فإذا المثل الخالد: «عند صفو الليالي يحدث الكدر».
أيام الضحك والدموع
نبذة عن الكتاب
تبرز من بين صفحات هذا الكتاب، مذكرات رائد الكوميديا المصرية والعربية، الضاحك الباكي «نجيب الريحاني»، ذلك الممثل العبقري، والموهوب الفذ، الذي استطاع أن يحوذ إعجاب الناس وحبهم. إن الريحاني لم يكن فقط مبدعًا في فنه بل كان مخلصًا له، وراهبًا في مسرحهِ، حيث قال: «خير لي أن أقضي نحبي فوق المسرح، من أن أموت علي فراشي!» عُرف نجيب الريحاني بأمانته وصدقه، فكان لا يخشي في الحق لومة لائم، ولا يميل إلي المواربة والمداراة، لذا؛ فقد آلى على نفسه في عرضه لهذه المذكرات أن يسجل ما بها من حقائق مهما كان فيها من ألم يناله قبل أن ينال غيره ممن جمعته به أية جامعة أو رابطة. ويصارح الريحاني القارئ في هذا الكتاب فيقول له «بأنني كنت كلما سردت واقعة فيها ما يُشعِر بالإقلال من شأني، كنت أحس السعادة الحقة في هذه الآونة، سعادة الرجل الصادق المؤمن حين يقف أمام منصة القضاء فيدلي بشهادته الصحيحة، ويغادر المكان مستريح الضمير، ناعم البال، هادئ البلبال.»التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 298 صفحة
- [ردمك 13] 9789778212969
- دار كلمة للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mahmoud Emad
"الريحاني بين الضحك والدموع"
إذ أردت أن تتعرف علي شخص معرفة صادقة بدون قيل وقال فعليك أن تسأل ذلك الشخص مباشرة ماذا تريد أن تعرف أو ماذا حدث له في حياته أو.. أو.. أو.. ،لكن ماذا لو لم يعد ذلك الشخص موجودا وقد فارق الحياة منذ أكثر من ثلاثة وسبعين عام، ولكنك تريد أن تعرف وتتعرف علي هذا الشخص وعلي حياته وعلي حياته العملية إذا عليك بما كتبه عن نفسه بقلمه وبخط يده بيمناه كما وصفه هو شخصيا عليك بقراءة مذكراته التي خطها بيده، وليس أن تسأل أناسا أخريين لا يوجد أحدا منهم عاصر تلك الأحداث ولا يعرفها أكثر من الذي عاصرها ودونها . إذا كنت تريد أن تتعرف علي الكوميديان الأبرز وسيد ورائد مسرح الفكاهة في مصر، الممثل المتميز الذي حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المسرح المصري نجيب الريحاني ورحلته التمثيلية والفنية والعقبات التي واجهته فيها فعليك بقراءة مذكراته الشخصية التي خطها بيديه. وقد قامت دار كلمة للنشر والتوزيع بإعادة نشر مذكرات الريحاني تحت عنوان أيام الضحك والدموع في طبعة جديدة طرحت في المكتبات منذ مدة .
