ظل الناس لسنوات يفسرون معارضتي السياسية لضياء على أنها مجرد محطة للانتقام لجريمة قتله والدي، لكن الحقيقة لم تكن كذلك أبداً. لا يمكنك العمل تحت وطأة الشعور بالمرارة. إذا كنت تشعر بالمرارة، فلا تدعها تقودك وتحركك. الهدف والدافع كانا ولا يزالان: إعادة باكستان إلى الديمقراطية عن طريق انتخابات عادلة ونزيهة.
ابنة القدر
نبذة عن الكتاب
تولَّت أرفع منصبٍ في باكستان واعتُقلت في أسوأ سجونها... تلقَّت أجمل عبارات الإطراء والاحترام والتقدير وأبشع الإهانات والشتائم والركلات. هُتفَ لها وباسمها وبحياتها وحُملت على أكتاف الجماهير وطوردت في دهاليز وزواريب وأزقة. أغرب حياةٍ وأغرب نهاية لامرأة شغلت العالم وإعلام ردحاً من الزمن... إنها بنازير بوتو ابنة الرئيس ذو الفقار، والرئيسة من ثم، وهي تتحدَّث عن كل شيء: طفولتها، أسرتها، إعدام أبيها ومقتل شقيقيها، عذاباتها في السجن، مغادرتها باكستان بضغوط خارجية، زواجها، تنظيمها لصفوف حزب الشعب، حربها على الديكتاتور ضياء الحق، قيادتها لباكستان في أحرج ظروفها السياسية وهي حامل، اعتقال زوجها، لقاءها أغلب زُعماء العالم، رؤيتها لمستقبل باكستان، رحيلها من جديد، وقرار عودتها الثانية. سيرة ذاتية مؤثَّقة وفصول إضافية للكاتب مارك سيغل غطّت اغتيالها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 593 صفحة
- [ردمك 13] 978-6144-58-470-5
- شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب ابنة القدر
مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
رقم مئة واحد عشر /2024
ابنة القدر- Daughter of Destiny: An Autobiography
بنازير بوتو - Benazir Bhutto
المترجمة نوال مصطفى
تطبيق ابجد
انني، وبملء إرادتي، اخترت طريق الأشواك ودخلت وادي الموت
انها بنازير المرأة الحديدة مثل تاتشر تولَّت أرفع منصبٍ في باكستان واعتُقلت في أسوأ سجونها... تلقَّت أجمل عبارات الإطراء والاحترام والتقدير وأبشع الإهانات والشتائم والركلات. هُتفَ لها وباسمها وبحياتها وحُملت على أكتاف الجماهير وطوردت في دهاليز وزواريب وأزقة. أغرب حياةٍ وأغرب نهاية لامرأة شغلت العالم وإعلام ردحاً من الزمن... إنها بنازير بوتو ابنة الرئيس ذو الفقار، والرئيسة من ثم، وهي تتحدَّث عن كل شيء: طفولتها، أسرتها، إعدام أبيها ومقتل شقيقيها، عذاباتها في السجن، مغادرتها باكستان بضغوط خارجية، زواجها، تنظيمها لصفوف حزب الشعب، حربها على الديكتاتور ضياء الحق، قيادتها لباكستان في أحرج ظروفها السياسية وهي حامل، اعتقال زوجها، لقاءها أغلب زُعماء العالم، رؤيتها لمستقبل باكستان، رحيلها من جديد، وقرار عودتها الثانية. سيرة ذاتية مؤثَّقة وفصول إضافية للكاتب مارك سيغل غطّت اغتيالها.
"أنا لم أختر هذه الحياة بل هي التي اختارتني"
سيرة ذاتية بقلم الباكستانية بنازير بوتو تحدثت فيها عن حياتها السياسية والنضالية التي تنقلت فيها بين السجون والمنفى وإدارة البلاد حتى اغتيالها في عام 2007 م بتفجير انتحاري. الكتاب طويل جدا ومليء بالتفاصيل عن السياسة الداخلية الباكستانية. لكن هذه السيرة تمثل مأساة لعائلة بوتو التي تمت تصفيتها شيئا فشيء. اغتيل أبيها ذوالفقار على بوتو بعد انقلاب عسكري واغتيل أخويها بعد ذلك أحدهم مسموم والآخر بالرصاص وانتهى الأمر بها بتفجير انتحاري 2007.
ممكن تلخيص فصول الكتاب 17 فصلا في النقاط التالية:
الحياة العامة: دخلت بنازير إلى عالم السياسة بعد إعدام والدها الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو، وأصبحت أول وأصغر رئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث. اتهمت وزوجها بالفساد فأسقطت حكومتها أكثر من مرة، وتنقلت بين بلدها باكستان والمنفى أكثر من مرة حتى اغتيلت عام 27 ديسمبر 2007.
