اقتباسات من رواية بردية المهاجر

لقد كنت أبالغ فى حبى لهم… والمبالغة فى الحب تكون أحيانا نوع من أنواع عدم الاستواء النفسى..

‫ مثلها مثل المبالغة فى الكراهية بالضبط .

لم يعد البيت هادئا كما كان من قبل.. بل أصبح مليئا بالصراخ والاتهامات المتبادلة بين الجميع..

‫ فيرناندو يتهمنى بالتراخى والتدليل الزائد لفيرونيكا..

‫ وأنا أتهمة بالقسوة التى أدت إلى ما حدث…

ووجدت أنه من الأفضل أن تدركى الحقيقة مبكرا…

‫ حتى وإن كانت مؤلمة.. لأن معرفة الحقيقة ستريح رأسك الصغيرة من التساؤلات..

أعتقد أن روح أبينا كانت غير مستريحه أيضا لتركنا و نحن صغار و ضعاف و بلا سند فكانت تحوم حولنا للإطمئنان علينا....

أو ربما كانت روحه تشعر بالذنب لأننا تحملنا تبعات أفعاله دون ذنب إقترفناه سوى أننا أبنائه.

سأقول لك سرا يا إبنتي...أنا لم أحب في حياتي كلها سوى فاروق...

جاكوب كان زوجي لأكثر من ثلاثون سنه..لكنني لم أشعر نحوه بمشاعري ناحيه أبوك..بالرغم من كل محاولاته لأسترضائي..إلا أنه لم يستطع نزع فاروق من قلبي.

لم أشعر كم من الوقت إستغرقت الأنوار ...فبعض اللحظات تمر كسنوات من عمق إحساسنا بها ...الغريب في الأمر أن النور المفاجيء أرعبني أكثر من الظلام الدامس الذي كنت أجلس به..

لا يا بني ..هذه ليست تماثيل صماء..لقد قرأ عليها كهنه المعبد التعاويذ منذ آلاف السنين ..فأصبحت تسمع و ترى . و هم يتوعدون من يقتحم مساكنهم و يزعجهم في خلوتهم بكل سوء.

و قد كنت أسمع من أهالي قريتنا أن يوم سقوط الضوء على وجوههم هو يوم عيدهم .

ذلك النور الذي تحدث عنه أبي في أوراقه...و إحتار العلماء في تفسيره ..خطوت أنا بداخله ببساطه..ربما كان سر النور لا ينكشف إلا للبسطاء..

سأقول لك سرا يا إبنتي...أنا لم أحب في حياتي كلها سوى فاروق...

جاكوب كان زوجي لأكثر من ثلاثون سنه..لكنني لم أشعر نحوه بمشاعري ناحيه أبوك..بالرغم من كل محاولاته لأسترضائي..إلا أنه لم يستطع نزع فاروق من قلبي.

لقد كانت جدتي تقول أن أرواح من يقتلون تكون غير مستريحه للغدر الذي تعرضت له..و هذا ما يبقيها تحوم في الدنيا لبعض الوقت رافضه الصعود إلى السماء. ..

و إكتشفت أن هناك أكثر من مليار و نصف مليار مسلم في هذا العالم متهمون بالإرهاب و موصومون بسفك الدماء بعد ما حدث في الولايات المتحده في الحادي عشر من سبتمبر 2001...

و قد تسبب الإصرارعلى إلصاق تهمه الإرهاب على كل المسلمين بلا إستثناء في رفضي التام للفكره ..

أولا لأن فكره التعميم كانت مرفوضه بالنسبه لي..و ثانيا لأن ما حدث لأبي في الماضي يؤكد أن حقيقه الأحداث تختلف تماما عن ما يعلن في الجرائد و نشرات الأخبار.

فقد قلت لنفسي : كل هؤلاء الملوك و السلاطين قد ماتوا ..و أنا أيضا سأموت..إذا لا داعي لكل هذا الحزن .

كان إكتشافي للحقيقه مؤلما جدا...فقد إكتشفت أنني كنت مغفله..

و بدأت ألوم نفسي و أعنفني على غبائي

أحيانا تضللنا عقولنا ..فننكر ما رأته أعيننا بوضوح...

إسمعي يا إبنتي..لا تفتحي أبوابا أغلقت منذ زمن بعيد...أبوابا تخفي خلفها نيرانا مشتعله...صحيح أن النيران قد خمدت بسبب مرور زمن طويل تغيرت خلاله معالم الكره الأرضيه ..و أصبح هناك إكتشافات أخرى أهم بكثير من تلك التي كانوا يركضون ورائها في ذلك الحين..و لكن تبقى النيران خامده تحت الرماد.

إبتعدي عن هذه الأمور و أغلقي صفحات الماضي.

لا تتعجبوا ..نعم قررت أن أسامحهم ... بعض الناس يكفي عودتهم حتى نسامحهم.

كنت أراقبهم من بعيد دون أن أقترب..

كانت بهجتهم تبهجني..حتى أنني كنت أضحك لضحكهم و سعادتهم..

تعلمين..أنا أيضا لدي سر صغير ..أريد أن أبوح لك به.

ردت الأم إيزابيل بحنان : و ما هو سرك الصغير؟؟

قلت بصوت منخفض : لدي صديق خفي ..لا يراه أحد غيري...إسمه شيكي.