يأخذنا نجيب الريحاني في مذكراته لبداية رحلته الفنية فلا يأخذنا لطفولته أو سنواته المبكرة بل يبدأ مباشرة عندما كان يبلغ من العمر ستة عشر عاما منذ كان بالمدرسة ثم بداية غرامه بالتمثيل والفن فيسطر الريحاني بقلمه بداية الرحلة منذ أول رواية إشترك فيها وهي الملك يلهو، ثم يحكي حبه للدراما وكيف كان يتمني أن يكون ممثلا وفنانا في هذا النوع ولكن الجمهور والظروف دفعته للفكاهة للكوميديا فقد قال الريحاني إنه كان إذا أعد المكياج وبدأ في التحدث أصاب الجمهور نوبة من الضحك . يحكي أيضا الريحاني عن عمله قبل التمثيل أو ما بين فترات التمثيل في بداية حياته المبكرة وكان هذا له علاقة بعائلته وحياته الخاصة وهو أن أمه كانت لا تحب إشتغاله بالتمثيل بل وكانت تخجل من وصفه بالممثل فيحكي الريحاني تركه للبيت ومحاولة كسب أي أموال و وصلت به الحالة إلي النوم في الشارع وعدم وجود حتي ما يأكله فيرينا كيف بدأ حياته بصعوبات كبيرة جدا ويرينا علاقته بقهوة الفن، ثم كيف بدأ في تعريب الروايات وتمثيلها معا، ثم عودته للوظيفة وهنا علاقته بالوظيفة التي كانت علاقته بها في شد وجذب فكسب منها مرات وخسر أموالا كثير ادخرها فعل أفعالا شبابية طائشة، اشتغل بها في النهاية كثير حتي ظن أنه لن يرجع للتمثيل مرة أخري . يحكي الريحاني عن بداية فرقة الكوميدي العربي وعن رحلتهم للوجه البحري لأنها تعد مرحلة مهمة في بداية مشوار الريحاني، وهنا يتحدث الريحاني عن نقلة في حياته الفنية وسيستمر تأثيرها لسنوات وسنوات وهو خلق شخصية كشكش بك التي ستعيش مع الريحاني لسنوات أخري كثيرة وستصل حتي للسينما وستكون أحد علامات الريحاني البارزة في مشواره الفني، وبدأ الزهر في اللعب مع الريحاني والأموال في الإزدياد والنجاح الفني والجماهيري كما قال الريحاني نفسه، ثم حكي الريحاني عن بداية الروايات الاستعراضية بعد رؤية استعراض علي الكسار . نقطة أخري ذكرها الريحاني وهي بداية رحلته مع بديع خيري والذي عمل مع الريحاني في تأليف الأزجال ثم في وقتا لاحق سيصبح شريكا للريحاني في التأليف، وكانت ثلاثية بين الريحاني وبليغ ثم أنضم ثالثهم الشيخ سيد درويش ليلحن الأزجال لتبدأ رحلة من النجاح الفني والجماهيري وحتي المالي، وتحدث أيضا عن محاولته لتوظيف الفرقة في وقت الوفد وسعد زغلول علي بث الروح الوطنية ومحاولة تأليف أزجال في هذا الشأن وعرضها في الروايات، وهنا أيضا شدد الريحاني علي الأموال الطائلة التي أصبح يمتلكها، والغريب أيضا ما قاله الريحاني عن أن الشائعات انطلقت عليه أنه دسيسة إنجليزية، ثم جاءتم فترة يتحدث عنها الريحاني وهي سرقة وتقليد أخريين لشخصية نجيب الريحاني التاريخية وهي كشكش بيك من أمين عطا الله الذي كان أحد أفراد فرقة الريحاني سابقا وتركها حتي وصل الأمر لاتهام الريحاني بأنه هو التقليد،ودفع هذا الريحاني بعض فترة لهجر شخصية كشكش بك .
ظهور يوسف وهبي وعزيز عيد بفرقته كان حدثا في حياة الريحاني فلقد اتجها بفرقتهم للدراما التي عشقها الريحاني سابقا فقرر الريحاني أن يتجه للدراما ولكن لم تقابله الصحف والجماهير بالترحيب الذي كان يريده ويظن أنه يستحقه، بعد بعض الفشل والركود والمشاكل هنا ذهب الريحاني في رحلة لأمريكا الجنوبية القارة الوليدة أو الجديدة في تلك الفترة وكان قصد الريحاني الاستجمام ولكن الأقدار ساقته لتحقيق نجاح ملفت هناك وخاصة في البرازيل والحب الذي اكتسبه هناك فيحكي تجربته ورحلته هناك ، ويحكي أيضا طرائف ومواقف عجيبة من رحلة الذهاب .
ثم يسطر الريحاني ويتحدث عن رحلته للأقطار العربية، وبعد شرح تلك الرحلة يتحدث عن أول عمل له بالسينما وهو نقل كشكش بيك للسينما بفيلم يحمل اسم صاحب السعادة كشكش بيك وما واجهة من مشاكل في ذلك الفيلم .
ثم يعرج بنا إلي بداية عهد لجنة التشجيع وما جناه منها وتشجيع الأديب طه حسين له ولفرقته .
