وكان يَغْتَنِمُ كلَّ فُرْصَةٍ ليَعِيشَ معَ رُوحها، فكان يُعْطِى مَوالِيَهَا(411)، ويَصِلُ صدِيقاتِها، ويَـبَـرُّ حَبيباتِها، وكان إِذا ذَبَحَ الشَّاةَ يقولُ بِاهتِمامٍ:
- أَرْسِلوا إِلى صَديقاتِ خديجةَ، فإنِّي أُحِبُّ حَبِيباتِها.
وَفَى لَها رَسولُ اللهِ كما وفتْ للهِ ورسولِه، وعاش يذكُرها ولا يَنْساها، حتى لَحِقَ بالرَّفِيقِ الأَعْلَى.
بادَلها وَفاءً بِوَفاءٍ، وجعَلَها لِلْمؤْمِنين والمُؤْمِناتِ مَثَلًا لِلْبِرِّ، والحَنانِ، والإخْلاصِ، وحُبِّ اللهِ وحُبِّ رسولِ اللهِ.
نساء شهيرات: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
نبذة عن الكتاب
يا سُبحانَ الله!! ومَنْ أنا حتَّى أسْمُوَ إلَى ذلكَ الشَّرفِ الرّفيع، وأُلِمَّ في مثلِ هذا الكتابِ أو سواه، بجَوانبَ شخصيَّةٍ عُظمَى كشخصيَّة أمِّ المؤمنين خديجةَ بنت خُوَيلد زوْج رسول الله؟! دَوْحَةٌ مِحْلالٌ، وافِرةُ الثَّمراتِ، مَبسوطةُ الظّلال، آوَت في الهَجِير، وأطعمَتْ في المَسْغَبَةِ، ونَصرت في الرَّوع، وأَغاثت في اللَّهفَة، وفرَّجت في الكَرب، وحملَت من أجل ديِن الله أَضْخم الأعباء وأثقلَ الأوزار.. استعذَبت الجِهاد في سبيل الإسلام، منذُ انبثقَ نوره يُضيءُ الآفاق، وتصدَّت مع الرسولِ للكافرين والمعاندين، الذين جمعوا جموعهم، ليُطْفِئُوا ذلك النُّورَ الوهَّاج. كافحتْهُم كِفاحَ المسلمَةِ الواعِيَةِ، الهادِئَة، العارِفةِ بالطَّريقِ، الباصِرةِ بالهَدَف، مضحيَّةً بكلِّ ما تملكُ من قوةٍ ومالٍ، مُشَمِّرةً لنشر الإسلام وردِّ شانِئيه، وصدِّ العُدوانِ عنْهُ، وعن أنصارِه الذين بادَروا باعْتِناقِه، وأسْرعوا إلى جَناه. واستعذَبتْ من قبلُ أن تَخوضَ غمارَ الحياةِ القاسيةِ في وسطِ الجاهِلِيَّةِ الضَّالَّة، تُشِعُّ فيها نورًا وضَّاءً، وتعرُك شَدائِدَها الثَّقيلةَ في عزمٍ وثباتٍ وتَسْديد، توفيقًا من الله العليِّ القَدير، ليُؤَهِّلَها لليومِ العظيمِ، ويُعِدَّها للمنزِلة العُليا التي أرادَها لها، فتكونَ زوجًا لِسيِّد الأنبياء، تفضُل النِّساءَ جميعًا، فتقفُ بجانِبه حينَ يخْذلُه الناسُ، وتُعينه بمالها الغزير إذ حرمَه الناسُ، وتُهَوِّن عليه الطَّريقَ الصَّعبَ، النَّاتِئَ الأحْجارِ، الكثِيفَ الأشواكِ، الشَّديدَ الالْتِواءِ، قلبًا رحيمًا، وصدرًا حَنونًا، وأُفقًا واسِعًا، ونظرًا بعيدًا، وحماسةً مُتَّقِدَةً، وصبرًا جميلًا، وبُعدَ إدراكٍ.. قَبَسٌ من نور الله أرسلَهُ في وسَط الظلامِ الدامِس، ليَمضِيَ مع صاحِب الرِّسالة بالشُّعلَة الوهاجَة، يُنيرُ الطريق، ويَهدي إلى سواءِ السبيل.. وبقَدر ما استطعتُ في هذه الصَّفحات، أُقدِّم البحرَ الزَّاخِر، والطَّوْدَ الشَّامِخ، الذي لا يتطاوَلُ إلى قمِّته أيٌّ منَ الناسِ.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 184 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-14-4541-3
- دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب نساء شهيرات: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
مشاركة من نيرة مصطفى كامل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Achaimaa Adel
اسم الكتاب:نساء شهيرات :خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
الكاتب: عبد السلام العشري
دار النشر: نهضة مصر للنشر والتوزيع
القراءة إلكترونية على أبجد
عن الرواية
تحكى حياة اشرف النساء السيدة خديجة ، من صغرها و هى فى بيت أبيها معززة مكرمة و لها مكانة خاصة عند أبيها لرجاحة عقلها و لجمالها ،والتى ساعدت نبينا محمد و اعانته بمالها و نفسها و مواساتها اللطيفة ، فهى نعم الزوجة و القدوة لكل زوجة تريد أن تكون صالحة .
