الزواج عن حُب مُتعة ، أن يكون لك رُكن داخل قلب هذا الرفيق ، كل شيء يقع تحت طائلة الحب مُختلف وممتع ، الحب دائماً يكسوا الاشياء برونق خاص.
والحب في ذاته منحة كبيرة ، والأهم من الوصول لها ( في رأيي ) هو المحافظة عليه وعلي استمراريتة ، وبعد رحلة طويلة من الحياة بشقائها ودورتها المُنهكه ، يحق لنا أن ننعم بهذا الحب ، أو نحاول إستعادة ظلالة علي أرواحنا ، حتي وإن كُنا سنترك كل شيء ونذهب إلي جزيرة نائية في مكانٍ بعيد لا نملك فيها اي شيء غير كوخٍ صغير به أكثر إحتياجاتنا الضرورية فقط.
هل يليق بكل قصص الحب أن تنتهي نهايةً ملحمية ؟!.
يبدوا أن كاتبتنا قررت في الجزء الثاني تغيير الطريقة التي ستروي بها الحكايات وبدأتها بالرسائل ، وهو في رأيي أسلوب مناسب جداً لأجواء القصة الرومانسية التي بدأت بها الكتاب.
الرسائل حتماً تصل ، أحياناً لا يعنينا متي تصل ويشطح بنا الجنون أوقاتاً فنُرسلها إلي مجهول لا نعلمة ، لكنها حتماً ستُقرأ.
لم أُعط الفرصة الكافية لأتغزل في جمال سانتوريني ورودس ، لأجد الحديث بدأ عن الرحلة وعن الطيران منخفض التكاليف ومتي ظهر ومن أين أتت الفكرة ؟ ، وقبل أن ينتابني الاعتراض قُلت في نفسي ، أليست تفصيلة مُهمة بالنسبة للمُسافر ؟ أن يكون مُلماً بإدارة نفقاتة ويبحث عن أقصر الطرق وأكثرها مُناسبةً لاستمرار مُتعة التجربة واكتمالها ؟
إذاً فهي نُقطة من الواجب ذِكرها لأنها تُكمل الإطار العام للحكاية وتجعله شاملاً أكثر.
كثيراً ما يدور علي السوشيال ميديا نقاشات حول الحسد وأن النظرة قادرة فعل الأفاعيل حتي وإن كانت عن بُعد ، لكن هناك فريق كبير كان ينفي هذه الفعلة عن الأوروبيين عن عاداتهم وحضاراتهم أيضاً ، لكن لفت انتباهي صور العيون الزرقاء التي قابلتها الاستاذه نهي في رودس ، ثم تلاها توضيح مهم عن الحسد وذِكرة في الحضارات القديمة وكيفية تعامل الشعوب معه ودرجة إيمانهم به ، وهو يُعتبر بحث مُصغر ونقل حقيقي من واقع الحياة العملية هُناك.
كانت رحلة رودس ممتعة ، دسمة في تفاصيلها رغم أنها آسرة وغنية تاريخياً ، وكان من الجميل أن يتبعها رحلة ديزني ماچيك الجزيرة العائمة ، لأن الأجواء في الرحلة الثانية كانت ترفيهية ومرحة وخفيفة أكثر.
بعد رحلات ممتعة وتفاصيل وأحداث شيّقة ومزج تاريخي بين الماضي والحاضر ، يحق لي أن أتسائل ، هل ينتمي هذا الجزء من السلسلة إلي أدب الرحلات أم هو عرض تاريخي مُغلف برؤية سياحية إجتماعية أُسرية خاصة ، قررت من خلالها الاستاذه نهي أن تعرض التاريخ بشكل مختلف ؟
علي كُل ، لن تكون إجابة السؤال ذات فارق معي ، لأن الأولي من التصنيفات الأدبية هو ضمان أن يحصل القارئ علي مُتعة ، هذا أولي ، وهو مضمون في هذه السلسلة التي مازالت أنتظر منها أجزاءً أخري و أتمني اكتمالها علي خير.