اقتباسات من رواية المشعلجي

‫ يا ست مصر صباح الخير

‫ فين العدالة يا مونشير؟

‫ يسعد صباحك يا عينيا

‫ وبس فين الحرية؟(9)

فتأمل فيض الله الشاب الوسيم، ورأيه يعيد إليه تلك الشخوص المتوارية خلف تموجات الذاكرة، محمد عبيد وطلبة عصمت والروبي وعرابي، فلا أنصاف حلول عندهم فحاربوا الغازين رغم التجاء الخديو توفيق للإنجليز وقناصلهم وفرمان سلطان تركيا بعصيان عرابي، حقًا يا بني إما خروج الإنجليز من البلاد وإما خروج الإنجليز من البلاد ولا حل ثالث بين بين

❞ ⁠‫- ورأيك يا فانوس لو تعرف أن البابا رفض عرض الإنجليز بحماية الكنيسة وقال له: شعب مصر واحد وحمايته لله وحده. ❝

‫ ساعده عكازه على النهوض من قعدته، وتأبط ذراع منيفة، مشت على مشيته حتى ولج غرفته الضيقة، رفع غطاء صندوقه العتيق، فقرّبت منيفة المسرجة، اتسعت عيناها لرؤية ملابس الجندي القديمة وعليها شارة صغيرة، عدة أوراق لجرائد، طربوش أحمر مترب ومبقع

‫ هوّم فيض الله برأسه وتخبطت قدماه في الطريق إلى الربع المجاور لمسجد صرغتمش، مرّ ببيت ساكنة بك، فتيل الكتان بالفانوس يحتضر ثبت عينيه على خيط الدخان الرفيع وهو يتلاشى في الهواء، رضي عن همّة تقاوي التي دفعته لأن يشعل فانوس البيت للمارة، خفض نظراته للباب فانزلقت بين جنبات ذاكرته صور لكراسي مرصوصة بباحة البيت والعازفون قاعدون خلف سيدة الدار، وتهيأ له تواتر أنغام تئن بأغنيات ممطوطة منذ سنوات بعيدة فهزّ رأسه وواصل سيره.

انحنت الهانم للأمام قليلا لتتفرج على عربات التروماي الزاحفة في بطء، شد العربجي لجام البغلين فتوقفت العربة لحين مرور حنش الحديد كما يسميه العربجية لينفّروا الناس من ركوبه ‫ - صناديق الحديد وهي ماشية على القضبان تشبه الحنش، من ساعة ما زحفت وسط الشوارع و البركة قلت.

عبيد استهواه المطرح ودهش لمقابلة عجوز آخر تعرّف عليه في هذا النهار المميز، اثنان ممن كانوا يعملون بجيش مصر القديم، كل منهما يخزن ذكريات هائلة وخاصة فيض الله، بالقمشة لسع العربجي فخذ البغل.

ماتيو دي لسبس أرسله نابليون لمصر لأن الإنجليز اختاروا البرديسي ليحكمها، فوقف الخواجة ماتيو جنب محمد علي المقرب من شيوخ الأزهر وتولى حكم البلد ومن يومها والباشا حافظ له جميل وقوفه بجانبه، وفي يوم حضر شاب اسمه فرديناند ابن الخواجة ماتيو.

اسمها في تركيا زهرة اللالا لكن في الحقيقة اسمها زهرة التوليب ‫ - اللالا، اللالا، عرفتها، هنا نسميها عشبة اللعلع وزيتها مفيد وأوراقها شافية ‫ استدار تقاوي مغادرًا حديقة بيت السيدة حليمة التي يفخر بمعرفتها هو وأبوه،

الربع المجاور لمسجد صرغتمش، مرّ ببيت ساكنة بك، فتيل الكتان بالفانوس يحتضر ثبت عينيه على خيط الدخان الرفيع وهو يتلاشى في الهواء، رضي عن همّة تقاوي التي دفعته لأن يشعل فانوس البيت للمارة، خفض نظراته للباب فانزلقت بين جنبات ذاكرته .ّ.....

مصر: تطلق على القاهرة.

‫(12) الدميرة: فترة فيضان النيل.

‫(13) السخرة: كلمة أطلقت على إجبار العمال والفلاحين العمل في حفر قناة السويس.

برنجي، كنجي، شينجي: مصطلحات بالجيش من اللغة التركية عن تناوب الخدمة الليلية التي تبدأ بعد الطابور المسائي من العسكري الأول فيسلمها للثاني ثم يأتي وقت الثالث

كشكش بك: يقصد به الممثل الكوميدي الفنان نجيب الريحاني، (حمار وحلاوة) إحدى مسرحياته الاستعراضية التي قدمها 1918م.

‫(4) نفر: جندي وكان راتبه 15 قرشا.

‫(5) الهوجة: ثورة أحمد عرابي.

‫(6) كُبّة: طاعون.

‫(7) اليشمك: غطاء للرأس والوجه.

في الشوارع العمومية يا أفنديات لكن فوانيس ومصابيح الحارات والأزقة تحتاج لزيت وكتان لتنور ‫ - وأجرك؟ تشحذه من الناس؟! ‫ - أجري على الله ومن هبات أصحاب البيوت ‫ - عفريت الليل أجره على الله ‫ يتبادلون الضحكات .

قوّس فيض الله ذراعه حول كتف معروف وراقب ظهريهما وهما عائدان إلى سكنهما، وقرّر ألا يطفئ الأعمدة في الصباح كما قال معروف بل سيتركها مضاءة رغم شروق الشمس.

‫ تمت

المؤلف

‫ أيمن رجب طاهر

‫ مواليد أبنوب بأسيوط 23/6/1973م.

‫ عضو اتحاد كتاب مصر.

‫ عضو نادي أدب أسيوط.

‫ عضو نادي القصة بأسيوط.

البوهيجي: ماسح الأحذية.

‫(2) خوجة: معلم.