اقتباسات من كتاب بوصلة الكتابة وخرائط الأدب

لا اختلاف بين الكُتابِ ومُرتادي الكهوف والجبال، فكلاهما يدفعه استكشاف المجهول، ثم استرجاع ما يجدونه هُناك.

بعد وفاةِ مايكل أنجيلو، وجد أحدهم في غرفةِ مكتبه قطعة من ورق كتب فيها مُلاحظة إلى تلميذه، وبخط يده المُسِنة: “ارسم يا أنطونيو، ارسم يا أنطونيو. ارسم ولا تُضِع الوقت”.

وتوقفت عن ركوب قطار النقل السريع بين الأحياء بجادة ليكسينجتون لأنني لاحظت- ولأولِ مرة- أن كل من رأيتهم مِن غُرباءٍ وعلى مدارِ سنوات؛ كالرجل وكلبه المُساعِد للمكفوفين، والعانس التي تقرأ الإعلانات المبوبة كل يوم، والفتاة السمينة التي تنزل معي دومًا

فبدونِ ارتكابِ أفعالٌ شريرة بأنفسنا، نسمح بظهور الشر بإظهارِ لا مُبالاتنا.

لاحظ أيضًا أن كُل الكُتاب يشعرون بأنهم حمقى.

ثم وصلتُ في النهاية إلى نُقطةٍ فهمت فيها أن الأشنع من احتمالية عدم تأليف كتاب هو تأليف كتابٍ سيء.

ما يوحد الروايات العظيمة هو الطريقة المُتفرِدة التي تُعبِر بها عن التجارُب وتُجبرنا على الانتباه، وتوقظنا من سيرنا أثناء النوم.

كُل الكتّاب مغرورون، وأنانيون، وكُسالى، وتكمن الألغازٌ في أعماق دوافعهم. تأليف أي كتاب هو صراع شنيع مُرهق، مثل نوبةِ مرضٍ مؤلم مُزمن.

لكن بعض الفشل في الحياة حتمي، مُستحيلٌ أن تحيا بدونِ فشلٍ في وقتٍ ما، إلا إذا عِشت بحذرٍ يمنعك من عيش الحياة أصلًا. وهو فشلٌ ضمني في هذه الحالةِ

هُناك تاريخ تنتهي فيه صلاحية لوم والديك لقيادتك إلى وجهةٍ خاطئة، وهي اللحظة التي تكبُر فيها بما يكفي لتُمسِك بالمقود، وتتقلد المسؤولية.