ثم في أخر فصول المذكرات يتكلم عن تجربته في السينما بشيئا من التفصيل وكيف بدأ يشتغل بالإثنين معا وكيف واجهته مشاكل في السينما وشعر بالفشل وقال بنفسه أنه سيترك السينما وسيكتفي بنجاحه في المسرح حتي أقنعه أحمد سالم مدير إستديو مصر بالعودة واثبات أن الظروف هي من وقفت في طريق نجاحه في السينما، وهنا تحدث الريحاني عن نجاح فيلم سلامة في خير وعن كرم أهل المنصورة معه وحبهم له بعد عرض الفيلم، وهنا ترك الريحاني القلم تقريبا في عام 1946 أي قبل وفاته بثلاث سنوات وقبل محطة من أهم محطات حياته أخر أعماله فيلم غزل البنات الذي لم يستكمل تصويره ولكنه كان نعيا للريحاني ونهاية حياة حافلة بالفن والابداع وشهادة بنجاحه في السينما بعد إختيار الفيلم في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية .
الجانب الشخصي لم يتحدث فيه الريحاني كثيرا، فلم يتحدث عن عائلته بكثرة واكتفي بذكر كره وبغض أمه لتمثيل وفرحته عندما تفاخرت به في أحد المواقف، وأخيه الصغير الذي كان قريبا من قلبه ولكنه خرج ولم يعد .الشق الثاني كانت علاقته العاطفية الذي ذكر فيها بعض طيش الشباب في بداية حياته مرورا بلوسي الذي أعتبر خلافهما فيما بعد هو نحس وقد حل عليه، أو بديعة مصبني الذي ضمها لفرقته وأغرم بها وفتح لها طريق الفن والنجاح فيه وعرفها كممثلة وبطلة ومغنية وأنه من فتح لها طريق النجاح.
في النهاية لقد خط الريحاني مذكراته بطريقة جميلة ممتعة من حيث اللغة الممتازة وفي نفس الوقت السهل الممتنع وظهرت جليا خفة دمه وكوميديته وشخصيته المميزة في كلماته، ولكن يظل أن القارئ يشعر بكيف عاني الريحاني في حياته وكيف رغم كل هذه الفكاهة ولكنه كان في بعض الفترات حزينا لأكثر من ما نظن ويتجلي في ذلك شيئا تطرق إليه الريحاني كثيرا وأثرت عليه طوال حياته وهو أزمات وديون الريحاني التي طاردته في معظم فترات حياته ودفعته لتمثيل وفعل أشياء لم تكن بكامل إرادته ، وكارهيه الذين كانوا لا يريدون نجاحه ، وتشديده علي أن كان هنالك الكثير من من لا يحبه ولا يريد نجاحه وشعوره أنه لم يلقي التقدير الكافي .
من المؤكد أن نجيب الريحاني حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المسرح وستظل كوميديته راسخة في أذهان الكثير رغم كل شئ وسيبقي حيا طوال وجود المسرح والفن .
-
Hadeer Hany
◾اسم الكتاب : أيام الضحك والدموع "مذكرات الريحاني"
◾اسم الكاتب : نجيب الريحاني
◾نوع الكتاب : سيرة ذاتية
◾اصدار عن دار كلمة للنشر و التوزيع
◾عدد الصفحات : ٣١٣ صفحة على أبجد
◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐
«كلما سردت واقعة فيها ما يُشعِر بالإقلال من شأني، كنت أحس السعادة الحقة في هذه الآونة، سعادة الرجل الصادق المؤمن حين يقف أمام منصة القضاء فيدلي بشهادته الصحيحة، ويغادر المكان مستريح الضمير، ناعم البال، هادئ البال.»
- نجيب الريحاني
هكذا عاش الريحاني وهكذا أيضا عرفناه، عرفناه فناناً بسيطاً يُقدِّس فنه كل التقديس، ويمتاز بالتلقائية الشديدة والصدق امام الكاميرا او خلفها، هكذا كان عم (نجيب) الذي جاء ذكره في كلمات أصحابه وزملائه، وهكذا أيضا عاش الضاحك الباكي أياماً بين الضحك والدموع.
