أشرف البولاقي يمشي بلا أسطورة (شهادات - قراءات - قصائد)
تأليف
مجموعة من الكتاب
(تأليف)
محمد رمضان الخيشي
(تقديم)
فرح العلي
(تقديم)
«لم تفارق روحي هذه الذكرى، وذلك الوجع الذي انتابَنِي في مثل هذا التاريخ، التاسع عشر مِن أغسطس عام 1968، عندما كنا في جوف الغيب حيث الأرواح جنودٌ مجنّدة، أنا وأنت وهذا الخفقان اللطيف، ذلك الجَمال الربّاني المنزّه عن نقائص المادة، في ذلك التاريخ جئتني مودِّعًا تخبرني أنك ستغادرني إلى عالَمٍ جديد، كنتُ روحًا شغوفة مشتاقة تتطلع إلى مغامرةٍ من نوع جديد، تعد الأيامَ التي تفصلك عن تلك الحياة، وأنا ملتاعة أدعوك إلى الانتظار، ما المانع إذن يا حبيبي؟ دعنا ننتقل من هذا العالَم اللطيف معًا_أنا وأنت_ وفي نفس الموعد، لكنك في عجلةٍ مِن أمرك، قلتَ لي إنك سوف تنتظر قدومي، سوف تشمّ رائحتي، لن يُخفيني عنك أي قناع زائل أرتديه، ورحلتَ، وانقطعت أخبارك، ومرت الأيام ببطء شديد، عام وراء عام .. حتى جاءني الأمر، وخرجتُ مِن رحِم الغيب إلى عالمك الجديد، بحثتُ عنك كثيرًا، ظننت أنك نسيت مِن أمري كل شيء، حتى كان ذلك اللقاء الذي عاوَدَني فيه ذلك الخفقان اللطيف من جديد، حمدتُ الله لحظتَها أنك سبقتني إلى هنا، وصرتُ أحتفِل مبتهِجةً بتاريخك هذا كل عام. ... كل عام أنت طيب يا أشرف».