اقتباسات من كتاب السعي للعدالة

لقد نشأت الدولة الخديوية بالفعل كتابع للجيش ولكنها سرعان ما اكتسبت حياتها المنفصلة عنه، إن جاز التعبير، في السنوات الأربعين التالية لتسوية ١٨٤١.

يمكن للأنف أن تكون دليلنا لكتابة قصة قاهرة القرن التاسع عشر؛ حيث تدعونا إلى تأمل الرائحة الزنخة العطنة الكامنة تحت التاريخ الرسمي.

فضّل المؤرخون التأمل في المناظر البديعة من شرفات المباني الفخمة المهيبة، والإشادة بالرؤية الثاقبة لمن خططوا المدينة ومن رسموا خرائطها ومن نسّقوا حدائقها. واختاروا وصف المنظر المدهش لمتنزهاتها ونسيمها العليل بدلًا من الحديث عن روائح المدينة وروحها.

لم يدخر المصريون في سعيهم للعدالة أي جهد يمكن أن يدفع تلك الدولة إلى خدمتهم. ولم يوقفهم أي شيء في سعيهم المستمر من أجل العيش في سلام، والموت بكرامة.

‫ وإذ أصبحت مصر ملكًا خالصًا له، أمر الباشا رجاله باستلاب كل مليم من أيدي أهل مصر.

فكرني بحد كدا

لكننا كشأننا في كل المجالات، لم نصلح ولم نحدّث، إنما هدمنا الهياكل والأبنية، وأقمنا من الوافد الأجنبي ما اختير لنا وفرضناه على أنفسنا.

وكيف يسري تيارها في الأجسام مهما بعدت ويذكر أن الشيخ خليل البكري سأل برتوليه تعقيبًا على ما رآه إذا كان يستطيع أن يكون في القاهرة ومراكش في وقتٍ واحد يعقب عوض بالقول إن برتوليه صمت ولم يعرف بماذا يجيب؛ غالبًا

لكن تلك الخطة الطموح أجهضتها المؤامرات الإمبريالية الغربية، ووقعت كذلك ضحية لخطئها القاتل وهو أسلوب التحديث «من أعلى» الذي أدى عمليًّا إلى استبعاد المواطنين من الحكم، وقصر هدف الإصلاحات التعليمية وغيرها على تخريج الموظفين والتكنوقراط الذين تحتاجهم الحكومة لتسيير أعمالها