"لربما تعود الكهرباء.. ربما تشرق الشمس مرة أخرى.. ربما يكون هناك غد.."
الأسطورة الختامية لرباعية سالم وسلمي، ذلك الثنائي المُتشابه، اللذان يكادا لا ينفصلا عن بعضهما، وبعد الهروب من أرض العظايا، ليجدا نفسهم في أرض الظلام، ولتتخيل معي هذه الأرض.
أرض لا تظهر فيها الشمس، الجميع يعيش في عمى دائم، البصاصون في كل مكان في انتظار ظهور أي ضوء أو نار لإخماده، البصاصون يرونك ولا تراهم، كلابهم ستشم رائحتك وستنهشك لو امسكت بك، أرض الظلام، لا يوجد فيها أكل صحي، تستخدم المطاعم باكتيريا نارية ليطهو بها، لحوم الكلاب وما شابهها، أرض لا يوجد فيها اهتمام صحي بشعبها، ولا حلول وعلاجات لهم، فقط عليهم النجاة في الظروف الواقعة عليهم، أرض يحكمها قومندان، لا يتورع في نشر شرطته في كل شبر، يُريد أن يُبقيهم في الظلام، يُريد أن يكون آلهاً، يُسبحوا بحمده ويتمنوا الرضا منه، فما المشكلة لو سُلب منا النور؟ يكفينا ضي عينيه بالتأكيد! إنها أرض الظلام يا صديقي، ألا تعرفها؟
في ظل كارثة تتمثل في نيزك يصطدم بالأرض يعيش العالم في ظلام أبدي، ويجد "سالم وسلمي" أنفسهم متهمين بسبب ولاعة! وفي ظل مطاردات عديدة، يكتشف حقيقة العالم، ويحاولوا أن ينجوا من هذا الكابوس الظلامي الخانق.
بكل تأكيد أستطيع تفهم نقل هذه الأسطورة إلى رواية كبيرة "في ممر الفئران" فالفكرة جذابة، ووجدت نفسي في أول الأحداث أكاد أغرق في الظلام، مشاهد كابوسية، أقرأ أحداث ولا أشعر أنني أراها، أشعر بغمامة على عيني، كأني فقدت بصري رغم أنني أقرأ!
رواية سوداوية مليئة بالإسقاطات، أحداثها سريعة ومُدهشة، وبكل تأكيد حمستني لتكون قراءتي التالية "في ممر الفئران"، مُتمنياً أن تكون أفضل مما وجدته هنا، وبواقعية أكثر.
بكل تأكيد يُنصح بها.