"أحياناً أشعر بالخوف من الليل.. أحياناً أشعر بالوحدة.. فأعود مُجرد طفل واهن يرتجف من الظلام ويتمنى لو أضاء أحد أبويه ضوء غرفة النوم.. لكن ليس من حق من كان في عُمري أن يُفكر في أبوين.. هذا ترف بيولوجي ليس مُتاحاً لي.."
أسطورة جديدة، وتحدي جديد لرفعت، التحدي له علاقة بالتنبؤ، ونعرف أن "رفعت" لا يقبل بتلك الأشياء التي تتضارب مع المنطق، والعقل، والدين، والعلم، لأنه لا يوجد تفسير حقيقي على التنبؤ. حتى يجد ذلك الطالب الضعيف، يُجيب أحد الاختبارات بكفاءة ومهارة كبيرة، غريبة على مستواه الحقيقي، وذلك اتضح في الاختبار الشفوي، فما السر وراء هذا الطالب الذي كتب مراجع إجاباته في الامتحان، ذلك يدعو للشك وحده.
"هناك طلاب لا يقرءون إلا الصفحة السابعة والعشرين من الكتاب، وفي لجنة الامتحان لا يكون إلا هناك سؤال واحد هو الصفحة السابعة والعشرين.. أما تعساء الحظ على شاكلتي فهم إذا حفطوا الكتاب غيباً، ونسوا أن يحفظوا السطر العاشر من الصفحة التسعين، كان معنى هذا أن الأمتحان قد تحدد: أكتب السطر العاشر من الصفحة التسعين!"
صدقت يا "رفعت"، فأنا قد كُنت منهم. ولكن، ماذا ستفعل مع ذلك المجنون الذي يتوقع الحريق قبل حدوثه، الحادث قبل الاصطدام، وفرختك قبل أن تُحرق، بل والأدهى أنه قد توقع يوم وفاتك! ضارباً بكل ما تؤمن به عرض الحائط. ليقع "رفعت" في سلسلة من الأحداث الغريبة والمُريبة، التي تنتقل إلى نهاية مُرعبة، لمأزق يقع به "رفعت إسماعيل"، حد الموت، ولكنه سينجو بكل تأكيد، وإلا فمن يحكي لنا هذه الحكايات؟
أسطورة مُمتعة، ومشوقة، وواحدة من أفضل الأساطير في السلسلة بالنسبة لي، ولا تنسى أجمل وأهم إقتباس في الرواية، لنُختم به:
"وداعاً أيها الغريب..
كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة..
عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيراً..
وداعاً أيها الغريب..
كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل..
قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس..
لحناً سمعناه لثوان هنالك من الدغل..
ثم هززنا الرءوس، وقلنا أننا توهمناه..
وداعاً أيها الغريب..
لكن كُل شيء ينتهي.."