"إن أنانية الإنسان ولا مبالاته تُثيران حنقي دوماً..
لقد تعلمت ألا أندهش لشيء، وتعلمت أننا حفنة من الأوغاد لن ينقذهم من عذاب جنهم إلا رحمة ربي.."
تكتمل ثُنائية التوءمين "ناهد" و"نجلاء" مع انتقال الأسطورة من مُجرد جيدة إلى جيدة جداًَ، نجح الدكتور في إدخال عنصر الأنانية البشرية بنجاح مؤلم ولكنه واقعي.. تعلم جيداً عن أما أنا أو أنت؟
لطالما حنقت على ناهد ونجلاء.. ولكنني بعد هذا الجزء وجدت أني ظالماً لنجلاء.. وأظن أن رمزية الاسم هنا ناجحة.. فبعض كل التضحيات التي قامت بها سواء بوعي منها أو بلا وعي.. وجدت النقيض تماماً من أختها.. وزوجها الأحمق.
النهاية من أفضل ما يكون صراحة، عدالة شعرية جميلة والأجمل أنها مرسومة بدقة، من أول جريمة القتل التي لم ابتلعها في بداية الجزء الثاني.. حتى موقف الأنذال التي قامت به "ناهد" وزوجها.. ولكن الأهم من ذلك أن العدالة وجدت طريقها إلى ذلك الواقع المليء بالذئاب البشرية، مع الإعتذار للذئاب فهي تخاف على جنسها وتحميه.
ظهور "إيجور" فاجئني وجعلني أشعر بالحماس، هذه شخصية أحببت ثُنائيتها ووجودها مرة أخرى -وكان وجوداً مُناسباً- أضاف إلى هذه الأسطورة وجعلها من المُفضلات بالنسبة لي.. فهي على الرغم من أن ظاهرها ما ورائي.. ولكن باطنها يحمل فلسفة مؤلمة وجميلة عن الحياة.. وعن البشر.