"أدرك أنه ما من شيء في الحياة يستحق التعلق به؛ لأن كل شيء غير مستقر."
رواية "طلسمات" للكاتب الأفغاني "جواد خاوري" الذي ولد بأفغانستان، وأكمل حياته بإيران، تلك الخلفية المميزة كان لها أثراً على أعماله، وبالأخص روايته "طلسمات"، ولكن لنتوقف قليلاً عن معنى كلمة طلسمات؛ فالطلسم هو ما يُخطه الساحر من خطوط تحمل في طياتها ألغاز غامضة ومُبهمة، ويدعي أنها ترد الأذى وتُساعد على قضاء الحاجات. (قاموس المعاني)
فمن هو الساحر في حكايتنا؟ ومن المسحور؟
الرواية تنتهج الواقعية السحرية من أول صفحاتها، واقع مآسأوي ممزوج بخيال سحري، بشر يؤمنون بالخرافات، وبشر يُطوعون الخرافات لصالحهم، يتدخل الدين مع الأحداث، كلاً يُطوعه على حسب مصلحته، عنصرية سائدة تجاه النساء، ضرب وإهانة وتقليل من شأنهم وتهميش، وكأنهم آلة جنسية فقط لا غير، طفل ينشأ في ظل كل ذلك يواجه العديد من الصعوبات، فيُحاول أن يتغلب عليها فيقهره السراب وحكايات الكنز، وحكايات فرعية تصب دائماً في نفس النهر.
رأيت أن الطلسمات المقصودة في حكايتنا هي التي نضعها على عقولنا، فلا نُبصر ولا نُفكر بطريقة صحيحة، تمنعنا من النظر إلى الأمور كما هي، وتوجهنا إلى مصائر وأقدار خاطئة وشريرة، نضع الطلسمات على عقولنا، فتغشى قلوبنا بعتمة فنصبح أشباه بشر، دون رحمة أو أي فعل إنساني. رواية مُمتعة وقد تكون بدايتها صعبة، ولكن بمجرد توالي الحكايات والدخول إلى الأجواء تصبح أكثر متعة وجمالاً.