هناك بعض الأجزاء التى اتحفظ عليها فى السرد و لكن فى المجمل الكتاب خفيف و جميل .كنت أتمنى أن يكتب المعانى الكلمة و معناها و لا يذكر المعنى فقط لانى لم اكن استطع ان اقلب الى أن أصل للمعنى ثم أعود فأخرج من سياق الأحداث. و هناك ذكر أن هناك شخصين ابو لهب و ابو جهل و هما شخص واحد كيف يذكرهم على أنهم شخصين و هذا على حد علمى .
اقتباس
❞ - ماذا أَعَدَّ لِي رَبِّي يا رسولَ اللهِ؟ هَلْ تَقَبَّلَنِي؟
فَيُغمِضُ عيْنَيْه، ليُفْرِغَ ما ازْدَحَم فيهما مِن الدموعِ، ثم يَنْظُرُ إليها مُشْفِقًا، ويقول في حنانٍ:
- رَضِيَ اللهُ عنكِ يا خديجةُ، وشكَرَ لكِ سَعْيَكِ، وأجْزَلَ عطاءَكِ.
آوَيْتِ، وناصَرْتِ، وبَذَلْتِ، وكُنْتِ لرسولِ اللهِ، ومَن أعانَ اللهَ ورسولَه كانَ اللهُ معَه.
لَكِ يا خديجةُ قُصورٌ عالِيَةٌ، فِي جناتِ عَدْنٍ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ، بُنِيَتْ لَكِ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، وحُفَّت بالوُورودِ والرَّياحِين، وأَطَلَّت علَى يانِع(409) الثَّمَرِ ودانِي القطوفِ، أُكُلُها دائِمٌ وظِلُّها ❝
#أبجد
#نساء_شهيرات_خديجة_بنت_خويلد_رضي_الله_عنها
#عبدالسلام_العشري
-
نيرة مصطفى كامل
سيدة نساء العالمين أم المومنين السيدة خديجة رضى الله عنها رزقنا الله صحبتها فى الجنان 💚.
.
رحلت وأخر حديثها : ❞ سَينْصُرُكَ اللهُ يا رسولَ اللهِ! لَنْ يُطْفِئوا نورَ اللهِ أَبدًا، ولن يَتْرَكَ اللهُ نورَه لأَفواهِهم، بلْ سَيُتِمُّه ولو كرِهَ الكافِرون. ❝
فعاش صلى الله عليه وسلم على ذكراها دائم القول : ❞ لَا واللهِ..! ما أَبْدَلَني اللهُ خيرًا مِنها!
آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ الناسُ، وصدَّقَتْنِي إِذْ كذَّبني الناسُ، وواسَتْنِي بمالِها إذْ حَرَمَنِي الناسُ، ورَزَقَنِي اللهُ منها الوَلَدَ دُونَ غيرِها من النِّساءِ..! ❝
.
❞ وكان يَغْتَنِمُ كلَّ فُرْصَةٍ ليَعِيشَ معَ رُوحها، فكان يُعْطِى مَوالِيَهَا، ويَصِلُ صدِيقاتِها، ويَـبَـرُّ حَبيباتِها، وكان إِذا ذَبَحَ الشَّاةَ يقولُ بِاهتِمامٍ:
- أَرْسِلوا إِلى صَديقاتِ خديجةَ، فإنِّي أُحِبُّ حَبِيباتِها.
وَفَى لَها رَسولُ اللهِ كما وفتْ للهِ ورسولِه، وعاش يذكُرها ولا يَنْساها، حتى لَحِقَ بالرَّفِيقِ الأَعْلَى.
بادَلها وَفاءً بِوَفاءٍ، وجعَلَها لِلْمؤْمِنين والمُؤْمِناتِ مَثَلًا لِلْبِرِّ، والحَنانِ، والإخْلاصِ، وحُبِّ اللهِ وحُبِّ رسولِ اللهِ. ❝.
.
.
تم الحمد لله
الإثنين : ٢٤ رمضان ١٤٤٦ ه.
-
في العتيبي
كتاب “نساء شهيرات: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها” من تأليف عبد السلام العشري، يتميز بسرد جميل وسلس، ويحتوي على مفردات جديدة ومثرية. يقدم الكتاب لمحة عامة عن حياة السيدة خديجة رضي الله عنها دون التعمق في تفاصيل محددة، مما يجعله مدخلًا جيدًا لمن يرغب في التعرف على سيرتها العطرة. لمن يرغب في التعمق أكثر، قد يحتاج إلى مصادر إضافية لاستشعار عظمة دورها مع رسول الله ﷺ.
معلومات الكتاب:
• العنوان: نساء شهيرات: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
• المؤلف: عبد السلام العشري
• الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
• عدد الصفحات: 184 صفحة