"هيا! خذوني! أنا قد خسرت كل شيء.. ليس لي ولد ولا زوجة.. مُفعم بالأمراض والندوب النفسية.. ولن أظفر بحبيبتي أبداً.. كل ما ظفرت به هو كوابيس.. لن أضيف شيئاً لو خرجت من عالمكم حياً لأن هذا سيكون مجرد كابوس آخر أحكيه للناس.. لا أكثر."
أسطورة العلامات الدامية، هو عمل يُمكن أن تعتبره مستقلاً بذاته، عمل جريمة وغموض، رُسم عالمه بدقة وسُردت أحداثه بتشويق مُمتع، تبدأ الحكاية بجرائم قتل مُتعددة ومُتفرقة، لا يوجد رابط بينهم، غير طريقة القتل، يُنزع قلب الضحية، ويُكتب بالدماء اسم لشخص آخر، هل هو الضحية القادمة؟ هل هو الضحية السابقة؟ لا نعلم، في جو من التشويق البوليسي، نتتبع الأحداث، وتنكشف الأسرار، والألغاز، وفي هذا العدد -بالذات- كان الربط مُتقناً، وسأدعي أيضاً أن هذا العدد أفضل من روايات بوليسية وجريمة عديدة موجودة لها صيت وذاع، ولن تكتفي هذه الأسطورة فقط بذلك، فرأينا جانب من "رفعت إسماعيل"، ذلك الكهل البائس الحزين، يرثى حياته، بسوداوية تراه في عينيه، ولكنه نادراً ما يصرح بها -مثلما حدث في هذا العدد-، أنه كهل وجد نفسه في أرذل العمل، وحيداً.
عدد مُمتاز، بحبكة رائعة، وعمق شديد الكثافة، وحل للألغاز مُتماسك، وبنهاية جيدة، وملائمة، وبكل تأكيد يُنصح به.