الخوف من الصمت لا يعني أننا نعرفه، بل يعني أنه فقد ما هو إنساني فيه: إنه يعزلنا بعينين مفتوحتين على لا شيء
الحكاية على حافة النوم الكبير
نبذة عن الكتاب
"لماذا نحكي؟"، قلتُ من قبل أن ثمة نزعة خلال العقود الأخيرة إلى اعتبار الحكي أمرًا غاية في البساطة والأولية، وإذا كان سؤال "ماذا نحكي؟" قد بدا في وقتٍ ما، هو الأكثر أهمية، فإن سؤال "كيف نحكي؟" اعتبر تطورًا جماليًّا يتحلَّل من الالتزام الأيديولوجي، متفرغًا للأداءات وطرق الحكي المسلية والذكية. وهذا منطقي بالطبع وفق تصوُّر مفاده أننا "كلنا يلعب". لكن في كلا الحالين لم يُطرح بالجدية نفسها -إلا في اختصاصات أخرى غير أدبية- سؤال "مَن يَحكي؟". يتتبع مُهاب نصر، في هذا -الكتاب الذي لم يُقدَّر له أن يراه مطبوعًا- مفهوم "السرد"، لا بصفته السرد الأدبي فحسب، بل بالمعنى الأوسع للكلمة. تبدأ رحلة المتتالية الطويلة بحكايات الأطفال التي تُروى لهم قبل النوم، أي البدء بالوظيفة الأوليّة والبدائية للحكي، ومن ثم مقارنتها بالحكي الروائي الحديث، الذي يختلف عنها في نقطة محورية هي الهدف إلى كشف الغطاء عن الحياة الواقعية المعيشة، أي هذا الفعل المعرفي المتعلِّق بـ "هنا والآن"، والذي يرتكز على موقع الفرد في الحداثة وإضفاء المنطق على قدريّته، وبالتالي يكون مرآة لضميره الداخلي، لأنه هو الذي يحدِّد هذا القدر. لتعود بعدها الحكاية الآن، في نكوص عن هذا الفعل المعرفي، إلى بدائية حكايات النوم التي تهدِّد الصمت في رهبة من الظلام والنوم.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 201 صفحة
- [ردمك 13] 9789778970661
- بيت الحكمة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الحكاية على حافة النوم الكبير
مشاركة من عبدالسميع شاهين
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Medhat Safwat
هذا كتاب أقل ما يقال عنه «مهم للغاية»
لم أكنّ أعرف الشاعر الراحل مهاب نصر معرفة شخصية، قرأت نصوصًا شعرية له، وهي بالطبع مهمة، وتجربته يعرفها الكثيرون، وبتقصير مني، لم أعرف سوى هذا الجانب.
مؤخرًا، استوقفني عنوان «الحكاية على حافة النوم الكبير»، للوهلة الأولى تظنه عنوانًا لديوان شعر، حمّلته -وقتها- من تطبيق أبجد على أمل أن أطالع فيه ذات مساء قبيل النوم، وهنا كانت «المؤامرة»، طار النوم، وظللت لساعات أقرأ وأنا مشدود.
الكتاب شعر في لغته بالفعل، رغم أنه كتاب فكري نقدي، يقتحم عالم الأدب الأوروبي، يحاوره ويناقشه، يضعه على طاولة التشريح، لأكتشف منظرًا أدبيًا يعرف من أين يبدأ وفي أي مسار يسير.
«ممتع مفيد»، دائمًا ما أقول إن مهمة الكتابة «الفكرية» تحقيق ثلاث غايات، أولها، ولا تنازل عنها هنا، أن تثير النقاش، وأن تحفز على الجدل. أما الثانية والثالثة فيمكن الاكتفاء بواحدة منها، أن تكون ممتعة في أسلوبها مفيدة في أفكارها ورؤاها، إما أو، لا بأس من تحقيق غاية واحدة، لكنّ مهاب نصر هنا، وعلى الرغم من أن الكتاب «مسودة» في الأصل، إذ رحل قبل أن يراه منشورًا، فإنه يحقق غاياته الثلاث، لن تستطيع إلا أن يأخذك الكتاب وصاحبه إلى مناطق جديدة، حتى وإن كنت تعرفها فطريقه جد مختلف، ناهيك أنه مُؤَلف «حلو مفيد».
شكرًا للروائي والكاتب مينا ناجي على تحرير وإعداد «الحكاية على حافة النوم الكبير».