اقتباسات من رواية آلة جوزيف فالسر

كيف يمكن للمرء أن يحتفظ بالترقب بينما يغوص في الصفحة الأولى لكتاب ما للمرة الألف؟

إنَّ المسافة الواقعة بين المرء والأمور الجارية تتناسب مع قُدرته على التفاعل معها. والأحداث لا تبدو مُهمَّة عندما تقع على بُعد بوصات أو أقدام قليلة؛ إنها أحداث رتيبة. الرتابة والملل تسكن الأشياء القريبة من الإنسان، بينما الأشياء المتجدِّدة المدهشة بعيدة

تتحفّز الكائنات الحيّة دائمًا عند أول شعور بالتغيير، التغيير مُحفِّزها ومثيرها الدائم والوحيد.

هل يمكن لرجل عظيم ألا يعترف به أقرب جيرانه؟ رجل عظيم غامض، رجل عظيم مجهول؟ رجل عظيم كان مجرد بستاني؟

كاد أن يهمس لنفسه، بشكل بائس: «أريد أن أرحل عن هذا الركب».. ذلك أنَّه قد بَدَا له أنَّه من المستحيل تمامًا الهروب منه، أن يترك هذه اللانهائية. «كيف يمكنني الرحيل؟»

نحن مُبدعون لأننا نريد أن نجد تفسيرًا مُنفردًا، وتفسيرًا فرديًّا، وتفسيرًا لا مثيل له، غير مكرَّر، يستحيل اتباعه..

أشعر بالبلاغة تقطر من فمي عندما أكون بجانبك.

يبدو هذا غريبًا، لكن هذه هي الحياة: الغرابة؛ ولآخر لحظة: الغرابة.

يمكن تلخيص منطقها بإيجاز في الصيغة التالية: «كيف يمكن أن نموت ونحن نملك الطعام؟» كما لو لم يكن هناك سبب آخر لوفاة الإنسان غير نقص الطعام.

لم يتحر أحد الحب بمثل ذاك الاهتمام، أبدًا لم يحدث، لم يتحمّس أي شخص للحب كما يتحمّسون الآن للكراهية.

كل شيء يمكن أن يتراجع عن كل شيءٍ آخر.

ترسم كل حركة فردية حدًّا واضحًا بين الجسمين: أنا جسد وسأقوم بحركات معينة قد لا ترضيك. تحركاتي ليست مسؤولة عن إسعادك.

يمكننا حينها تعريف الموت بأنه مجرد شقّ واسع أُحدث في جسد الإنسان على غير رغبة منه.

حافظ رجلين مسنين هادئين كانا في الجوار على صمتهما. وحدها التغييرات الجسيمة، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، يمكنها التأثير في الكيانات العتيقة الراسخة، ككبار السن مثلًا.

طالما ظلّ ظلّك يرسم صورة جسدك كاملًا على الأرض، يمكنك أن تطمئن إلى أنك على قيد الحياة وصحيحًا لا تزال.

وجود النرد في يد المرء جعل العالم أكثر بساطة.

يُصوِّر وجه «ڤالسر» حالةً عامةً ومستمرةً من الاغتراب. كأنَّ حياته كانت تتكشف داخليًّا، ولا يُطلع عليها العالم من حولِه. كما لو أنَّ أيام «ڤالسر» أكثر تعقيدًا داخل رأسه.. هذا الوجود الداخلي كان يتطلب اهتمامًا أكبر من مهامه الخارجية الملموسة.

الحرب تجعل الجنون يبدو سخيفًا