دراما عبثية أخرى عن عجوز بلغ التسعين و لم يتزوج أبدا و لم يتحمل أي مسئولية. بل لم يدرك أن عليه ذلك إلا متأخرا جدا.
قلت لها: يبدو أنني بدأت أشيخ. تنهدت هي: نحن شخنا بالفعل. لكن الأمر إن الواحد منا لا يشعر بالشيخوخة من الداخل و لكن من الخارج كل العالم يراها.
و لأنه أنفق حياته في الملذات بالطول و العرض و لم يع أن وجود شريكة لحياته من الأمور المهمة إلا في الفراش فقد كانت الحقيقة الكاشفة أن الروح لا تصدأ أبدا و أن الجسد يبلى و القلب ما زال أخضرا على عوده
منذ ذلك الوقت بدأت أقيس الحياة ليس بالسنوات و لكن بالعقود. عقد الخمسينات من عمري كان حاسما لأنني انتبهت إلى أن كل الناس تقريبا أصغر مني سنا. و الستينيات كانت الأكثر توترا لاشتباهي في أنه لم يبق لدي وقت حتى أخطئ. و السبعينيات كان مخيفا لاشتباهي في أنه ربما يكون العقد الأخير من عمري. و بالتالي عندما استيقظت حيا و سعيدا في أول يوم من أعوامي التسعين في سرير دلجاد��نا اخترقتني الفكرة السعيدة بأن الحياة ليست شيئا يجري كنهر هيراكليتو العكر بل هي فرصة وحيدة للتقلب على النار و مواصلة شواء النفس من الجانب الأخر خلال تسعين سنة أخرى.