رواية تاريخية مستوحاه من أحداث حقيقية ابان الحملة الفرنسية على مصر تدور حول فضل الله الزيات القبطي الذي قرر الانضمام لكتيبة المعلم يعقوب - شخصية حقيقية - التى اعلنت انضمامها لجيش نابليون من أجل تحرير مصر واستقلالها وانشاء دولة لا مكان فيها للاضطهاد الديني الذي يعاني منه الأقباط في تلك الفترة من التاريخ.
ترحل الكتيبة الى فرنسا بعد فشل الحملة الفرنسية على امل الاعداد والعودة مرة أخرى لتحقيق الحلم. بالطبع الامنيات الطيبة لا مكان لها وسط مكائد السياسة وتقلبات المصالح.
في فرنسا نشهد ما آلت اليه الثورة الفرنسية من حرب أهلية اكلت الثورة وابنائها ونصبت نابليون ديكتاتوراً جديداً على الشعب الفرنسي كحال الثورات عموماً التي ينتهي بها الحال الى نقطة الصفر وربما ما هو أسوأ.
يعيش فضل الله مطارداً حلمه الأثير على مدار اكثر من عشر سنوات تغيرت خلالها مفاهيم وتهدمت قناعات وسقطت أقنعة كثيرة بفعل السياسة وتقلباتها الدائمة.
قدمت الكاتبة تجربة روائية مليئة بالأحداث والصراعات الداخلية للشخصيات وتطرقت للعديد من القضايا على غرار الاضطهاد الديني والاقتتال الداخلي وصراع ابناء الدين الواحد والنقلاب على فكرة الدين وقدمت مشاهد درامية على لسان رواه متعددين على مدار فصول الرواية الثمانية.
لغة الرواية جاءت نوعاً ما غير مناسبة لزمنها الا من بعض المصطلحات التى كانت دارجة في تلك الفترة من التاريخ لكن هذا لم يقلل من متعة الرواية.
نقطة سلبية اخيرة هى ان علامات التنسيق كالنقطة والفاصلة كانت في بعض المواضع في غير مكانها الصحيح كأن تجد نقطة تختم جملة ما وتكتشف ان الجملة لم تنتهي بعد. أيضاً الرواية تحتاج لمراجعة املائية لبعض الكلمات المكتوبة بطريقة خاطئة تجعلك تفكر بعض الشيء في ماهيتها حتى تستكمل فهم الجملة ككل. كذلك هناك بعض الكلمات مكتوبة تارة بشكل صحيح وتارة بشكل خاطىء وأبرز مثال كلمة عمر افندي ثم نجدها نمر افندي. هذه الأخطاء تسىء قليلاً لرواية جيدة جداً واتمنى مراجعتها في طبعات قادمة.
رواية تاريخية تقدم فترة تاريخية هامة من منظور مختلف. ادعوكم لقرائتها بكل تأكيد.