اقتباسات من كتاب التربية في الإسلام أو التعليم في رأي القابسي

‫ ‏وعن عمر بن الخطاب: «علموا أولادكم العوم والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثبًا، ورووهم ما يجمل من الشِّعر»‏(82)‏ وقال ابن التوأم: «علم ابنك الحساب قبل الكتاب، فإن الحساب أكسب من الكتاب، ومؤونة تعلمه أيسر، ووجوه منافعه أكثر… وفي ما يجب على الآباء...

ويتلقى الصبيان التعليم في نظير أجر يدفعونه إلى المعلم، قد يكون مشاهرة‏(71)‏، وقد يكون مساناة‏(72)‏، وقد يكون بمقدار ما تعلم الصبي.‏

‫(71)‏ أي شهريًّا. [المحرر].‏

‫(72)‏ أي سنويًّا. [المحرر].‏

قال ابن عباس: تُوفِّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم

فالقابسي يسجل في كتابه أحوال تعليم الصبيان في القرن الرابع، وابن سحنون يدون هذه الأحوال في القرن الثالث.‏

‫ مرحلة تعليم الصبيان:

‫ ‏يختص كتاب القابسي بالبحث في شؤون التعليم المتعلقة بالصبيان فقط.

فقدم الزرنجي (المتوفى 571 هـ) على القابسي؛ لأنه متقدم عليه في الزمن في رأيه الذي دحضناه.‏

‫ ‏والذي نراه أن كتاب «تعليم المتعلم طريق التعلم» للزرنوجي، ليس من الكتب ذات القيمة الكبيرة في التربية كما سنذكر فيما بعد.

تُوفِّي القابسي سنة 403 هجرية، وهي توافق سنة 1012 ميلادية. ولا نستطيع أن نعرف على وجه التحقيق العام الذي ألَّف فيه هذا الكتاب، من بين الأعوام الثمانين التي عاشها المؤلف.

الفصل الثالث ‫تعليم الصبيان في القرن الرابع الهجري ‫ ‏نستطيع أن نجعل كتاب القابسي الأساس الذي نعتمد عليه في الكلام عن تعليم الصبيان في القرن الرابع الهجري، دون أن يمنعنا ذلك من استقصاء آراء المسلمين الذين تقدموه أو تأخروا عنه .

في بحث العلوم الاجتماعية طرق ثلاث.‏ ‫‏1- طريقة الاستقراء التي تبدأ بالمشاهدة الخارجية وتنتهي بكشف القوانين، كما نفعل في بحث العلوم الطبيعية.‏ ‫‏2- منهج علم النفس الذي يعتمد على الاستقراء من جهة، وعلى التأمل الباطني من جهة أخرى، وعلى مناهج تجريبية.

3-المنهج القياسي.

ينبغي أن يتجنب المعلم الشتم؛ لأن «الألفاظ القبيحة إنما تجري من لسان التقي إذا تمكن منه الغضب، وليس هذا مكان الغضب».‏ ‫ ‏وقد يذكر حكمًا من غير بيان الأسباب التي تدعو إلى القول بهذه القاعدة مثال ذلك ما جاء عن ...

رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: اللهم من ولى من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فيه، فارفق به» 54- أ.‏ ‫ ‏(د) وقال في تعليم الشعر: «وقد ثبتت الرواية عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال: إنما الشِّعر كلام فحسنه حسن و قبيحه قبيح

قال أبو الحسن: والماهر بالقرآن يؤمر بترتيله. قال الله عز وجل: ‏﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا.‏.. إلى قوله: ‏وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1-4] 2‏2-

واعلم أن الإجماع إنما هو الاتفاق على الأمر الديني عن اجتهاد. ومالك لم يعتبر عمل أهل المدينة من هذا المعنى، وإنما اعتبره من حيث اتباع الجيل بالمشاهدة للجيل إلى أن ينتهي إلى الشارع صلوات الله عليه»‏

المدينة دار الهجرة ومأوى الصحابة، ومن انتقل إلى العراق كان شغلهم بالاجتهاد أكثر والإمام أبو حنيفة إنما قلَّت روايته لما شدد في شروط الرواية والتحمل، وضعف رواية الحديث اليقيني إذا عارضها الفعل النفسي وقلت من أجلها روايته فقل حديثه، لا أنه ترك رواية الحديث متعمدًا فحاشاه.

الشافعي متبعًا للحديث، ومفتشًا على السنن لكن بتقليد غيره»‏(45)‏.‏ ⁉

وأصحاب الحديث وأصحاب الرأي يتفقان في الاعتماد على الكتاب أي القرآن؛ لأنه الأصل الأول من أصول الفقه، ولا وجه للخلاف فيه لأنه تنزيل العزيز الحكيم.‏

‫ ‏ولكنهما يفترقان عند الأصل الثاني، أي السنة،

المجتهدون من أئمة الأمة محصورون في صنفين لا يعدوان إلى ثالث: أصحاب الحديث، وأصحاب الرأي. أصحاب الحديث وهم أهل الحجاز، هم أصحاب مالك

وكان محمد بن سحنون يحسن الحجة والذب عن أهل السنة والمذهب.‏ ‫ ‏وكان ابن سحنون إمام عصره في مذهب أهل المدينة بالمغرب جامعًا لخلال قلما اجتمعت في غيره من الفقه البارع، والعلم بالأثر والجدل والحديث، والذب عن مذهب أهل الحجاز.‏ ‫ على يد هؤلاء انتشر مذهب الإمام مالك في القرن الثالث.

وسحنون هو الذي نشر مذهب مالك بالمغرب.‏ ‫ ‏سمع سحنون من ابن القاسم وابن وهب وأشهب وابن عبد الحكم وسفيان بن عيينة قال سحنون: «خرجت إلى ابن القاسم وأنا ابن خمس وعشرين، وقدمت إلى إفريقية ابن ثلاثين سنة».‏ ‫ ‏وكان سحنون ثقة.

في دولة عمر بن عبد العزيز. اسماعيل بن أبي المهاجر الذي علَّم أهل إفريقية الحلال والحرام. وبعث معه عمر رضي الله عنه عشرة من فقهاء التابعين أهل علم وفضل، منهم عبد الرحمن بن نافع، وسعيد بن مسعود التجيبي وغيرهما»‏(

كسيلة ملك أوربة والبرانس من البربر قد اضطغن عليه… فانتهز الفرصة، وأرسل البربر فاعترضوا له وقتلوه في ثلاثمائة من كبار الصحابة والتابعين، واستشهدوا كلهم… واستأمن من كان بالقيروان إلى كسيلة، فأمنهم ودخل القيروان، وأقاموا في عهده»‏(28)‏.‏ ‫(28)‏ العبر لابن خلدون