ولدت بنازير بوتو يوم 21 يونيو/حزيران 1953 في مدينة كراتشي بباكستان لعائلة سياسية شهيرة حيث كان والدها رئيسا لدولة باكستان ورئيسا للوزراء في السبعينيات من القرن الماضي. درست العلوم السياسية والاقتصاد في جامعة هارفارد وأكسفورد، وتزوجت عام 1987 من رجل الأعمال وعضو البرلمان آصف على زارداري وأنجبت منه ثلاثة من الأبناء، وكانت زيجتها كنوع من أنواع الضريبة السياسية اللازمة لفتاة مثلها وخاصة انها تعيش في مجتمع إسلامي متشدد تأثرت بوالدها ذو الفقار على بوتو وبالحياة الغربية التي عاشت فيها سنوات طويلة من عمرها وأفردت ذلك على صفحات الكتاب الذي ألفته عام 1989 عن حياتها الخاصة والعامة وأسمته "ابنة القدر.
وصفت المترجمة بنازير بوتو في مقدمة الكتاب بأنها «شخصية ولدت تحمل جينات الزعامة وملامح الجاذبية، وضعها القدر وسط نيران تصهر الحديد، فلم تنصهر، ورمتها أمواج الحياة على صخرة الصراع فلم تنكسر، ودفعها الثأر إلى الوقوف في صفوف البسطاء من أجل حياة عادلة، فلم تتأخر، أو تتردد. إنها بنازير بوتو المرأة القوية الجميلة التي استحوذت على اهتمام العالم منذ شبابها المبكر، حتى رحيلها المبكر أيضا برصاص الغدر والخيانة، وهي في الـ 54 عاماً من عمرها.
إنها واحدة من الزعامات التي سيتذكرها التاريخ، وستحفظ قصتها الأجيال، لا باعتبارها أصغر رئيسة وزراء في العالم عندما تولت رئاسة الحكومة في باكستان في العام 1988، ولا لأنها أول ورئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث، ولكن لأنها امرأة وقفت بشجاعة لا نظير لها في وجه الحكم الشمولي الديكتاتوري، وثبتت رؤية إصلاحية حقيقية، حلمت بأن تنفذها في باكستان، واستطاعت أن تهزم الخوف داخلها، حتى لا تسمح لنفسها بالتراجع أو الانسحاب من مواجهة حقيقية، وجها لوجه مع الفساد السياسي.
الانقلاب واعدام الاب: في الفصل الأول من الكتاب انطلقت الكاتبة من واقعة إعدام والدها رئيس وزراء باكستان السابق ذو الفقار على بوتو في الرابع من أبريل 1979، لتطرح سؤالاً مهماً هو: هل صنعت دماء الأب تاريخ الابنة؟ إذ أُجبرت بوتو على خوض غمار المعترك السياسي لتصبح في نهاية العام 1988 أصغر امرأة 35 عاماً ترأس حكومة دولة إسلامية في العصر الحديث.
عائلة بوتو فهي أغنى عائلات إقليم السند، وأكبر عائلة سياسية في تاريخ باكستان فعلى مدار أربعة أجيال حتى الآن، وهناك ثماني شخصيات محورية ورئيسية، انصب اهتمامها على العمل السياسي بشتى صوره أولاها شاه نواز الجد، وآخرها بيلا وال، نجل بنازير، وهي العائلة التي يشبهها البعض بعائلة كيندي، نظراً إلى عملية الاغتيال والموت الغامض المشترك بينهما، إذ شهدت إعداما واغتيالين، وعشرات الأعوام ما بين سجن واعتقال وفرار خارج البلاد».
صعود وهبوط
الكتاب رصد «سنوات الصعود والهبوط» في تاريخ بنازير، فقصة بنازير واحدة من أعظم التراجيديات العالمية ففضاؤها مرصع بلحظات النشوة والألم، والانتصار والانكسار، الزهو والعار أراها بطلة لأسطورة إغريقية قديمة تلك الأساطير التي تختلط فيها المأساة والملهاة، يظل بطلها صامداً إلى النهاية واقفاً في وجه القدر يتلقى لطماته بصدر مفتوح
في العام 1977 كانت بداية النهاية في الفصل الأول في حياة بنازير، فقد تلبدت الغيوم، وانقلبت حياتها مع إعدام والدها، ولكنها ظلت تناضل وتجاهد،
وكانت سنوات السجن والعذاب التي عانته هي ووالدتها بعد ان تمكنت من تهريب أخويها اثرا كبيرا على العنف السياسي الموجود حيث اعتقلت في البيت وفي السجن وعانت لفترة كبيرة بعد خروجها بسبب قلة الكلام بعد خروجها ثم أطلق سراحها وأبعدت إلى الخارج لكي تعيش حياة المنفى. ومن هناك عادت عام 1986 لكي تقود المعارضة السياسية ضد ضياء الحق وقانون الطوارئ. ثم تضيف المؤلفة قائلة: ولحسن حظها فإن الزمن هو الذي انتقم لها من ضياء الحق. ففي 17 أغسطس من عام 1988 يموت ضياء الحق في حادث طائرة مشبوه.
