سردية الكتاب مهمة جدًّا، فهو ليس مجرد حكايات شخصية عن جولدا مائير المرأة الأكبر من كونها وزيرة للعمل وللخارجية ورئيسة وزراء، بل الأهم من هذا كله المرأة التي أسهمت في تأسيس الكيان الصهيوني، المرأة القادرة على الحكي المزيف وقلب الحقائق وفي الوقت نفسه لم تسلم من إيفادنا بحجم الكوارث التي صنعها السرطان الأرضي المسمى بالكيان، حكاياتها عن خلق الصورة الذهنية والإعلامية للكيان في الداخل المحتل وفي نفوس المهاجرين المزروعين في أراضينا، وفي تكوين تلك الصورة وبثها في الرأي العام العالمي سياسيًّا واجتماعيًّا هو إحدى أهم الفوائد من تلك المذاكرات، هذا بالإضافة لحكاياتها عن الحرب والمفاوضات والاتفاقيات السياسية المختلفة، القراءة بوضع هاذين الهدفين كأدوات مفسرة للقراءة وللنموذج أعطتني القدرة على فهم موسع ومفيد لهذه المذكرات.
لو أملك أن أعطي نصيحة لقارئ بعدي، فهي: تحسس قدرتك على الشك في كل كلمة، ابحث وراء الأحداث، فإن هذه المرأة ثعلب يحكي، ماهر في خلق الحكاية، قادر على البكاء التماسيحي.
لو أردت أن أسلط الضوء على فائدة خالصة من وراء حكي الشيطان ستكون: تدبر الجلد والعمل المستمر والتقشف الحقيقي والتفاني في خدمة الأفكار (الباطلة) عند هذه المرأة.
قراءة ممتعة