العمل بشكل عام جيد وثيمته قوية. يتناول حياة السيد سعيد الذي ليس له من اسمه نصيب، والذي كان يعيش في رتابة مملة. تعرض سعيد في طفولته لعنف والدته التي اعتادت ضربه وتعنيفه، الأمر الذي خلق منه شخصية غير متزنة نفسياً وتميل للعزلة، كما وكان (ملطشة) لكل من هب ودب يفرغ غضبه فيه، فكان خانعاً بشكل مستفز.
علي القول أنني كنت متخوفة عند البدء بقراءة هذا العمل، كنت قد قرأت لنذير مجموعته القصصية ٣٢ فهرنهايت. دخلت بتوقعات عالية لكنها خذلتني. لذلك، كان لدي ذات التخوف. لكن مع استمرار القراءة تغيرت نظرتي ووجدت أن نذير أقوى في الرواية منه في القصة القصيرة.
لا أريد بمراجعتي أن أحرق أحداث الرواية لمن يود قراءتها، لكن علي القول أن الخاتمة الأولى التي وضعها الكاتب أقنعتني أكثر، نظراً للحالة النفسية والطريقة التي بنى فيها نذير شخصية سعيد والتي تجعل هكذا خاتمة منطقية جدا. لم يعجبني التحول الذي أحدثه في نهاية العمل.
أيضاً، هناك بعض التفاصيل التي لم تقنعني. ليس من المنطقي أن تطلب امرأة من رجل عابر لا تعرفه أن تبيت في منزله فقط لتوفير بعض المال. من ناحية أخرى، مبادرة سعيد لتقبيلها على الجسر، وهو الذي لم يرفع عينيه في وجهها، لم يتناسب مع الحالة النفسية التي وصفها لنا الكاتب. فكان هناك بعض الاستسهال في بعض التفاصيل ليقود الكاتب العمل حيث أراد.
لكنه عمل مختلف، استمتعت بقراءته وحتما سأقرأ أعمالاً أخرى لنذير مستقبلاً.