نضال من أجل العودة
شجعت وفاة ضياء الحق، بنازير على التفكير في العودة مرة أخرى بعد عشر سنوات قضتها في المنفى وبالفعل عادت لتتولى قيادة حزب الشعب الذي كان قد أسسه والدها عام 1967. العام (1988 حيث فاز تحالف بوتو بأغلبية قليلة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك مما مكنها من تولي منصب رئيسة الوزراء وكان عمرها وقتئذ 35 عاما لتصبح أول وأصغر رئيسة وزراء دولة إسلامية. واجهت حكومة بوتو العديد من المشاكل أهمها المشكلات الاقتصادية التي لم تستطع التعامل معها بفاعلية مما ألب عليها خصومها السياسيين الذين رفعوا عليها وعلى زوجها آصف زرداري العديد من قضايا الفساد وسوء استعمال السلطة.
ثم مرت الأيام وعادت بوتو إلى السلطة من جديد عام 1993 حيث أصبحت رئيسة للوزراء. وكان أول قرار اتخذته هو إطلاق سراح زوجها من السجن. وفي الولاية الثانية للحكم أصبحت بنازير بوتو أكثر حنكة ودهاء في إدارة شؤون الحكم. واستطاعت بالتالي أن تعالج بعض المشاكل الحساسة بفعالية أكبر. كما وعرفت كيف تتحالف مع بعض أجنحة السلطة العسكرية والمخابرات لاتقاء شرها.
العودة إلى الموت
في العام 2007 عادت بنازير إلى باكستان وسط أجواء صاخبة وملتهبة «عادت من المنفى، وباتت محط آمال المتطلعين لتحقيق الديموقراطية والرخاء كان من المقرر أن تكون عودة بوتو فاتحة براقة تبشر بإجراء معركة انتخابية تتوج بانتصار مظفر، وكان (حزب الشعب) الذي تتزعمه بوتو أوحى لخصومه بأن زعيمته سوف تنجح في تولي منصب رئيسة الوزراء للمرة الثالثة ولكن تلك العودة تزامنت مع تفاقم الأزمة السياسية في البلاد، التي بدأت بمحاولة إقصاء الرئيس برويز مشرف رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري، وتشكيك المعارضة في نتائج الانتخابات التي فاز بها، وكانت باكستان أنهت المواجهات التي استمرت أشهراً ستة بين الجيش وجماعة تحصنت في المسجد الأحمر، وأسفرت عن مقتل 150 شخصاً، فضلاً عن اشتباكات ومصادمات وخلافات أخرى مريرة بين أطراف متصارعة.
استقبال بوتو لدى عودتها إلى بلادها طغت عليه أجواء كرنفاليه، ولم تعكره سوى عملية انتحارية أسقطت 139 قتيلا وأصيب 500 آخرون. بوتو كانت تدرك أن أياماً صعبة في انتظارها، كما ثبت في مقال نشرته جريدة «لوس أنجلوس تايمز» قبل أشهر معدودة من اغتيالها: «أعلم أن أياماً صعبة تنتظرني، لكنني أضع ثقتي في الشعب، وأضع مصيري بيد الله».
في السابع والعشرين من ديسمبر 2007، كان المشهد الأخير في حياة بنازير، إذ اغتيلت وسط حشود هائلة من أنصارها الصدمة ألجمت أنصارها، فانفجرت أعداد كبيرة في البكاء والنحيب في مشهد أعاد إلى الأذهان ما حدث عند إعدام والدها قبل عقود ثلاثة، وما حصل عند اغتيال رئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي.
وتطرح الكاتبة سؤالاً: من قتل بنازير من دون تحديد إجابة قاطعة، ولكنها وضعت احتمالات فإما أن يكون الرئيس الباكستاني برويز مشرف، أو تنظيم «القاعدة» أو جماعة «طالبان» أو الإدارة الأميركية باعتبارها الحليف اللدود لبوتو.
أخطاء بنازير:
رغم افتتان الكاتبة بشخصية بنازير بوتو إلى حد كبير إلا أنها تعترف في نهاية كتابها بأن بوتو أخطأت، واندفعت وراء عواطفها وأهوائها الشخصية كثيراً. ومن بين هذه الأخطاء تعيين زوجها المطارد بالإشاعات والاتهامات وزيراً في حكومتها ما أعطت لخصومها ذريعة الهجوم عليها وتجريح سمعتها المالية والسياسية، وأخطأت عندما جعلت حلمها المزمن بالعودة إلى السلطة تعود في الزمن الخطأ، وأخطأت عندما صدقت الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، وتوهمت أن أميركا يمكن أن تحمي حلفاءها، وأخطأت عندما أبرمت اتفاقاً مشبوهاً مع الرئيس الباكستاني، وتحقق بمقتضاه حلمها بالديموقراطية، وأخطأت عندما تركت وصية تقضي بتولي نجلها الشاب الصغير بيلاوال زعامة «حزب الشعب» بعدها.