اقتباسات من كتاب تذكرة نجاة للإنطوائيين: كيف تصنع صداقات قوية، وتحافظ على خصوصيتك النفسية وتصبح أكثر راحة في أي موقف؟

بالرغم من أن غريزتنا الأولى كانطوائيين قد تكون عدم مغادرة المنزل أبدًا، فإنه يجب أن نعترف بأننا غالبًا ما نستمتع بأوقاتنا عندما نضطر للخروج من المنزل

فإن حاول الشخص الاجتماعي أن يلعب دور الانطوائي يصاب بالوحدة والبلادة، وإن حاول الشخص الانطوائي أن يلبس عباءة الشخص الاجتماعي أصابه الإجهاد والإحباط.

⁠‫إن كنت تعاني من الإجهاد الاجتماعي باستمرار، ربما ذلك بسبب تخطيطاتك غير المحسوبة، لمجرد أن لديك وقت فراغ لا يعني أنك متاحًا

اخرج من بيتك كل يوم (بعيدًا عن خروجك إلى العمل) لمدة ساعة على الأقل.

فالانطوائي دائمًا ما يفعل شيئًا، أو يفكر في شيء يجعله مستمتع دون الاعتماد على الآخرين ليمدوه بالمرح أو الطاقة، أو ليشاركوه ممارسة النشاطات المختلفة. وعندما يشعر الانطوائي بالإجهاد، ينسحب ويعيد شحن طاقته مما يزيد اكتفاؤه وانسجامه الداخلي.

إذن ما هو تعريف المرح عند الاجتماعي والانطوائي؟ حسنًا، المرح بالنسبة للاجتماعي يتضمن وجود الآخرين في الحدث، على عكس المرح عند الانطوائي لأنه لا يحتاج الآخرين بالضرورة ليستمتع بوقته، مما يجعل لدى الانطوائي حصانة من الملل.

‫ في النهاية إن الانطوائي يكون محدد جدًا في اختيار دائرته الاجتماعية، فهو يختلط بعدد قليل من الناس بشكل عام، ويفضل قضاء وقت ذي قيمة عالية مع من حوله حتى وإن كان وقتًا قليلًا كما يعرف الانطوائي مع من يحب قضاء وقته، ويعرف من هؤلاء الذين يريد أن يبقهم قريبين منه، ومَن يريد أن يبقهم في منطقة المعارف البعيدة، فهو يحرص على الحفاظ على حالة من التوازن في علاقاته ما بين قريبٍ وبعيد.

ولهذا لن يتوقع الناس منك أن تحضر حفلة، وتأسر انتباههم، أو أن تصبح قردًا راقصًا يساهم في الترفيه عنهم. وإنما سيستضيف الآخرون الشخص الانطوائي لأنهم يستمتعون بصحبته لا لأنه يضفي أجواءً مرحة على الآخرين ويقوم بتسليتهم.

حيث سيختلط مع الآخرين بالقدر الذي يناسبه ثم ينسحب. ولو أنهم قد يفضلون عدم مخالطة الآخرين من البداية إن كان الأمر متروك لهم. وبناءً عليه، فلن تجد الانطوائي واحد من هؤلاء الذين يقتحمون خصوصية الآخرين كما قد يفعل الشخص الاجتماعي.

قد يكون من الجيد البقاء تحت الأضواء، ولكن الأضواء قد تحرقك. وأن تكون نجم الحفلة قد يعني أن تحمل عبئًا ثقيلًا؛ لأنك يجب أن تُبقي تلك الحفلة مستمرة. وهذه مسئولية كبيرة، وقد تسحق الكثيرين بمن فيهم هؤلاء الذين يمارس ❞ هذا الدور بشكل تلقائي فما بالك بمن لا يتمتع بالشخصية اللازمة لهذا الدور فأن يكون المرء اجتماعيًا، يعني أن يكون نجمًا ذاتي التوهج لا تنطفئ شعلته ويرسل أشعته ودفئه على الآخرين وهو ما يستهلك الكثير من الطاقة بالتالي ليحصل على بعض المكاسب في المقابل

إن توقعات المحيطين بالشخص الاجتماعي بأنه دائمًا مملوءٌ بالحيوية، ويستطيع دائمًا خوض المناقشات والأحاديث، لهو أمر ضاغط، ويجعل الشخص الاجتماعي يشعر بعبء أن يكون مطالبًا بغدق حيويته ونشاطه على من حوله دائمًا.

ولكن السر في نجاحك كانطوائي يكمن في معرفتك بحدود قدراتك ورسم توقعاتك بناءً على ذلك. وعليك أن تتذكر أنك تقوم بتحوّل كبير من كونك شخص يسعى لتقليد النموذج المثالي للشخص الاجتماعي، إلى شخص يبحث عن إيقاعه الخاص كانطوائي

وقد يكون الدافع للأسف شعورك بأنه لا يجب عليك البقاء وحيدًا في المنزل عشية السبت، مما دفعك للخروج فقط لتشعر بشعور أفضل عن نفسك.

فهل من المنطقي أن تطلب من شخص قد أنهى لتوه سباقًا للركض أن يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لممارسة الرياضة؟ هذا ما يحدث تمامًا عندما تطلب من شخص انطوائي الاستمرار في البقاء في حفلة مليئة بالناس بعد أن تكون طاقته قد أستنزفت

وبدلًا من أن تقول: "من الأفضل أن لا أفعل ذلك"، ستقول: "لن أفعل ذلك قطعًا"، وبدلًا من أن تقول: "من الجيد فعل ذلك"، ستقول: "لن أسمح لأي شخص بمنعي من فعل ذلك!".

فقط سوبرمان يستطيع تلبية احتياجاته، واحتياجات شريكة حياته، واحتياجات أبويه، واحتياجات كل أصدقائه. أما بالنسبة لبقيتنا، فنحن نحتاج إلى القيام بالاختيار ويجب أن نعتاد اختيار أنفسنا.

إن تحديد الأولويات يحقق أيضًا شيئًا مهمًا للغاية، فهو يمنحك الشعور بالرضا عمّا تفعله وما لا تفعله.

فكر في الأمر، فالشخص الذي قد تقوم بتصنيفه على أنه شخص متعجرف يبدو تمامًا مثل الشخص الانطوائي وهو في طور الإجهاد.

وكلما أعطى الانطوائي للشخص الذي أمامه فرصة الحديث كلما ازداد اهتمامه بهذا الشخص. فما قد يرويه أحدهم لك وتعتبره تفاصيل مملة لما حدث في عطلة نهاية الأسبوع، يرى فيه الانطوائي تفاصيل كثيرة مهمة عن حياة هذا الشخص

وإن فكرت في الأمر، فستجد أن البيئة التي يشعر فيها الانطوائي بالراحة الكاملة قد تتكون من حجرة فارغة ومهمة، تحتاج إلى الإنجاز وتبقي الانطوائي منشغلًا.