.
لقد انتهيت للتو من رواية عظيمة توازي في عظمتها كتاب غرفة تخص المرء وحده، كتبتها امرأة تم إعادة اكتشافها في خمسينات القرن الماضي بعد أن تجاهلها النُّقاد نهاية القرن التاسع عشر، لأن موضوعها كان حساسًا ومرفوضًا اجتماعيا وكُتب عنه من قِبل امرأة، لكننا نعيش في عالم مزدوج المعايير، فذات الموضوع كتب عنه تولستوي قبلها وموراكامي بعدها، لكن العالم صفق لهما احتفاءًا. أريد الإعتذار لشوبان؛ لأني قارنتها بكُتاب رجال، وأريد الإعتذار لإدنا -المرأة التي لم أفهمها- لأنها لم تقلب عالمها لأجل لا شيء! ولا عزاء لآنا وبطلة نعاس رغم أنهن غير مفهومات كذلك، لكني مهتمة بإدنا. أقول دوما إني أحب الكتب التي تحكي عن النساء، والكُتب التي تكتبها النساء عن النساء؛ إذ لا أفضل منهن في فهم نساء مثلهن، وقبل سنوات كنت منبهرة بتولستوي وموراكامي لأنهما فهما نقطة عميقة فينا، لكن كيت شوبان! رباه، لقد سبحت بعيدًا ونسجت قصة مستفزة جدًا، وضربت بالنسوية كل شيء، لدرجة أني أريد سحب انبهاري من هذين الكاتبين، وأقدمه إلى شوبان بكل فخر. أقول أيضا إن شوبان صديقتي الجديدة التي كتبت بجرأة وصراحة عن أكثر أفكار النساء تعقيدًا وسرية، وهشمت الشكل التقليدي للمرأة في مجتمعها، وإني لأستغرب قوة الحياة عند الأفكار لتعبر كل هذا الزمن وتبقى نابضة إلى هذا الحد، فلكأن شوبان تعيش بيننا اليوم وتروي ما يمكن أن يعتمر في أنفس النساء حتى يومنا هذا. وبالعودة لغرفة فرجينيا، إن شوبان تسبقها بفكرة الغرفة الخاصة التي عبرت عنها برغبة إدنا بالإستقلال في بيت يخصُّها، وجعلتني أشعر بأن الأمر فطري عندنا، ولربما ببعض التأمل وحسب كان من الممكن ألا ننتظر فرجينيا لتكتب لنا كتاب الغرفة لنعرف أننا بحاجة إلى الأستقلالية. وإني لأتسائل هل كانت إدنا بحاجة لغرفة -أو لأريكة كما في خيال شوبان وتعلقها بالجلوس- لتتلافى كل ما مرت به؟ أم أن هذه روح النساء التي تنبش دومًا داخل نفسها، ولا ترضى بعالم مسالم وهادئ؟ لقد خرجت من هذا الكتاب وأنا مأخوذة النفس، وسيمضي وقت طويل جدا قبل أن أشعر بهذا الشعور مجددا، لكن من المرضي جدا بالنسبة لي أني قرأت احد أكثر الكتب تأثيرًا في حياتي في صيف ثلاثينياتي.
📚: 🌟🌟🌟🌟🌟