مثيولوجيا الأنثى في شعر راشد عيسى
تأليف
حسين نشوان
(تأليف)
تقوم قصيدة الشاعر راشد عيسى على ثلاثة أضلاع، هي: المرأة/ الأنثى، الحياة/ الحب، والأسطورة/ السحر. ولا تنفصل هذه الثلاثية عن فلسفة القصيدة/ الشعر التي تسعى لاكتشاف الجمال في المختبر الشعري من خلال لعبة الاقترانات دون أن يكون لذلك هدف سوى اكتشاف فضاءات الشعر وطاقة اللغة التي يعرّفها الشاعر بأنها «لحظة حلم براق رعّاد يلعب مع ملكوت الإيهام، وليس في نيّته هجاء الرذيلة أو تبجيل الفضيلة».
وتمثل القصيدة بهذا المعنى لحظة الولادة بما تنطوي عليه من معنى يفسر الحياة أو يجعلها منطقية في ظل مآسيها ورعبها وفداحتها، مستعيدًا في النص لعبة الاحتيال على الحياة بالصور والمتخيل الشعري، أو الفوضى التي تنتظم بمعايير النص الذي تكون فيه اللغة بحسب الفارابي «مثوى الوجود» وتحققه، كما هي بالنسبة لميشيل فوكو، «الوجود لغة»، أو كما قال مارتن هايدجر: «من دون اللغة لن تكون الأشياء أبدًا هي ما هي عليه»، وبهذا المعنى فإن الكون هو قصيدة تتجلى في المرأة، أو كائنات لغوية يدافع فيها الشاعر عن كينونته. فالكون كله «قصيدة مرعوبة تبحث عن شاعرها».