<B> <u>
"الشيء الطيب الوحيد هو أن تكون مع من تنتمي إليه"
</u>
في فيلكا، في ديليجيا، في شمال بلاد الشمال، في نرويج العالم الفقير. في قلوب هؤلاء المشردين البؤساء، ما بين اوتار عزف الكمان، ما بين ملامح الفتاة المخمرية الصغيرة. ما بين كل ذلك وذاك، وُجد الحب، في ليلة عابرة عابثة حيث العزف الصاخب من كل جهة، وماذا يلحق الكمان إلا الجنس؟ وما يلحق الجنس إلا الكمان؟ هكذا أسلا وأليدا. طفلان الشمال الصغيران. وسيجفالد الصغير. ابنهم البائس في شمال البلاد وجنوبها.
<u>
فالموسيقى ترتقي بنفسها فوق كل شيء، تعزف عالمها الخاص وكل من يستطيع السمع يستطيع أن يسمعها"
</u>
إن الموسيقى ترتقي بنفسها فوق كل شيء. ترتقي بنفسها فوق كل العوالم، تجد طريقها في بلاد الفقر، وبين صفوف المال. إن الموسيقى هي لغة الملوك، واداة الفقراء الوحيدة للنجاة. هكذا كان يبحث أسلا عن النجاة، حارب العالم لمدة قصيرة من العمر بالكمان، بالعزف منفرداً ملحناً أقصىى ألحان الحزن، إن الموسيقى والحزن سواء، ألا تعرفون مقامات الموسيقى؟ فإن المقام الأول للحزن، وأوسطهم للدمع. وأخرهم للنحيب الطويل...
<u>
وإذا كان قد سُئل من أين تنبع الموسيقى، فإنه سيجيب بأنها ربما نبعت من الحزن أو الحزن على شيء ما، أو من مجرد حزن، ومع الموسيقى يمكن للحزن أن يخف ثقله ويحلق"
</u>
رواية مكونة من ثلاثة حقب، ثلاثة أزمنة متتابعة المطاف، سردية في المقام الأول، قليلة الحوار، ضعيفة البناء اللفظي. هكذا كان لقائي الأول مع يون فوسة، إنه بلا شك يقدم أدب يستحق أن يقرأ، ولن أحكم هل يستحق نوبل؟ هل يستحق كل تلك الجوائز. لم لا؟ ربما نجد فرصة أفضل في روايته الثانية الصباح والمساء.
من عيوب الرواية القاتلة هو إختفاء علامات الترقيم تماماً وتكرار كلامات التأويل كثيراً، فلا يمكن أن اقرأ كلمة هكذا يقول في صفحة واحدة لأكثر من 18 مرة.
كنت أظن ان ربما العيب من الترجمة هكذا كنت أفكر، لكن وجدت الرواية باللغة الأصلية هكذا أفكر. وبحثت عن محتوى الرواية الأصلي؟ هكذا أفكر. ووجدت أن الكاتب بالفعل كتب تلك الرواية بهذا الاسلوب والتكرار هكذا أفكر. وبما إنه فعل ذلك أصبحت الترجمة صعبة جداً على المترجم هكذا أفكر، أما إن يحافظ على النص الأصلي ويترك القارئ تائه مشتت. هكذا أفكر. أو يتركك من جديد لأسلوب المترجم فقط دون يون فوسة هكذا أفكر. وبالفعل اختار المترجم الاختيار الأول هكذا افكر.
هل رأيتم كل تلك كلمة هكذا أفكر؟ إنها شيء لا يذكر مما يكتب فوسة بعد كل كلمة، بعد كل جملة بعد كل حرفين، ولذلك لم أحب الفصل الثاني ابداً، ,إن كان هو أكبر فصل في الرواية والقلب الأساسي لها، حيث أولاف وأوستا، حيث بيورجفين والإبحار من الشمال إلى المشنقة، إلى الموت.
<U>
لا يعرف المرء قدر الشخص إلا بعد أن يرحل"
</u>
فهل يؤدي الحب إلى شيء غير الموت؟ فالحب والموت سواء، والحب مضاد الحياة، والحياة تعني الضمير، والحب يجعلك تترك ضميرك في غيابة الجب. فماذا سيكون مصير هؤلاء من باعوا ضميرهم لأجل الحب؟ تلك هي الثلاثية النرويجية، حيث لن يلتقوا ابداً. وجدت كثير من الحنان في كتابات يون فوسة، لا شك رغم بشاعة الاسلوب السردي، إلا إنني أحببت تلك الرواية ولذلك تشتت كثيراً في التقييم. وفي نهاية المطاف ربما نكتفي بالثلاثة نجوم حتى لقاء قريب من صباح ومساء ليون فوسة.
<u>
تقول: الآن تبدأ الحياة
يقول: الآن نحن نبحر إلى الحياة"
</u>
10-2-2024
تمت.