إن كان الجحيم امرأة، فالشك هو وقود نيرانه المستعرة!
عودة مع القضية الثانية لحلمي مهران، يتصدرها عنوان قصير ( الشك) إلا أنه كان البطل ذو النصيب الأكبر في علاقات الأبطال، فالشك يقتل قبل السكين.
كالعادة يعمد الكاتب أحمد عثمان في بدء رواياته بمشهد مؤثر وقوي يجذب به انتباه القارئ ليضمن ولاءه، وفي هذه القضية بدأها بمشهد مريع لقاتل لم تزور الرحمة حنايا قلبه يومًا، فلم يشفق على ضحيته، بل عاملها بوحشية يتقطر دمها على أرضية منزلها معاملًا إياها بمهانة وإذلال وهي صاحبة القصر، منهيًا حياتها في حمام السباحة الخاص بالڤيلا خاصتها بعد أن قيدها في كرسي حديدي وألقى بها في الماء لتتصارع أنفاسها وتشرئب برأسها مقاومة الغرق لكن لم تصمد كثيرًا ورحلت منى العشماوي كما رحل والدها منذ سنين عدة في ذات المنزل بطريقة وحشية اتسمت بالغدر، حين طُعن بسكين غار في جسده.
شخصيات الرواية اتسمت بالغنى، غنى التفاصيل، وغنى المشاعر التي تكنها.
رنا، مرزوق، ياسر، شريف، توفيق، هذا بالإضافة لشخصيات أساسية كفريق عمل حلمي مهران المتمثل في المقدم شريف، ماجي، الفريق الصحفي وقد امتد دور حنان آخذا مساحة أوسع.
احتفظت سالي بخفة ظلها، كما احتفظ فريد الفريد بلحظات تيهه.
يساورك الشك في الزوج، أعلم هذا مسبقًا، لكن صدقًا بعد عدة صفحات سيساورك الشك تجاه كل شخص كان له علاقة بمنى، وستتملكك الحيرة فيمن تجرأ على قتل منى بتلك الوحشية ومن تجرأ سابقًا على قتل أبيها.
مهلًا، ولابن آوى رسالة لم تنتهي بعد!
كيف!
❞ هاشرحلك بس المهم تفهمني ❝
رواية قصيرة من مئتان وعشرون صفحة، اتسمت بحبكة محكمة، وسرد بالفصحى الرصينة بينما تخلله حوارات بالعامية المصرية خفيفة الظل، اتسمت بأسلوب الكاتب في التنقل المتعدد بين المشاهد وإن اتسم بالرشاقة، لن تشعر بملل قيد أنملة، فالكاتب بارع في إثارة التشويق لدى القارئ منذ السطور الأولى حتى الكلمات الأخيرة.