من عنوان الرواية توقعت أن تدور أحداثها عن دُمية شريرة تعبث بالأحياء مثل دُمية تشاكي الشهيرة أو ما إلي ذلك، ولكنني كُنت على موعد مع سحر الفودو للمرة الثانية أو رُبما الثالثة خلال روايات ما وراء الطبيعة.
العزيز الأحمق هاري شيلدون مرة أخرى، نعود لنُغلق بعض الحكايات غير المُنتهية، تتذكرون تلك الحكاية الخاصة به من عدد "حكايات التاروت"، حسناً يبدو أن د. رفعت عطف علينا وقرر أن يحكيها لنا هذه المرة وبكل تأكيد كانت تستحق.
جاء السرد عن طريق الخطابات هذه المرة، حيث لا يوجد بريد إلكتروني تستطيع أن ترد عليها فوراً وفي أي وقت، ولكنها خطابات تُرسل بروتينية شديدة بين البُلدان والمسافات الشاسعة بينهما، فزاد ذلك تشويقاً وفضولاً وخوفاً عندما وصلت الرواية إلى ذروتها.
فتعود الأم "مارشا" من جديد -التي تكن إعجاباً ليس خفياً لدكتور رفعت- وأيضاً زوجة "هاري شيلدون" و"سام كولبي" في مُكالمة عابرة ولكنها حركت الأحداث.. إلى تلك الساحرة.. المرآة التي يتحول الرجال في حضرتها إلى أطفالاً.. وهي أخطر أنواع النساء.
أكثر ما أعجبني بداخل هذا العدد بالإضافة إلى التشويق والسُخرية التي أصبح من السُخرية أن أثني عليها كُل عدد، ولكنها مُضحكة جداً حد البكاء وخصوصاً عندما تخرج من شخص مثل "د.رفعت" كثير الحنق، وشديد التعصب.. المُميز الأكثر هنا هو الإنتصار الديني للحكاية التي أساسها أساس ديني.. دائماً ما كان يتجه كُتاب الرُعب إلى الإنتصار في روايات الرعب المبنية على أساس ديني كالسحر إلى عوالم خوارقية ما.. ولكن هُنا الوضع مُختلف.. التوجه المؤسس للرواية كان إنتصاراً دينياً، وهو بالطبع ليس إعتباطياً، ولكن مبني جيد، وحتى اختيار الآيات من القرآن الكريم كان أكثر من موفقاً.