رواية اجتماعية تحملنا الى الاسكندرية وبالتحديد الى حي الماكس، حي شعبي تجمعت فيه مساكن الصيادين حول ترعة المحمودية.
في هذه المنطقة، وعند قراءة أول الصفحات، يعرفنا الكاتب الى شخصية نجهل اسمها ومن تكون. نقرا فقط حوارها الداخلي مبررة وقوفها على حافة سطح قلعة قاتيباي ونيتها الانتحار رفقة رضيعها. تتعدد اثر ذلك الشخصيات والرواة لنكتشف قصة مريم الطفلة اليتيمة التي تعيش مع نور عجوز غامضة لها سطوة الحاكم ورهبة الساحر.
حكايا أو اسفار مريم، رحلة بين الحاضر والماضي تظهر لنا وجها آخر من فينيسيا الاسكندرية، وجه غلب عليه الفقر والاجرام وتتصارع فيه قوة الخير والشر.
ماازعجني بعض الشيء في الرواية هو تنقل الكاتب السريع من شخصية الى أخرى ومن زمن الى زمن، بطريقة تشتتك وتجبرك ان تتوقف لتعرف من الراوي في هذا الجزء أو ذاك.
لا انكر ايضا ان قوة اللغة تجذبك لاكمال الرواية لكن الوصف المبالغ فيه في بعض المواضع وبالاخص المصورة لتخيلات وعلاقات جنسية كان من الممكن اختصارها، قد ينفر البعض من القراء.
اختيار الاسماء كمريم بنت عمران ونور وجبريل واستعمال كلمة سفر (بكسر السين) يعطي الرواية بعدا رمزيا. كما ان ذكر موضوع الهجرة غير الشرعية وهو الذي لم اقراه قبل في روايات أخرى على ما اذكر، زادها واقعية.
الغلاف جميل يبرز روعة المكان، بينما تشير الفتاة الواقعة من فوق على خفايا باطنية واسرار حياة موازية فيه.
رواية للاطلاع والقراءة وتجربة اولى موفقة.