اقتباسات من رواية المشرد، والفتى صاحب المظلة

‏❞ فالحربُ داخلي بين شيءٍ من الحبِ وشيءٍ من الشرٍ وبين بعضٍ من الحُبُور وبعضٍ من الهمِّ يكون ذلكَ كله هو الحياة الحقيقيَّة التي تستحق أن أعيشها.. لكنني أدركتُ أنني سوف أعيشُ ما بقي لي من عُمري بلا حُبٍ ولا كرهٍ ولا فرحٍ ولا ألمٍ.. بلا شعورٍ، لا أنا حيٌّ ولا ميِّت، وهذا أصعبُ الأشياء. ❝

‏❞ ربما يكون الشيء الغريب في نفوسنا أننا نستخفُّ ونستهين بالأشياءِ التي لا نهايةَ لها، فإنْ كانت للحبِ مرَّاتٌ معلومة يفنى بعدها ما كُنَّا لنستنزفه في مَن هم لا يستحقون، وإن كان للحظاتِ البُكاءِ عددٌ مُحدَّد تفنى بعده ما كُنَّا لنُضيِّعها علي أشياءٍ حقيرة ساذجة ❝

ربما لا يكون الشَّر في نفسك ولا في يدك الموت، لكنك دائمًا تخاف من كل شيء، لم تتمتَّع بالحب من الذين أحبُّوك، خوفك منعك أن تستمتع بالأشياءِ وبالنَّاس. والآن كُتبَ عليكَ ألَّا تموت وأن تعيشَ في الدُنيا أبدًا، ألا تدركُ أنّ العَيْش في الدُنيا أبدًا هو أشدُّ قسوةٍ من الموتِ؟! ❝

‏❞ فالخوفُ جدارٌ بينك وبين المُتعةِ، الخطيئة هي أن تتألَّم في الوقتِ الذي يجب فيه أن تتلذَّذ بالأشياء! ❝

‏

‏❞ ألا تعرف أن الحُبَّ هو بحرٌ عميق ترغب أن تغوص فيه لأنَّك تري فيه أحلامك، ترى شيئًا من الجَذبِ والنَّعيم، وأحيانًا هو بعضٌ من الشَّر ❝

‏❞ حتي أنني اخْتَزَلتُ الحياة في ورقةٍ بيضاء أنقش فيها ما أود أن أتحدث به، وقلمِ ألوان يخطُّ به وجداني وخاطري، ❝

‏❞ لكنَّه ظل مُتيقِنًا أن العيونَ ليستْ هي التي تُبصرُ الصورة، بل إن الصُورةَ هي التي تبحث دائمًا عن العيونِ التي تحبُ أن تراها. ❝

‏❞ أحببتُ الوحدة ولم أكُن أدري أنها شبحٌ ضخم يسرقني من الناس ببطء، فيكون الأصحاب والأقارب غرباء تمامًا، ليس خطأهم، بل كانت خطيئتي أنا، ❝

❞ ربما تكون فاقدًا للبصرِ حقًّا، لكنَّك لم تفقدْ الطريقَ لغايتِكَ أو أحلامِك، الظلامُ يمنع الرؤية، لكنه لا يمنع الأحلامَ ولا الرَّغبةَ. ❝

من السهل أن تموت هربًا من حياةٍ بائسة، لكن من الصَّعبِ أن تعيشَ حياةً تريدها، إننا حقًا نولد مرة واحدة، ونموت مرة واحدة، لكننا نعيش بينهما آلاف المرات. ❝

‏❞ لقد مللتُ الحياةَ، ولا أدري إن رغبتُ الموت، هل يكون لي مكافأةً أم عِقاب؟ ❝

‏

‏❞ إنه فقدَ أشياءً كثيرةً في حياتِه، لكنه لم يفقدْ الخوفَ، والحب.. فالإنسانُ عندما يُحب؛ لا يخاف.. وعندما يخَاف؛ لا يحب. ❝

‏❞ أحب أن أرى أحدًا من الناس أهتدي به حينما تُسرق منِّي أبصاري مرة أخرى، فإنِّي لم أرَ الناسَ حقًّا عندما كنتُ مُبصِرًا، لكن الآن، أراهم جيدًا. ❝

‏❞ لكنها لم تفهم أن السِرَّ ليس تغيُّر المكان ولا الزمن بل إنه في الناسِ أنفسهم، عقولهم التي يسكنها أشدُّ الظّلامِ، ونفوسهم التي تقيم فيها الكوليرا، فلا فرقَ بين القريةِ والمدينةِ ما دامتْ الناس تسكنُ كليهما.. ❝

‏❞ «إن الخيرَ لا يحتاج إلى إنسانٍ عاقلٍ، بل يحتاج قلبًا رحيمًا طاهرًا، لكنَّ الفسادَ لا يحتاج قلبًا، بل يحتاج إلى عقلٍ آثِمٍ من غيرِ بصيرةٍ ولا عِبرة«. ❝

‏❞ لم يكُن جاهلًا بل كان يتعلَّم الصبر من زوجته، ويتعلم الرقة والدلال من طفلته. ويتعلَّم الحُزن من شيءٍ مفقود، ويتعلَّم النعيم من أثرِ زوالِه! وكان ذلكَ قبل أن يدرك أن الحياةَ لن تسيرَ به في سبيلٍ وحيدٍ، بل إنها تسير به في طرقاتٍ مشتَّتة مُتَنَاثِرةٍ، لا يعلم لها استهلالًا ولا خِتامًا، ❝

‏❞ لا أحد يتأقلم على الحُزن أو ما يشعر به من الألم والحسرة، بل يريدُ أن يتخلّص منهم ما دام يسيرُ في الأرض حيًّا، ❝

‏❞ إنه كان مُعتقِدًا أنه إن مضى مع كلامِ الناس وثرثراتِهم وعبثهم سوف يلقى نفسه ومَن يحبهم في ذُرْوة جبلٍ فوقه زَمْهَرِير القمر، لكنه فقدَ نفسه وأضاعَ مَن أحبهم وهلكوا جميعهم في نارِ النسيان فالخَطِيئةُ التي كان يفعَلها كل يومٍ، هي أنَّه يُصدِّق كلامَ الناسِ، ويؤمِن بِعَبثهِم. ❝

‏❞ إنَّك تري بعض ضلالاتٍ تمشي في قطيعٍ من الواقع وتُصدِقها رغم أنك تعرف أنها أوهام، وتسمع نفسك تُحدِثك عن الله في السماء، وعن الشيطان في الأرض، وعن الحب في قلبك، وعن أشياءٍ تفعلها غصبًا عنك، أو بإرادتك مخافةَ حديثِ الناس ❝

❞ إني أعاني سقمًا لا يؤلم جسدي، بل يؤلم نفسي، ولا يسري في عظمي تَوَجُّعًا، بل يسري في ذهني كأنه شيطانٌ له أنياب، إنهم لا يصدقونني، يقولون أنني ماضٍ في الجنون، أو مسَّني أحدٌ من الجِن، ❝