يسرد لنا الراحل (نجيب الريحاني) في مذكراته جزء من حياته العملية والفنية علاوة على جزء طفيف من حياته الشخصية، لقد عاش هذا الرجل وكل حياته عملاً وكداً، لقد خرج للحياة صبياً مراهقاً يسعى لكسب قوت يومه، وقد لاقى الويلات وتحمل صعوبات كثيرة يصعب على رجل بالغ ان يتحملها، فما بالك بمراهق في سن صغير راحت الحياة تعطيه دروساً وعِظات ولم تضيء نورها في وجهه الا متأخراً بعدما طاف البلاد بحثاً عن عمل ومأوي، بعدما صار شاباً يافعاً وطُرِد شر طردة من المسارح لأنه لا يجيد التمثيل!! بعدما كان يبيت وهو لا يحمل في جيبه قرشاً ليستند عليه في اليوم التالي، بعدما وطُرِد من والدته التي رأت ان مهنة الفنان مهنة لا يليق بها سوى الازدراء!! ومن فم عرَّافة رأى حظه، وقراءة الكف كانت بداية طريق سعده.
بعدما طاف (الريحاني) البلاد بحثاً عن عمل يكفل له حياة ميسورة، وجد الحياة تدور به لتقذفه على أعتاب المسرح من جديد فأيقن أنه فنان، خُلِق فنان ولا يجيد سواه مهنة، ومن شخصية (كشكش عمدة كفر البلاص) انطلق نجمه وبدأت الحياة تمنحه وجهها الايجابي، وبرغم ذلك لم تكن سنواته بعد انطلاقة (كشكش) وردية، لقد عانى كثيراً وحطت على رأسه الكثير من النكبات سواء في عمله او حياته الشخصية، حتى أنه شعر باليأس اكثر من مرة وقرر الرغبة عن الفن وأهله، وفي كل مرة خيط ضعيف كان يمنحه الأمل من جديد، ومع كل نكبة كانت تنضج وتتغير شخصيته اكثر حتى أصبح (الريحاني) أيقونة المسرح وأحد اعمدة الكوميديا في الفن المصري، أصبح (سي عُمر) و (استاذ حمام) و (كشكش بك) و (سلامة).
ان شخصية (الريحاني) التي رأيناها على الشاشة تعتبر من محطاته الأخيرة، بعدما صقلته الحياة بتجارب كثيرة غير مرئية لنا، ومِحن صعبة اجتازها بصعوبة أكبر، ليظهر على الشاشة صاحب الوجه الباشّ والحضور الطاغي، والأُلفة الغير مسبوقة.. هكذا كانت أيامه محفوفة بالضحك مليئة بالدموع.
◾رأيي الشخصي :
في البداية شعرت بالتردد قبل قراءة العمل، فأنا علاقتي بالريحاني كفنان تقتصر على بعض المشاهد المقتطعة من أفلامه القليلة على شاشة التلفزيون، ولكن قررت خوض التجربة اخيرا بعد الكثير من التردد، والحقيقة كنت سأفوِّت الكثير ان لم اقرأ تلك المذكرات، فن السيرة الذاتية في حد ذاته فن صعب حيث يصعب على الكثيرين أن يتحدثوا عن أنفسهم بكل الصدق والشفافية التي لمستها في هذه المذكرات، لقد شعرت وكأنني أرى الريحاني أمامي يقرأ المذكرات بصوته ولزماته المعروفة، بتعبيرات وجهه وملامحه المعروفة، لقد بدأ الكاتب منذ البداية وراح يسرد على الأحداث بدقة عالية، فتحدث عن رحلته كاملة ولم يغفل او يخجل منها في شيء، بل كان وكأنه يسرد فيلماً درامياً لحياة فنان مليئة بالدراما ولكنه عُرِف بالكوميديا وابدع بها فجمع النقيضين، سرد الكاتب عمله في نجع حمادي وأسباب طرده او تركه لكل عمل تقلده، صداقته النادرة وثنائيته الشهيرة مع (بديع خيري)، مسرح الاجبسيانة وذكرياته به، زواجه من نجمة فرقته (بديعة مصابني)، سفره للوطن العربي وللمجتمع الغربي لعرض فنه وتعريف الجمهور به، الريحاني طفرة في عالم المسرح والسينما قلَّما يجود الزمن بشخص مثله على نفس صدقه وشفافيته، وتقبله لكل نكبات الدهر بمثل هذا التجلُّد.
كتاب رائع جدا أنصح بقراءته لمحبي فن السيرة الذاتية بصورة عامة ولمحبي الريحاني بصورة خاصة.
