اقتباسات من كتاب مختارات من كتاب الإمتاع والمؤانسة

كان للحكماء الأَوَّلِين مَثَلٌ يضربونه ويكتبونه في هياكلهم ومتعبَّداتهم وهو: «المَلَك الموكَّل بالدنيا يقول: إن ها هنا خيرًا وها هنا شرًّا وها هنا ما ليس بخير ولا شر، فمن عرف هذه الثلاثة حقَّ معرفتِها تخلَّص منِّي، ونجا سليمًا، وبقي كريمًا، وملك نعيمًا عظيمًا. ومن لم يعرفها قتَلْتُه شرَّ قِتلة، وذلك أني لا أقتله قتلًا وَحِيًّا يستريح به مني، ولكن أقتله أولًا فأولًا في زمان طويل، بحَسَرات على فَوْتِ مأمول بعد مأمول، وبلايا يكون بها كالمغلول المكبول.‏

قال بعض الحكماء: خذ من الخنزير بُكورَه في الحوائج، ومن الكلب نُصحَه لأهله، ومن الهرَّة لطفَ نَفْسها عند المسألة.

وبرقٌ أضاء الأرض شرقًا ومغربًا‏

‫ ‏وموضع رجلي منه أسود مظلمُ‏

من سابق الدهر كبا‏

‫ ‏كبوةً لم يستَقلْها آخر الدهرِ‏

‫‏فاخطُ مع الدهر إذا ما خطا‏

‫ ‏واجرِ مع الدهر كما يجري‏

‏قيل: فما الوفاء؟ قال: قضاء حقٍّ واجب، وإيجابُ حقٍّ غير واجب، مع رِقَّةٍ أُنْسِية، وحفيظةٍ مَرْعية.‏

المكيدة في الحرب أبلغ من النجدة. لك من دنياك ما أصلح مثواك. من أحبَّ أن يطاع لا يسألُ ما لا يستطاع. إذا غلبتْك نفسُك بما تظن فاغلبْها بما تستيقن. الرد الجميل أحسن من المطْل الطويل. القبر خيرٌ من الفقر. شفيع المذنب إقراره، وتوبته اعتذاره. صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار. لا كثير مع تبذير، ولا قليل مع تقدير. من صان لسانَه نجا من الشر كله.‏

‫‏***‏

أمُرُّ مجنِّبًا عن بيت سَلمى‏

‫ ‏ولم أُلْمِمْ به وبه الغليلُ‏

‫‏أمُرُّ مجنِّبًا وهواي فيه‏

‫ ‏وطَرْفي عنه منكسرٌ كليلُ‏

‫‏وقلبي فيه مُقْتَتَلٌ فهل لي‏

‫ ‏إلى قلبي وقاتِله سبيلُ؟‏

قيل: ما التمام؟ قال: بلوغ الشيء الحدَّ الذي ما فوقه إفراط، وما دونه تقصير.‏

قال ﷺ : «أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ من مالك، وشكر الله تعالى على كل حال.»

«ما تَعاظَم أحد على مَن دونه إلا بقدر ما تَصاغَر لمَن فوقه.»

«ما تَعاظَم أحد على مَن دونه إلا بقدر ما تَصاغَر لمَن فوقه.

وما يجب على الوالد في سياسة ولده من الرفق به، والحنوِّ عليه، والرقة له، واجتلاب المنفعة إليه؛ أكثر مما يجب على الولد في طاعة والده، وذلك أن الولد غِرٌّ، وقريب العهد بالكون، وجاهلٌ بالحال، وعارٍ من التجربة،

❞ لطف الله يقرب كلَّ بعيد، ويسهِّل كل شديد، ويصنع للضعيف حتى يتعجب القوي. وليس أحدٌ من خلق الله يجحد هذا القول وينكر هذا الفضل، ويرجع إلى دينٍ وثيقٍ أو واهٍ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ.‏ ❝

من أطاع هواه، أعطى عدوَّه مناه

❞ وقد قال بعض السلف الصالح: «ما تَعاظَم أحد على مَن دونه إلا بقدر ما تَصاغَر لمَن فوقه.» ❝

كان أبو الوفا المهندس صديقًا مشتركًا للتوحيدي والوزير أبي عبد الله العارض، فقام أبو الوفا بذكر التوحيدي في حضرة الوزير، ومدحه بما يستحقه من مكانة، فجعل الوزيرُ التوحيديَّ من المقربين منه، على أن يسامره بما لديه من علم وأدب وثقافة،

كتاب «الهوامل والشوامل» وهو يتألف من أسئلة في موضوعات أدبية واجتماعية وفلسفية وأخلاقية ونفسية ولغوية وجهها أبو حيان إلى مسكويه فأجاب عنها.

الكتاب انفرد بإيراد وثيقتين مهمتين: أولاهما النص الذي كشف لنا مؤلفه «رسائل إخوان الصفا»، والثانية تلك المحاورة الممتعة التي دارت بينه وبين أبي سعيد السيرافي ومَتَّى بن يونس القنائي حول المفاضلة بين النحو العربي والمنطق اليوناني.

أبلغ ما قيل في وصف هذا الكتاب عبارة القفطي في «تاريخ الحكماء»: «هو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة في فنون العلم، فإنه خاض كل بحر، وغاص كل لُجَّة».‏

وأخذ الفقه الشافعي عن أبي حامد المَرْورُوذي، وقد تعلّق به أبو حيان تعلقًا شديدًا، وذكر سر هذا التعلق في «البصائر والذخائر» فقال: «لأنه أنبل من شاهدته في عمري، وكان بحرًا يتدفق حفظًا للسير، وقيامًا بالأخبار، واستنباطًا للمعاني، وثباتًا على الجدل،