يحب العرب القصص التي أسمنتها الخديعة والشعوذة والمكر.
العرجون اللجين
نبذة عن الرواية
"لستُ أدري. أكانت مرآةَ يدٍ كمرآة زوجة أب “بياض الثلج” التي كانت تسألها دوما ما إذا كانت أجمل نساء الأرض؟ وكانت تجيبها موافقةً، حتى ذاك اليوم المشؤوم حين صدقتها القول بأن “بياض الثلج” أجمل، فكسرتها من غيظها وسعت لقتل الأجمل؛ أم هي مياه الواحة التي شوهت وجهي وأرتني نفسي جميلا صافيا لحدود الكمال؟ نرجس يحضر بقوة في واحات الصحراء حتى تلتبس الرؤيا على المرء بين ضربة الشمس وصدق الماء الصافي والسراب. لا معنى لتأريخ أيام العرب الأولى. يُحفظ الشعر ولا تُحفظ التواريخ. في الحروب تُنسى أسماء القتلى والشهداء، ويبقى الحدث. ربما ولدتُ عام 525م، ولكن التأريخ غير مهمّ لأن ما يميز حياتي هو حرب عبسٍ وذبيان أو ما يعرف بـ»داحس والغبراء”. قضيت عمري في ما لا طائل منه سوى الغطرسة والموت. أحمل سيفا تارة، وأرعى الإبل تارة أخرى، أي ما بين حرب وغزوة، أو هزيمة وانتصار مكلّليْن بالدم. كان عندنا في بني عبس أجمل الأحصنة وأقواها، ولا سيما داحس ذاك الجواد العربي النبيل. أما الغبراء فكانت حلم كل فارس في نجد والحجاز واليمن والشام. قد يتحول الكمال إلى لعنة. حلّت لعنتهما لا على قيس بن زهير رئيس قبيلتنا فحسب بل على كل قبيلة غطفان وعلى العرب عامة. كانت عين حذيفة بن بدر لا تفارق مضاربنا. الكراهية تتأجج في الصدور بعد سلب قافلة الملك النعمان بن المنذر، التي كانت بحماية الذبيانيين، وانتقل الذودُ عن القافلة، وحلفُ الملك، إلى بني عبس. "عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 50 صفحة
- [ردمك 13] 9789953959610
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع