أرزاق مؤجلة

عشت هذه الرواية بكل تفاصيلها،

متخيلا ًصور أشخاص الرواية، الأماكن، المدن، والشوارع، ... بكل التفاصيل.

إن كلمات مثل أرزاق.. قدر.. نصيب.. حظ.. من وجهة نظري، تتعارض، ولا تتفق، مع كلمات مثل مثابرة.. إصرار.. سعي.. شطارة.. لكني، وجدت في هذه الرواية الحل الذي بدد هذه التناقضات، خاصة، فيما يتعلق بمسألة : هل نحن مسيرون (مجبرون) أم مخيرون ؟

فرضية ١٠٠ من ١٠٠ شرحت كل شيء.

ناقشت الرواية الوضع المعيشي بالنسبة للمتعلم والذي يجد نفسه مجبرا ًعلى العمل بعيدا ًعن تخصصه، بعيدا ًعن حلمه، بعيدا ًعن وطنه حتى..

أيضـًا ناقشت العلاقة بين أرباب العمل والعامل (الموظف) الذي يبقى مجرد أجير مهما توسع أصحاب رؤوس الأموال..

ينصح الكاتب الخريجين بالقبول بأي عمل يعود عليهم بدخل جيد.. وألا ينحصر الخريج في مجال تخصصه لا سيما إذا كان هذا الأخير يعود عليه بدخل ضئيل لا يفي بالغرض..

تشجيع الخريج على الشروع بعمل حر مهما كانت شهادته رفيعة .. والتحرر من قيود الوظيفة لأنها في النهاية "عبودية"..

فالموظف يخدم رب العمل ويعمل لصالح هذا الأخير.. بينما العامل الحر يخدم نفسه، أي أنه يعمل لصالح نفسه وينمي رأس ماله. على عكس الموظف الذي كلما بدأ يغلي معلنا تمرده، تم اطفاء ثورته بقدر ضئيل من الزيادة التي لا تغني من فقر ولا تنجي من سخط زوجته ..

مشكلة التعلم ومن ثم العمل بعيدا ًعن التخصص. هذه لم تعد مشكلة. طبيعي جدا ًأن يمارس الخريج أعمال حرة ( بقال، بواب في بناية أو مزارع.. إلخ.. المهم أن يعمل.

رواية ممتعة وخفيفة وانتهيت من قراءتها في ٣ جلسات تقريباً. وشدتني لإنهاءها ومعرفة ما سيحدث لاحقاً.

الرواية تتحدث عن قصة رجلين: أحدهم من مصر والآخر من اليمن، الاتنين هربوا من الظروف الصعبة والأجور الضعيفة وقلة فرص العمل في بلادهم للدخل الأكبر وفرص العمل في السعودية.

الرواية ممتعة وأعجبني بشكل خاص المقارنة بين القات في اليمن والحشيش في مصر، هم ظاهرتين يعبروا عن النفسية المحطمة لدى أبناء الشعبين واستسلامهم للظروف السيئة في رأيي.

والرواية كمان اتكلمت عن فكرة الرزق وان في كل الحالات لا أحد رزقه كامل، لا بد من النقصان في شئ، وكان فيها مقارنة واضحة بين شخصية البطل اليمني اللي كان عنده استعداد للمغامرة وتجربة العمل الحر اللي بيحقق دخل أعلى لكن أمامه هيضطر يضحي بالوجاهة الاجتماعية ووقته مع العائلة وغيرهم من التضحيات

وبين شخصية المصري اللي اكتفى بدخله من وظيفته.

بإلإضافة إلى إني استمتعت بالنظرة "الفلسفية" للأشياء والتفكير النقدي والتحليل للظروف المحيطة بالبطلين.

مأخذي الوحيد هو اني كتير وانا بقرأ الحوارات كنت لا أميز من هو المتحدث! واضطر للعودة للوراء ومراجعة الصفحة من الأول. أسلوب الكاتب مُحَيّر جداً في الجزئية دي.

بالإضافة إلى إني شعرت أن الرواية افتقدت شئ من العمق، يعني معرفناش رأي والد عبد الحميد وزوجته في قراره وبُعد عبد الحميد عنهم!

لولا النقطتين دول كنت أعطيت الرواية تقييم أعلى، لكنها رواية ممتعة وأنصح بقراءتها.

❞ كل النعم في هذه الحياة ناقصة؛ ولكنك تستطيع أن تجعلها كاملة إذا رضيت بها. ❝

أبطال الرواية ‏عبد الحميد و أحمد هما حولنا وأن تغيرت الأسماء

انتهيت منها في جلسة واحدة

كان امامهم اختيار اجياري ليس امامهم سوا

تعصف بهم دوامة الحياة في سبيل النجاة

لنعرف معهم أن الحياة ما هي قرار

فعليك أن تختار قرارك وأن تتحمل اثاره

تستاهل ⭐ ⭐ ⭐ ⭐ ⭐