اقتباسات من كتاب كيف تصبح كاتبا

‫ اكتب أي شيء يتبادر إلى ذهنك: حلم الليلة الماضية، إذا كنت قادرًا على أن تتذكره، أو الأنشطة التي قمت بها بالأمس، أو محادثة قمت بها سواء أكانت حقيقية أو خيالية، أو مراجعة لأفعالك ولضميرك اكتب أي نوع من أفكار الصباح الحالمة، بسرعة وبدون تدقيق، فالتميز أو القيمة النهائية لما تكتبه ليس له أهمية حتى الآن ولكن في واقع الأمر، سوف تجد قيمة أكبر في هذه المادة الأدبية أكثر مما تتوقع إن هدفك الأساسي الآن ليس أن تبتكر كلمات خالدة، ولكن أن تكتب أي كلمات ليست محض هراء

لو جذب الموقف انتباهك إلى هذا الحدِّ، وله معنى بالنسبة لك، وإن كنت تستطيع اكتشاف هُوية هذا المعنى، فلديك الأساس لقصة.

وإذا كان بإمكانك أن تحكي القصة كما تظهر لك أنت فقط من بين جميع أهل الأرض، وقتها ستحصل لا محالة على جزء من عمل أدبي أصلي.

إن العظماء في كل فترة وفي كل جنس هم الذين يستطيعون تحرير أقصى ما يستطيعون من هذه الهبة للاستخدام في حيواتهم، وفي أعمالهم الأدبية أكثر من بقية البشر. لا يوجد إنسان يفتقر إلى أثر من آثار العبقرية، ولا يوجد أحد عظيم لدرجة الاستخدام اللامحدود لميراثه من العبقرية بشكل كامل.

الكاتب العبقري ينبغي أن يحافظ على العفوية حتى أنفاسه الأخيرة، وعلى إحساس الطفل المتأهب، وبراءة العين التي تعني الكثير للفنان، والقدرة على الاستجابة بسرعة وبنشاط للمشاهد الجديدة، والمشاهد القديمة كما لو كانت جديدة،

‫ إن كل قطعة من الكتابة لا تشتمل على إمداد بالمعلومات المباشرة -كما في وصفة الطعام أو المعادلات مثلًا- هي محاولة للإقناع فأنت تقنع قارئك -وأنت تملك انتباهه- بأن يرى العالم بعينيك ليتفق معك على أن هذا الحدث مثير، أو أن هذا الموقف مأساوي، أو أن هذا الموقف الآخر شديد الفكاهة كل الأدب عبارة عن إقناع بهذا الشكل قناعة الكاتب تخفي كل التصوير الخيالي مهما يكن المستوى؛ ولأن الأمر كذلك، فإنها تدفعك إلى أن تعرف ما تعتقده في معظم المشكلات الرئيسية في الحياة، وفي المشاكل الفرعية التي ستستخدمها في كتابتك. امتلك قناعاتك أولًا حتى تستطيع إقناع غيرك.

‫ معظم الأشخاص الذين تجذبهم فكرة الأدب يكونون حالمين عظماء أو كانوا كذلك في الطفولة وفي أي لحظة تقريبًا يمكنهم أن يجدوا أنفسهم مسترسلين في الأحلام في بعض الأحيان تأخذ هذه الأحلام شكل إعادة صياغة حياة الإنسان يومًا بيوم أو لحظة بلحظة، في شكل أقرب إلى ما يرغب فيه القلب، مثل إعادة بناء المحادثات والمجادلات لكي نخرج بألوان تتطاير وقصائد تتساقط حولنا كالشرر، أو نتخيل أنفسنا وقد عدنا في زمن أبسط وأكثر سعادة، أو أن مغامرة ما قادمة باتجاهنا من الزاوية المقابلة.

الآن الكلمة هي وسيلتك، والاستخدام الأمثل لها هو الكتابة

في البداية، يجب عليك تعليم العقل الباطن أن يتدفق داخل قناة الكتابة. أعرف أن التعامل مع العقل الباطن ليس بهذه البساطة، ولكنني أدعو علماء النفس أن يغفروا لنا حديثنا بشكل عابث عن «تعليم» العقل الباطن ليفعل هذا أو ذاك. إن هذا يحدث مع كل النوايا والأهداف، ولكن ربما نقول بشكل أقل أناقة وأكثر تحديدًا: إن الخطوة الأولى لتكون كاتبًا هي أن تربط عقلك الباطن بيدك التي تكتب.

بالنسبة لمعظم الأغراض العملية فإنه يكفي أن نقسم عقولنا تقريبًا إلى الوعي والعقل الباطن، فمن الممكن تمامًا أن تعيش مدى الحياة (حتى حياة الفنان)، دون فهم عميق لتعقيدات العقل. والآن بإدراكك هذا المكون الثالث من طبيعتك، وباستيعابك لأهميته في كتابتك، وبتعليمك كيفية تحريره لإزالة العوائق من مساره حتى يتدفق دون عوائق في عملك الأدبي، فأنت تقوم بأفضل خدمة حيوية لنفسك ككاتب.

