حياتي، حين تشعر أنك لست بحاجة إلى التعبير، لا تحتاج أن تتحدث، حتى ولو وصل الأمر إلى درجة تعرية الشخص أمام ذاته، بساوئه وأخطائه وتلك الأمور التي يخفيها ولا يريد البوح بها لنفسه، هل هناك شعور أجمل من أن تجد من يتحدث بلسانك من يتحدث بنفس لغتك؟

    يناقش الكاتب كذلك مفهوم التصوف والذي أجده لا يتعارض مع فكرة محاولة التسليم التي سبق وأن أشرت لها، بل ربما تعد التصوف وسيلة للوصول إلى التسليم، حين تعزل نفسك عن الدنيا بكل همومها وتنغمس في حالة روحية بعيدة عن الواقع المادي متأملًا في الكون تاركًا روحك لتندمج معه متخففًا من الحياة وأعبائها، في رأيي لكانت الحياة لتستمر لو سلك البشر جميعهم هذا المسلك ولكن بطريقة مختلفة عن تلك التي نعيشها اليوم، على الرغم مما أثاره هذا الجزء من الرواية في محاولة تجربة هذا الشعور في ذاك المكان والذي يحتاج إى بعض البحث والتدقيق للتأكد من تفاصيله، أجدني أحاول الوصول إلى هذا الشعور بكافة الطرق وخاصة في بضع الدقائق القليلة التي أقطعها في الانتقال بوسائل المواصلات حريصة كل الحرص على الجلةس بجوار النافذة متأملة في مال صنع الخالق..

    اختلاف تصرف عامل النظافة في صالة الألعاب مع عصام المسوق العقاري المنمق، مقارنة بتصرفه مع منتصر ذاك العامل الذي جاء لهدم الجدار وعلى الرغم من كون عصام ومنتصر شخصًا واحدًا إلا أنه شتان بين الاثنين، نعيش في هذه الدنيا يحكمنا قانون القوة، نسعى جميعًا إلى الشعور بالقوة وإعلانه تلك القوة التي تمكننا على فرض سيطرتنا على من هم أضعف منا، بالنسبة لي أجد أن الإفراط في إعلان ذلك هو تعبير عن النقص عامة أو كما قال الكاتب بتعبيره فالرجل المقهور ويقصد هنا العامل الذي يشعر نفسه في مرتبة متدنية عن غيره من العاملين باصالة الألعاب وروادها جاءته الفرصة للشعور بالقوة على من هم أضضعف منه وكأنه بذلك يشبع شعورًا إنسانيًا داخليًا فرض علينا من قبل المجتمع لدرجة تجعل من نقيضه الضغف عار وخزي..

    يتعجب الكاتب على لسان منتصر من شخصية المعلم وازدواجية الخير والشر لديه، وهو ما لم يثر تعجبي على الإطلاق، حيث أؤمن بأننا جميعنا نملك الشئ ونفيضه، الخير والشر، الصدق والكذب، القوة والضعف، الشجاعة والخوف، وغيرها الكثير بنسب مختلفة تسهم في تحديد هذه النسبة نشأتنا وطريقة تربيتنا ونظرتنا للمجتمع من حولنا ومعتقداتنا التي تعتنقها على مدار حياتنا.. فجميعنا متناقضين بشكل ما..

    تحدثت الرواية عن المشكلة والجميل أنها تحدثت أيضًا عن العلاج المبدأي لها، حين قرر عصام أن يكتب، أن يبوح بما يدور بداخله، يحضرني هنا كلام د.عماد رشاد عثمان عن أهمية وضرورة الكتابة للتعافي مش هتعرف تتعافي لوحدك وطول ما المشكلة جواك بس مش هتتحل، لازم تتكلم ويكون في طرف تاني يسمعك وهو ما ذكره الكاتب لى لسان عصام حيث وصف "البوح بأنه مضى سلاح أجتث به كل مشاعري السلبية"..

    الغلاف معبر عن التيه بكم الخيوط المتشابكة التي تتوطن العقل، اللون الأسود الذي تتلون به الشخصية على الغلاف تتخلله بعض المناطق الرمادية والتي تميل لإلى الأبيض وكأنها تعطى إيحاء بشعاع النور الذي تخلل هذه الظلمة متسببًا في بداية انقشاعها..

    هي رواية تتحدث عنا جميعًا، هي رسالة توعية نفسية لتأثير الأبوين الشديد للغاية على الأبناء والذي قد غفل عنه الكثيرون فيمتهنون الإنجاب كسنة من سنن الحياة دون تريث للحظة ومحاول التفكير في كونهم أسوياء بدرجة كافية لتربية أبنائهم تربية سوية أم ستكون دائرة مفرغة تدور بداخلها العائلة بأكملها جيلًا بعد جيل، وثانيًا لخطورة اضطراب ما بعد الصدمة، وضرورة الخضوع للعلاج الصحي له وذلك ليس في ذات عصام ولكن أيضًا في والدته التي ربما لو كانت خضعت للعلاج وتقبلت وفاة ابنها الأكبر لما وصل بعصام الحال إلى محاولته للتملص من حقيقته، وتقمص شخصيات أخرى

    أفضل اقتباس عجبني لشدة حقيقيته وواقعيته

    " الواقع نادرًا ما يتماهي مع أحلامنا، وتقترن شدة الصدمة بارتفاع سقف توقعاتنا "

    #مسابقة_نهاية_العام

    #كتوبيا_للنشر_والتوزيع

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2