مراجعات رواية باب أخضر للهاوية

رواية تجسد معنى مهم وحقيقي جداً هو ان الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة. اذا كنت ساذجاً او كنت تعاني من الاهمال العاطفي والنبذ الدائم فستندفع بلا شك للهاوية مع اول باب يُفتح أمامك ويأتي منه لمسة احتواء او تقدير مزيفين.

الرواية باختصار عن التلاعب والابتزاز العاطفي الذي يمارسه من يختبئون خلف شاشات الواقع الافتراضي على ضحاياهم من فاقدي الشعور بالاهتمام والتقدير والاحتواء والذين يصبحوا فريسة سهلة المنال لأمثال هؤلاء.

اعجبني الاتي:

- شخصية البطلة ( ندى ) التي وقعت في الفخ بكل اريحية لكني اتفهم دوافعها وما كانت تعانيه طيلة حياتها من نبذ عاطفي تسبب لها في ان تفتح قلبها وحياتها لمن لمس هذا الوتر الحساس لديها.

- لغة الكاتبة بسيطة ومعاصرة ومواكبة للعصر.

- الحبكة جيدة الى حد كبير رغم سهولة اكتشاف حقيقة ما يحدث بقليل من الذكاء.

- السرد سلس ويحمل مشاهد متفرقة من حياة البطلة في عدة محطات من حياتها في الماضي تم دمجها وسط الحدث الرئيسي بشكل يفي بالغرض دون اسهاب.

ربما كان ايقاع الرواية بطىء نوعاً ما حتى منتصفها لكنه تسارع بشكل ملحوظ بعد ذلك.

النهاية جاءت مناسبة لشخصية البطلة - وهذا النوع من الشخصيات بصفة عامة - وتتفق مع ما تحمله من عطب وفراغ عاطفي مزمن.

تجربة أولى لي مرضية لحد كبير مع الكاتبة.

تلك الرواية التى احتلت مكانة خاصة بين الكتب التي قرأتها

لانها الرواية الأولى بعد انقطاعي التام عن قراءة أي روايات لسنوات

و أثارت فضولي نحو روايات أخرى أود قرائتها لاحقا.

تعاطفت مع ندى و أشفقت عليها و على طفولتها التي كانت جذر

عميق و رئيسي لكل هذا الصفعات التي تلقتها واحدة تلو الأخرى

أنا ممتنة أيضا لندى التي شاركتنا هذه الأحداث الانسانية و التفاصيل الدقيقة لكل ماوصفته من أفكار و مشاعر و صراعات نفسية .. صحّ قلمك و لسانك يا سارة 💚

كعادتها سارة درويش تجئ الينا بلغة مبهرة شفافة عذبة لا تخونها..وبمشاعر مرهفة تلمسنا

وانت تقلب الصفحات تحلم وتتأمل تنفصل بعض الشئ عن ضوضاء العالم تشعر بهدوء..تشعر بأن العالم يبطئ من سرعته قليلا وتهدأ نبضات قلبك اوقاتا وتعلو اوقات أخرى

تستمر بإلتهام الصفحات..تتابع ماذا سيحدث لاحقا

تتوقع فيصدق حدسك أحيانا ويخيب أخرى

هل يكون العالم جميلا وحالما هو كما هو فى الرواية؟

تنتظر..من يعرف ربما فى ذات يوم من وراء الأيام يصبح العالم كما نحلم ونتمنى