يمتلك "طارق إمام" قلم غريب فعلاً، حكاياته من عوالم مُختلفة لم نسمع عنها من قبل.. فاجئني في أول قراء له في "مدينة الحوائط اللانهائية" ولكني أحبطت في "شريعة القطة".
طوال وقت قراءتي للعمل، وجدت نفسي أقارن العمل إرادياً ولإرادياً مع "مدينة الحوائط" وبكل تأكيد ستفوز المدينة لعوامل كثيرة.
أنه كان هناك فكرة واضحة في المدينة، فكرة تعتمد على تنوع الحكايات واختلافها ولكن هناك فكرة عامة تشمل كُل القصص المجنونة والخلابة.. أما مع القطة، فكان لا يوجد فكرة عامة، التفكك بين الحكايات واضح، عدم الربط جعل الحكايات أقرب لشذرات.
بالطبع خيال "طارق إمام" وشغفه بالكتابة الغرائبية الفانتازية كان يمتلك كُل سطر في هذه الرواية، ولكنه لم يكن كافياً بالنسبة لي.. اللغة جيدة كعادته والسرد مُمتع ولكن أيضاً لم يكن كافياً بالنسبة لي.
هذه واحدة من الروايات الأولى للكاتب، وأستطيع أن أتفهم التخبط، والفرق الشاسع مثلاً بين هذه الرواية وبين مدينة الحوائط. فرُبما لو لم أقرأ المدينة قبلها لكنت أحببتها قليلاً.
للآسف تجربة سيئة، ولكني متيقن أني سأعود لقلم الكاتب "طارق إمام"، فأنا أحب الكُتاب الذين يبتعدون عن المألوف، والإتجاه لنوع أدبي لم يكتبه أحداً بعد، و"طارق إمام" واحداً منهم بكل تأكيد.