اقتباسات من رواية منازل الأمس

الجزء الأجمل فينا قد يحمل آثار حوادث مؤلمة.

أدركت سنةً بعد أخرى وجود خسارات لا يربح المرء بعدها شيئًا. توجد قصص تحطم البشر، وحياتي بدأت محطمة.

‫ لا يعرف الشهود الذين يرون الفواجع أنهم برؤيتهم حَتف غيرهم، فإن الموت يسكنهم ويجعلهم يتألمون بصورة غامضة.

لكنني كنت أدرك أيضًا أنني كنت أستنجد بهما كي لا أعود وحيدًا من دون نسرين، التي عندما كانت برفقتي لم أستطع فعل شيء حيال شعورها بالوحدة والتعاسة.

وبدأتُ أتساءل عن أولئك الذين يموتون خارج أوطانهم، مَن يتذكرهم؟ ومَن يزور قبورهم؟ إنني أحزن من قلبي على مَن يُدفن خارج وطنه

وأدرك بمضي السنوات أن مَن يرِد المغادرة بالفعل لا يحضِّر للأمر، وإنما يمضي فحسب

فأجساد المُحبين تصنع ذاكرة ليس يسيرًا تجاوزها

الحب يجعل من أي قرار قرارًا صعبًا، لذا كان يعز عليَّ الابتعاد عن نسرين، كما كان لاقترابي منها حسابات متعبة كثيرة.

البشر كاذبون فيما يخص العلاقات. بل أحيانًا تكون المبالغة في إظهار أن الأمور بين المحبين على أحسن ما يرام مجرد تورية للفشل وإخفاء للتعاسة خلف الأضواء.

غير أن علاقتنا عاشت على تلك الحواف الحادة، التي يبدو معها أن كل شيء سيصبح على ما يرام بالقدر ذاته الذي يبدو به كل شيء قابلًا للانهيار.

كما أدركتُ أن البشر يمتلكون بالتجربة ما لا يستطيعون التخلي عنه. وبالنسبة إليَّ كان سلام عالمي الداخلي هو ما لم أكن قادرة على التخلي عنه؛ ما جعلني أبدو غريبة عمن يحيطون بي.

يوجد صنف من الناس يحسدون المرء على كل ما يمر به لمجرد أنه لا يشكو.

وبعد مناوشات لا تُذكر صار المنزل عالمي كله، بينما كان يذهب للقاء أصدقائه في الخارج وإلى العمل. اعتبرني لا مبالية به، ثم اعتاد أنني أرتاح بالبقاء بعيدة عن الآخرين. على الرغم من محبتي للناس

وتسبب الطقس الجديد في عدم انتظام الهرمونات لديَّ. كما اضطررت إلى تناول أدوية تنظم هرموناتي، وكانت تنتظم لمدة ثم أنتكس من جديد. لم أكن أستطيع أن أقدِّر متى كان جسدي يخذلني. كنت أعيش الغربة فعليًّا وحدي

وعرفت بعد سنوات طويلة من تجربتي كيف يصير المرء عندما يقرر الانفصال مقسومًا إلى جزأين؛ أحدهما يريد أن يرحل، والآخر يريد أن يبقى. الانفصال يشبه استئصال السرطان، لا أحد يؤكد إن كنتِ ستنجين بعده.

بدت لي أنها تحب أن تضيع بين الآخرين، وكأنه شكل آخر من ميلها إلى العزلة