-
#قد_شغفها_حباً
" لنا وطن لا يليق إلا بالعاشقين المنتصرين , و الانتصار لا يعني كسب الجولة في المعركة , الانتصار يعني أن لا أنكسر . . ! "
" قد أنتصر يوماً و أنهزم أياماً . . هذا لا يهم . . المهم أن نستمرّ في القتال حتى تتحرّر الأرض ، قد نقطف ثمار التحرير ، وقد نبذر البذور ولا نرى الثمرة . . لكن بالتأكيد سيراها أولادنا . "
" مجرد أن تقف وسط الراكعين فأنت منتصر . . مجرد أن تفرح فأنت منتصر . . المهم أن لا تنحني . . "
" هل كان من الجنون أن أعشق رجلا اكبر ذنوبه التسبيح بحب الوطن . .؟ ! "
تورطت في حب الحكايا الفلسطينية , أرهقت روحي بكثرة الموت والدم , الظلم و الألم . .
أقف عاجزة أمام هذه التضحيات و البطولات , أتساءل كم علينا أن نقدم للوطن لنستحقه ؟!
من أين أبدأ لأصف هذا الكتاب حق وصفه ؟
كتاب عميق متفرد ، في كل كلمة يغرس في الصدر ألف عبرة ومعنى وهدف . . موجع وصادق وأعطى الأحداث حق الوصف فلم يبالغ ولم يبخس بها . .
تسرد الرواية قصة الشيهد يحيى عياش و القائد العام محمد الضيف على لسان زوجاتهم , التقت هاتان الزوجتان على الورق ليوثقن تفاصيل حياة أبطال أفنوا حياتهم في سبيل الوطن ,
و من أجدر من أن يكتب عن المرء إلا زوجه . . !
في قصصهم وجدت معنى العشق , فأن تعشقي مجاهداً يعني أن تلتحمي مع الوطن . .
كبرنا على حب عياش و تغنينا ببطولاته منذ الصغر , كان لاستشهاده وقع عظيم في تاريخ القضية
هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها عن حياته بكل تفاصيلها ,
كان من ذكاء زوجته أن قامت بكتابة كل هذا , فالعالم اليوم يحتاج أن يقرأ حياة هذا البطل بعد مرور عشرين عاماً على استشهاده ,
أتساءل كم من الشهداء و الأبطال ضاعت قصصهم لأن أحداً لم يفكر بكتابتها ؟!
هيام كانت جميلة بكل تفاصيلها , كانت مثالاً يحتذى به للزوجة العاشقة الوفية المضيحة . .
أما عن القائد محمد الضيف فلم تذكر الرواية الكثير من تفاصيل حياته لأنه كما قالت زوجته كتوم شديد الحيطة و الحذر , كيف لا و هو المطلوب الأول لاسرائيل !
استشهدت زوجته وداد في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014 مع اثنين من أبنائها ,
أذكر ذلك المشهد جيداً فقد عاصرت هذه الحرب بكل ما فيها من وجع و أسى . . صورة منزل عائلة الدلو المتهدم بعد قصفه بالصواريخ ما زالت حية فينا !
هذه الرواية ذات الطابع النسائي نقلت لنا كمية كبيرة من الحزن و الغضب , أهم ما في هذا أن يبقى إيمانك بالقضية و المقاومة مشتعلاً لا تشوبه شائبة , فإن أكبر خيانة لدماء الشهداء و أحلام الأطفال المبتورة أن نلقي اللوم على من يدافع عن حقه لأننا لا نستطيع محاسبة الجاني !
لم اجد أحداً يكتب غزة أجمل من نردين أبو نبعة . .