هذا كتاب أقل ما يقال عنه «مهم للغاية»
لم أكنّ أعرف الشاعر الراحل مهاب نصر معرفة شخصية، قرأت نصوصًا شعرية له، وهي بالطبع مهمة، وتجربته يعرفها الكثيرون، وبتقصير مني، لم أعرف سوى هذا الجانب.
مؤخرًا، استوقفني عنوان «الحكاية على حافة النوم الكبير»، للوهلة الأولى تظنه عنوانًا لديوان شعر، حمّلته -وقتها- من تطبيق أبجد على أمل أن أطالع فيه ذات مساء قبيل النوم، وهنا كانت «المؤامرة»، طار النوم، وظللت لساعات أقرأ وأنا مشدود.
الكتاب شعر في لغته بالفعل، رغم أنه كتاب فكري نقدي، يقتحم عالم الأدب الأوروبي، يحاوره ويناقشه، يضعه على طاولة التشريح، لأكتشف منظرًا أدبيًا يعرف من أين يبدأ وفي أي مسار يسير.
«ممتع مفيد»، دائمًا ما أقول إن مهمة الكتابة «الفكرية» تحقيق ثلاث غايات، أولها، ولا تنازل عنها هنا، أن تثير النقاش، وأن تحفز على الجدل. أما الثانية والثالثة فيمكن الاكتفاء بواحدة منها، أن تكون ممتعة في أسلوبها مفيدة في أفكارها ورؤاها، إما أو، لا بأس من تحقيق غاية واحدة، لكنّ مهاب نصر هنا، وعلى الرغم من أن الكتاب «مسودة» في الأصل، إذ رحل قبل أن يراه منشورًا، فإنه يحقق غاياته الثلاث، لن تستطيع إلا أن يأخذك الكتاب وصاحبه إلى مناطق جديدة، حتى وإن كنت تعرفها فطريقه جد مختلف، ناهيك أنه مُؤَلف «حلو مفيد».
شكرًا للروائي والكاتب مينا ناجي على تحرير وإعداد «الحكاية على حافة النوم الكبير».