لا يمكن اعتبار العقل الباطن كحالة من النسيان حيث المفاهيم الغامضة والضبابية وغير المتبلورة تسبح بشكل مشوش. هناك أسباب كثيرة لتؤمن أنه -على العكس- الموطن العظيم للشكل الأدبي، فهو أسرع في رؤية الأشكال والأنماط والأغراض أكثر مما يستطيعه عقلنا

إن كل قطعة من الكتابة لا تشتمل على إمداد بالمعلومات المباشرة -كما في وصفة الطعام أو المعادلات مثلًا- هي محاولة للإقناع. فأنت تقنع قارئك -وأنت تملك انتباهه- بأن يرى العالم بعينيك ليتفق معك على أن هذا الحدث مثير، أو أن هذا الموقف مأساوي، أو أن هذا الموقف الآخر شديد الفكاهة. كل الأدب عبارة عن إقناع بهذا الشكل. قناعة الكاتب تخفي كل التصوير الخيالي مهما يكن المستوى؛ ولأن الأمر كذلك، فإنها تدفعك إلى أن تعرف ما تعتقده في معظم المشكلات الرئيسية في الحياة، وفي المشاكل الفرعية التي ستستخدمها في كتابتك. امتلك قناعاتك أولًا حتى تستطيع إقناع غيرك.

‫ بالعودة إلى اقتباسات الكُتَّاب الكبار هذه من وقت إلى آخر، ربما تقنع نفسك في النهاية أن بصيرتك هي التي تعطي القيمة النهائية لكتابتك، وأنه لا توجد تفاهة حيث يوجد العقل الصادق الواضح الجيد في العمل الأدبي.

«حبك وحبي، وغضبك وغضبي متشابهون بما فيه الكفاية لنطلق عليهم الأسماء نفسها، ولكن في تجربتنا، وفي تجربة أي شخصين في العالم لن تجدهم متطابقين تمامًا أبدًا».

سأكون راغبة إلى حَدٍّ ما في أن أؤكد على أنه لا يوجد موقف تافه في حدِّ ذاته، هناك فقط مؤلفون تافهون ومتحفظون ومعدومو الخيال. ولا توجد مشكلة قد يجدها الكاتب لا يمكن أن تؤثر فيمن حوله إذا تم تقديمها بشكل جيد.

في

من الجيد أن تفهم في أقرب وقت ممكن من حياتك الأدبية أن مهمتك هي أن تضع فهمك الخاص للعالم في صندوق خبرات البشرية المشترك كل منا له شعور متفرد فلم يولد أحد آخر من أبويك بالذات، في ذلك التوقيت بالضبط، في تاريخ ذلك البلد نفسه، ولم يمر أحد بتجاربك قط، ولم يصل إلى استنتاجاتك، ولم يواجه العالم بمجموعة الأفكار نفسها التي لا بد أنك تمتلكها لو كان بإمكانك أن تصل إلى مثل هذه العلاقات الودية مع نفسك بأنك قادر وراغب في أن تقول ما تفكر فيه على وجه التحديد في أي موقف أو أي شخصية، وإذا كان بإمكانك أن تحكي

إن ما يحتاجه مثل هذا الكاتب بوضوح أن يدرك أن حالته ليست الوحيدة؛ لأن كلنا مستمرون في النمو، وأنه لكي نكتب بشكل عامٍّ يجب علينا أن نكتب عن أسس معتقداتنا الحالية. فإذا كنت غير راغب في الكتابة من وجهة نظر صادقة (رغم أنها ربما ليست نهائية) تعبر عن حالتك الحالية، فقد تموت دون أن تضيف شيئًا إلى العالم.

‫ من الجيد أن تفهم في أقرب وقت ممكن من حياتك الأدبية أن مهمتك هي أن تضع فهمك الخاص للعالم في صندوق خبرات البشرية المشترك كل منا له شعور متفرد فلم يولد أحد آخر من أبويك بالذات، في ذلك التوقيت بالضبط، في تاريخ ذلك البلد نفسه، ولم يمر أحد بتجاربك قط، ولم يصل إلى استنتاجاتك، ولم يواجه العالم بمجموعة الأفكار نفسها التي لا بد أنك تمتلكها لو كان بإمكانك أن تصل إلى مثل هذه العلاقات الودية مع نفسك بأنك قادر وراغب في أن تقول ما تفكر فيه على وجه التحديد في أي موقف أو أي شخصية، وإذا كان بإمكانك أن تحكي القصة كما تظهر لك أنت فقط من بين جميع أهل الأرض، وقتها ستحصل لا محالة على جزء من عمل أدبي أصلي

‫ إن لُبَّ الحقيقة هنا يكمن في مفهوم أن الكاتب العبقري ينبغي أن يحافظ على العفوية حتى أنفاسه الأخيرة، وعلى إحساس الطفل المتأهب، وبراءة العين التي تعني الكثير للفنان، والقدرة على الاستجابة بسرعة وبنشاط للمشاهد الجديدة، والمشاهد القديمة كما لو كانت جديدة، وأن يرى الصفات والخصائص كما لو كان الله قد خلقها للتو، بدلًا من تصنيفها بسرعة في قوائم يعلوها تراب اللامبالاة، وتعليبها دون دهشة أو مفاجأة، وأن يشعر بالمواقف بقوة وبشكل فوري