اقتباسات من رواية شارع بن يهودا

المدن ليست متوحشة لأنها مدن، المدن متوحشة لأننا من ينتهك سلامها. بعض البراءة حماقة، والحمقى يصلحون فقط كبهلوانات طيبة تُضحك الأذكياء.

سأحكي عن كل الذين دفعوا الثمن مقدمًا، ولم ينتظروا مقابلًا. هل تسمعني يا غالب؟ أنا علي حسن غالب، حفيدك الأعرج الذي لا يعرف إن كان بالفعل أعرج أم أن أرض الوطن لا تصلح للمشي.

نستحلف الحلم ألا يأتي، إن أتى سيغادرنا، ويتركنا لأوهامنا، فعلى قدر الأوهام تأتي النكسات.

المقدمات واحدة، تعذيب باسم الوطن في الوطن قاد إلى تعذيب خارج الوطن بعد ضياع نفس الوطن.

من لا يستطيع إيجاد وسيلة لإسكات الطنين الخارج من داخله، طواعية، سيموت صغيرًا، مُحاصرًا».

‫ الأموات لا يموتون إلا إذا أمتناهم في ذاكرتنا، ولم نستدعِهم من وقت لآخر،

أنت تتحدث حتى وأنت صامت إلى شخص آخر تصطحبه معك كثيرًا، ليتني أعرفه أرواحنا تسكننا، أو نحن نسكنها، وربما يسكننا آخرون. لا أدري!

ماذا عن أولئك الذيم ما زالوا يمتلكون مفاتيح بيوت يرونها بأعينهم وقد سكنها سواهم؟ اليوم الذي يشعر فيه الساسة في إسرائيل بحجم نكبة ملايين الفلسطينيين، ويشاركونهم محنتهم، ربما نصل إلى حل يرضينا كبشر، قبل أن يرضي السماء التي يتنازع الجميع ملكيتها، قبل نزاعهم على الأرض

لكن الذين ذهبوا لم يغادرونا بالكلية، تركوا آثار عطرهم في أنفاسنا، تركوا ملامحهم، وبقايا كلامهم، وطعم أيامهم

الحياة أقسى من سطور الكتب، حتى لو كانت السطور تشريح للحياة نفسها، الحياة أقسى، وأعقد من الشعر، والمزيكا، والفلسفة، وأي خيال.. الحياة مفرمة بتفرم الأفكار، والنيات الطيبة، والمشاعر، وأحيانًا.. لأ مش أحيانًا دا غالبًا بتفرم الحب.

وأن الحياة تبقى ممكنة بفضل الطيبين في هذه الجغرافيا الغاضبة

إسرائيل! يا إلهي! أصبحنا نزورها من أبوابها الرسمية وليس بالعبور زحفًا بالأفرولات الكاكي تحت الأسلاك الشائكة، أصبحت الطائرات المدنية تحط على مدارج مطاراتها بأمان.

لكن الرجاءات التي طلبتها تمنَّعت، والصلوات التي بذلتها ارتدَّت غير مقبولة.

لغالية وحشة، لشعرها المجدول، لحضورها المكفكف، الواصل حتى حدود دمي، لطيبتها وهي تطمئن: هل أكلت من خبزها اليوم؟ هل شربت الشاي من يدها هذا الصباح؟

يبدو أن فكرتهم عن السماء قد ألحقت ضررًا كبيرًا بهذا الصراع العقاري.

شكرًا لها إذًا مصادفات السماء الرحيمة.

حضورها مُوقِع كما ينبغي لفراشة، وأنا الرعوي المسلوب، تكشَّفَت له العلامات فمضى في أثرها درويشًا.

ربما الندم جزء من الثمن، وجزء من التطهر المطلوب، أنت تدفع الثمن الآن راضيًا، بقي أن ترأف بحالك، وتحاول أن تنتزع سلامًا، وصفحًا أخيرًا، من الحياة شروط وجودك ما زالت قائمة، حاول أن تعفي نفسك من كراهية ذاتك، واقبل بسلام،

الحياة أقسى من سطور الكتب، حتى لو كانت السطور تشريح للحياة نفسها، الحياة أقسى، وأعقد من الشعر، والمزيكا، والفلسفة، وأي خيال

ليس بوسعنا أن نمنحك ائتناسًا زائفًا بأحبتك، ليس بوسعنا أن نعزي روحك المتعبة، نحن لا نقدم السلوى للعابرين