◾الغلاف :
غلاف مميز يتناسب مع العمل ومحتواه.
◾اللغة :
اعتمد الكاتب لغة عربية فصحى سليمة تمتاز بتنوع الألفاظ والمعاني وتشير للثراء اللغوي، وقد اصبغ عليها بعض من مفرداته ولزماته؛ وهي إضافة تخدم لغة العمل وتجعله قريباً أكثر من النفس، ولأن العمل سردي، فإن الحوار كان قليلاً جداً يقتصر فقط على بعض الجُمل والعبارات التي كتبها الكاتب على لسان اصحابها الأصليين.
◾الأسلوب :
جاء أسلوب الكاتب رشيقاً سلساً يمتاز بالفُكاهة وخفة الظل دون مغالاة او تكليف، فجعل الأسلوب من العمل حالة فريدة يعيش معها القاريء حالة فريدة تمتاز بالانسيابية الشديدة والتلقائية في العرض.
◾اقتباسات من الكتاب :
📌".. وإن واجبك يدعوك إلى الدفاع عن نفسك بطريقة عملية، فقدم الدليل لأولئك القوم على أن الفشل الماضي أتى عن غير طريقك، لأن العوامل التي أفسدت عليك سبيلك لن يكون لها وجود."
📌"فإن الشعب سريع النسيان، فما هي إلا أن يغيب عن ناظره الشخص فترة حتى يدرجه في قائمة المنسيين، وحتى يصبح وكأنه لم يكن بالأمس ملء العين والأذن."
📌"ليس من السهل على المرء في بعض الأحيان أن يعبر عن نفسه."
#أيام_الضحك_والدموع #مذكرات_نجيب_الريحاني
#نجيب_الريحاني
#دار_كلمة_للنشر_والتوزيع #مراجعات_هدير
#قراءات_2023 #تجربتي_مع_ابجد
-
الاء العطفاوي
نجيب الريحاني " فنان صنع ذاكرة وطن"
الفن رسالة أصيلة، يؤديها الفنان، ومن خلالها يعبر عن المجتمع وواقعه، ويجسد أوجاع المواطن وأحلامه، ويحاول أن يبني مجتمعا جديدا، والفنان الحق يواجه تحديات عديدة، لكنه يظل مؤمنا برسالته في التعبير، ومن خلال "مذكرات نجيب الريحاني" الصادرة عن دار (كلمة) نجد أن التعريف السابق للفنان يتجسد بشكل مثالي في الريحاني، الذي خرج عن المألوف، وقدم رسالة صادقة تؤكد مدى قدرة الفنان على تغيير الواقع، فمات نجيب الريحاني وعاشت أعماله تحكي عنه حتى الآن.
ويتسائل البعض ما سر اهتمام الكثير بنجيب الريحاني بالرغم مايفصل بينا عصرنا ومولده مايفوق المائة عام
وهنا يجيبنا الكاتب وائل لطفي في مقدمة الكتاب قائلا: "السر إنه (حقيقي)، وإنه (صادق) وإنه موهوب، وهذه صفات لم نعد نجدهها كثيرا في زمننا هذا، فصرنا نبحث عنها في الماضي، وندافع عن تاريخ صاحبها إذا أحسسنا أن هناك من يشوه هذا التاريخ أو يزوره بحسن نية أو سوء نية"
من قراءة الكتاب سيكتشف القارىء ان
نجيب الريحاني كما وصفه بديع خيري "مهد بفنه للثورة الحديثة التي
حررت مصر من الأدواء التي ضحكا منها وتهكم عليها، وعلى رأسها الاستعمار والاستبداد والطغيان والاستغلال"
-
Wael Shalaby
مذكرات صريحة مكتوبة بلغة جريئة تكشف عن رجل شجاع ومستقيم اخلاقيا ..سخرية مرة من الحياة وتصالح معها واعتراف بخطايا شخصية يجتهد البعض الان لاخفاء ما هو اقل منها بكثير ..اجمل ما في مذكرات الريحاني انه لا يتجمل ولا يرتدي الاقنعة ..ويكشف لنا كيف صعد من الفقر الي الغني ثم عاد الي الفقر عدة مرات وكانه يلعب لعبة مثيرة