مجموعة قصصية لمجموعة من الكتاب، ثيمتها فلسطين وقضيتها، تحديداً الحرب الأخيرة على قطاع غزة. تتراوح القصص في قدرتها على طرح الواقع الفلسطيني، وبرأيي كان أفضلها وأجملها قصة الأيام الأخيرة لأم البركات للكاتب محمد سمير ندا، وعلى الطريق للكاتبة نورا ناجي، حيث أن كلا الكاتبين لم يحصرا ثيمة العمل بالأحداث الدموية الأخيرة في قطاع غزة، إنما وضعا فكرة عملهما ضمن السياق الأشمل، تحديداً قصة محمد سمير ندا، والتي وضعت القضية في سياقها التاريخي بدءاً من عام ١٩٤٨ دونما تكرار أو إعادة لما يعرفه القارئ مسبقاً عن القضية الفلسطينية ونكبة الفلسطينيين، وإنما اختصرها بحكاية أم البركات بطريقة مكثفة وعاطفية في ختامها. حيث جاءت النهاية عاطفية وبرمزية عالية وذكية جداً.
نورا ناجي، يغلب على قصتها العاطفة الجياشة، ولكن ليست بالطريقة التي تستجدي عطف القارئ، إنما جاءت محملة بالعاطفة وكأنها مونولوج داخلي بلغة جداً عميقة، لغة نورا المعروفة بجمالها وكونها تصيب القلب مباشرة.