يسرد الكتاب تطور الملابس من مجرد حبل بسيط الي ملابس كامله وعلاقه ذلك بالاديان والمجتمع في مختلف الثقافات
اقتباسات
[ تسير الحيوانات، أو تجري، أو تزحف، أو تطير، أو تسبح مكتسية بجلدها أو شعرها أو ريشها أو حراشفها، لكن أسلافنا البشريين غطوا أجسادهم تدريجيًا أو زيَنوها بمواد مختلفة عما منحتهم إيَّاها أُمُّنا الطبيعة. فعلوا ذلك لكي يظهروا أكثر جاذبية أو أكثر قوة، أو ليُموِّهوا على العيوب، أو ليحموا أنفسهم من البرد والحر والأذى، أو ليُداروا خجلهم. ومازلنا نفعل هذا لنفس الأسباب ذاتها.]
[يثير الجسد المشاعر، سواء كان عاريًا أم مغطى. لقد أصبح مظهرنا في المجال العام بطاقة شخصية يقرأها الآخرون من النظرة الأولى باعتبارها نصًا عن النوع، والعِرق، والمهنة، والدين، والجاذبية، واضطرابات الأكل، وعادات الشرب، والدلال، وضبط النفس – فقط لنذكر بعض الجوانب. ويصدر الحكم سريعًا. ]
[ في عام 1776 وصف المستكشف الإنجليزي وليام دامبيير William Dampier الأستراليين الأصليين كأناس لا يرتدون ثيابا ماعدا حزاما صغيرا من لحاء الشجر. ولاحظ الرحالة الأوروبيون أن العري بالنسبة للشعوب الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى كان هو الأمر المعتاد. في مذكرات رحلته ذكر المستكشف والأنثروبولجي جاكوليو Jacolliot أن أبناء قبيلة الدينكا (في السودان) كانوا فخورين بعريهم، بينما كانوا يطلقون باستهجان على الرحالة الذكر المغطى بالملابس «السيدة التركية» ]
[ يختلف النظر إلى أشخاص عراة في مجتمع بلا أعضاء جسدية سرية اختلافا كبيرا عن لمحة غير متوقعة من شخص آخر لأعضائك التناسلية العارية في مجتمع معتاد على تغطية تامة للجسد. لم تكن أثداء السيدات محرجة على الإطلاق طالما كان من الطبيعي أن تكون ظاهرة للعيان، وكانت النساء يرضعن أطفالهن أمام الجميع، ومازالت هناك ثقافات يكون هذا فيها عاديا تماما. من المحتمل أن الهاجس الذكوري حول الأثداء لم يبدأ إلا بعد أن أصبح من الواجب إخفاء هذه الأعضاء من جسد الأنثى لأسباب تتعلق بالاحتشام. ]
[يخشى الناس دائما أن يفقدوا هيبتهم ومظهرهم العام. لعل أقدم وأكثر أشكال تغطية الجسد أوليَّة قد جاءت في الأصل خوفا من التعرض للسخرية من الآخرين بسبب الاعتقاد بأن عضوا هاما في الجسد به عوار. أو الخوف من أن يصبح المرء هدفا للضحك بسبب حركات جسده غير القابلة للتحكم – والتي يثيرها في أسوأ الحالات وجود النساء اللاتي كن عادة يفتقدن القوة البدنية والسياسية ]
[ لماذا قبل جنس واحد نظام تربية ينتقص من قدره ومفروض عليه من الجنس الآخر، كما يحدث غالبا في المجتمعات الأبوية؟ إذا حصرنا السؤال في النوع الإنساني، فإن أحد أسباب موافقة النساء على مثل هذا النظام كان خطر العنف البدني، سبب آخر كان هو حقيقة أن الحياة كان يمكن أن تكون خطرة للغاية بالنسبة للأطفال لدرجة أنه كان من الممكن ببساطة ألا يبقوا على قيد الحياة دون ذكر حارس.]
[ تتدلى ظلال الماضي الطويلة فوق عالم اليوم، وتجعل معظم الناس يتوافقون مع توقعات الآخرين المهيمنين. تطور الخيط المحيط بالوركين عند الإنسان العاقل Homo Sapiens إلى مآزر محتشمة مصنوعة من ألياف النباتات ولحاء الشجر، وأصبح المئزر تنورة ملفوفة بعد زراعة الكتان. وأمد الصيد وتربية الحيوانات الناس بالجلود والصوف. وشكَّل دولاب الغزل ونول النسج تقدما تقنيا هائلا. لكن الناس لم يغطوا أنفسهم على الفور في كل الظروف]
[تحرك النظرة الإنسانية العالم. يصنع النظر كل الفارق. الشخص الذي ينظر هو الفاعل والشخص الذي يُنظر إليه هو المفعول به. في الأساطير وفي الأدب يمكن للنظرة القوية أن تفتن وتسحر أو أن تشل من الخوف. لا يحدث هذا في الحياة الواقعية فقط، بل أيضا على الطريق العام الإليكتروني حيث يمر باستمرار كل أنواع الناس. تتنوع المشاعر التي يستحضرها الآخرون في أذهاننا من اللامبالاة إلى العواطف القوية]
[في التراث اليهودي كانت تغطية رأس الأنثى تُبرَّر أحيانا ككفَّارة واجبة على كل النساء بسبب الأم الأولى حواء التي ارتكبت الخطيئة الأولى بأكلها الفاكهة المحرمة في الجنة، وبهذا جلبت الموت إلى العالم. ومايزال غطاء الرأس الأنثوي – سواء كان في شكل باروكة أو قبعة أو طرحة أو حجاب – موضوعا هاما في الدوائر اليهودية المتشددة مثلما هو الأمر بين مجموعات كبيرة من المسلمين.]
[ لقد أصبحت الملابس بالتدريج مؤشرا أساسيا على الحاجة الإنسانية للتباهي، وهي الحاجة التي لم تكن مجهولة لأسلافنا الأوائل، حتى دونما ملابس. أصبح الناس مدركين لأن تغطية الجسد تبرز نقاط قوتهم وفي نفس الوقت تخفي عيوبهم. شيئا فشيئا بدأت الملابس تخفي بعض أجزاء الجسد لأسباب تتعلق بالعفة، ولذلك كان يجب على تغطية الجسد أن تتعامل مع ’العداء بين الميل للاستعراض والميل للاحتشام’، بالرغم من أن مظاهر الاحتشام متغيرة إلى أبعد الحدود ]
[كل فرد فينا تعذبه مخاوف معينة مدى الحياة. هل أنا جزء من الجماعة أم يرفضني الآخرون؟ هل يؤنبونني أم يسخرون مني أم يؤذونني، وإلى أي حد يكون جسدي الضعيف في خطر عندما أُظهر نفسي على الملأ؟ كل البشر في حاجة للقبول والتقدير، لنظرات الإعجاب والمجاملات من الآخرين لتعزيز إحساسهم بقيمة الذات. ربما كان هذا هو السبب في التزامنا بقواعد لم نبتكرها، قواعد ليست دائما في مصلحتنا. ]