إننا نوغل في الطُرق البديلة ظنًا منا أنها مؤقتة، ينقضي الطريق ونحن متشبّثون بهذه الفكرة، حتى ندرك عند النهاية أنّها كانت الطرق المقدر لنا أن نسير فيها منذ البداية،
ما لم يروه الوطن
نبذة عن الكتاب
المُهجّرون قسرًا والمنفيون من أوطانهم يعالجون وجع الغربة تارة، وأوجاع الفقد أخرى، أما أولئك الذين اختاروا منفاهم بأيديهم أشدّ مرارة وألمًا؛ لأنهم يحملون جبال الندم معهم أينما رحلوا. هل يختار الواحد منا أن يهرب إلى حضن المنفى فرارًا من الوطن؟! وما مآل الفرار منه؟! هل نجد لنا في الحياة فسحة وطن نستريح إليها من دوامة الهرب؟ أم أنّ ما نختار التخلي عنه بملء إرادتنا لا يعود أبدًا؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 156 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-6692-79-4
- كتوبيا للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب ما لم يروه الوطن
مشاركة من Fedaa El Rasole
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حنان سليمان
«خمسة أعوامٍ مضت يا أمي.
على الولد الذي أبحر.
برحلته الخرافية..
وخبأ في حقائبه، صباح بلاده الأخضر»
في "ما لم يروه الوطن" لا نعرف اسم الراوي ولا اسم أمه، لا نعرف البلد الذي أتى منه أو ارتحل إليه، لكنه يشبهنا كثيرا، وبلادنا فيها من بلده، نرى أنفسنا فيه وما عايشناه أو نرى مخاوفنا، أو نعرف أحدا مثله.
لسبب ما لم أنتبه إلى أن هذا النص ليس رواية بل خواطر إلا بعد أن انتهيت منه. نص جميل يثير الشجون عبر خواطر مغترب يقاسي الوحدة وليس أمامه في معركة الوقت والصمت إلا النوم سبيلا للهرب. خواطر غريب فارغ متطفل على عالم لا يعرفه ولا يجد ترحيبا إلا من الوحشة، لا تخفيف لبكاء ولا تربيت على الأكتاف. تحوله الوحدة إلى إنسان شارد دائما غير متواصل. ثقيلة هي خطواته في المنفى حيث الدنيا الباهتة بعد حياة مدللة ملونة في الوطن وما يتغير لا يعود.
الراوي طُبع عليه ختم الغريب الذي تهاجمه حمولته البائسة في الليل حيث البيت الموحش. يغفو على الأريكة ويصحو على آلام من وضعية النوم غير المريحة. يهرب من منزله البارد إلى العمل الدافئ. يعمل ساعات إضافية لكي يبقى في محيط من البشر. ينتظر أيام العمل في العطلات التي تثير بؤسه وتذكره بأحزانه.
تتبخر العلاقات التي يتركها المهاجر وراءه.. "هل للمسافةِ ممحاةٌ تمحو بها ما كان قبلها؟"
إبداع حقيقي. ببعض اللمسات كانت لتصبح رواية رائعة، لكن ربما الكاتبة فضلت أن يكون نصا نثريا دون التقيد بأصول.
-
Fedaa El Rasole
قد يبدوا الرحيل في ظاهر الأمر سهلاً، لكن مع مرور الوقت تكتشف أنك تحنّ أكثر من اللازم، وأن كل الأشياء التي تركناها لم تتركنا، وأننا نتعذب بالغياب ونظل طوال الوقت مشدودين بخيطٍ غليظ إلي الخلف، فلا نتعايش ولا ننسي.
عشرة أعوام حكي عنها هذا الغريب وصاغتها الكاتبة بأسلوب شاعري انسيابي مميز جدا، حكايات كلها عن الغربة وحياتنا فيها ومدي تعلقنا بالوطن وبأحبابنا الذين مهما مر الوقت علي رحيلنا عنهم نظل نتذكرهم ونحنّ إليهم ونتمني العودة لكل أيامنا السابقة التي جمعتنا بهم.
ربما أن الكاتبة اختارت أن لا يحمل الغريب اسماً وان لا تحمل المطارات والشوارع عنواناً لكي لا تحمل القصة خصوصية مرتبطة بحديث معيّن ولكي تظل عموميتها صالحة للرواية عن كل غريب أينما كان.
❞ نحنُ الضائعون، العالقون بين وطنٍ هو المنفى، ومنفى دونَ الوطن، الباحثون في حيواتهم عن زمانٍ يكون المأوى، أو مكانٍ هو السكن، الحالمون دومًا، والغريبون أبدًا. ❝
❞ هكذا هي الحياة، ما ننتظره بشوقٍ لا يأتي ❝
❞ يموت الإنسان ووحشته في صدره لا تموت، بل تُورّث للأماكن والأزمنةِ التي عبرَ فوقها يومًا، تحدّث عن قلبٍ عاشَ مستوحشًا ومات موحشًا. ❝
❞ الحياة لا تعرفُ شيئًا سوى العبور، من فوق أجسادنا أو من خلال أرواحنا.. المهم أنّها ستعبر، لن تعبأ بمشاعرنا، بأحزاننا، بضعفنا وخيباتنا، وعلينا أن نواكبها ❝