❞ "التُّحْفة الزَّكيَّة في سياحتَي مصر والأزبَكيَّة" ❝
كان يوم نزلت الأزبَكيَّة اتفرج
وانظر عجايب الدهر وابقىٰ استخرج
دائما ما يقدم لنا د. عمرو عبد العزيز كل ماهو جديد ومختلف في الكتابات التاريخية، بعد الفاشوش في حكايات وأحكام قراقوش،الأساطير المتعلقة بمصر في كتابات المؤرخين المسلمين، أهل الحيل والألعاب السحرية عصري الأيوبيين والمماليك، وغيرها من الكتب المميزة.
يضع بين أيدينا هذا الكتاب الساخر عن تجربة ورحلة أزهري في مجتمع الأزبكية للشيخ أحمد عاشور والذي أرَّخ للناس والقاهرة أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
والكتاب مجموعة أزجالٍ شعرية كتبت بالعامية المصرية ، تقـع بين أدب المواعظ والسخرية والأخلاق والتاريخ نظمها أحمد عاشور بن سليمان الخضري الأزهري، عام 1313هـ/1895م، وجمع فيها ثقافة أدبية ودينية واسعة، بلغة محكمة ساخرة ، رصَد فيه الجوانب الاجتماعية للأزبكية في تلك الفترة.
الشيخ أحمد عاشور زجـال مصري، تلقىٰ العلم بالأزهر الشريف، وعمل بالصحافة الفكاهية في جريدة "الأرنب" و"الباباغلو"،و نظم الأغاني الوطنية والشعبية و الأزجال، وكان علي اتصال ومعرفة بعميد فن الزجل الشيخ حسن الآلاتي وكان من رواد ندواته "المضحكخانة العلية" ، ومن الأشياء التي أثرت علي شخصية الشيخ احمد عاشور هو حبه للعلم والأدب و التصوف و مصاحبته لكثير من العلماء والقراء والتجار الذين أسهموا في ثقافته وعلمه.
-بدأ الشيخ أحمد عاشور في الغوص داخل مجتمع الأزبكية والتي كانت محل اهتمامه لفترة طويلة، فقدم دراسة عن مجتمع الأزبكية و ما طرأ علىٰ المنظومة الأخلاقية من تغيرات اجتماعية وتطورات عمرانية.
حيث يرصد في الكتاب مظاهر الحياة بأدق تفاصيلها في الأزبَكيَّة، وعن حديقة الأزبكية التي تحتضن الخارجين عن الأعراف المجتمعية و ممارسي الفجور، ويحكي عن الوجود الأجنبي في مصر ، و مقاهي الأزبكية و روادها وشهرتها في تقديم الحشيش والافيون وانتشار أماكن الدعارة والحانات، كما قدم مجموعة من المواعظ، و الطرائف الأدبية .
"التُّحْفة الزَّكية"، نصٌّ مقسَّم علىٰ قصائد متعددة: في الأخلاق والآداب والمواعظ والنـوادر، وفيه من المشـاهدات والمعـاصَرة المباشرة للحـوادث ومختلف المواقف؛ لذا فهو يُعَدُّ نصًّا موازيًا لتاريخ يوميات مجتمعه في القرن التاسعَ عشرَ الميلادي.