لم اكن اعرف شئ عن قوت القلوب غير تلك الجائزة التي منحت لنجيب محفوظ عن رواية رادوبيس تلك المسابقة التي نظمت عام ١٩٤٠ وكانت مكافأتها ٤٠ جنيه وفاز بها مناصفة مع علي احمد باكثير عن رواية وإسلاماه
بعد قراءة هذا الكتاب عرفت من هي الحاجة قوت القلوب هانم الدمرداشية، التي تولت شؤون المشيخة لفترة من وراء ستار، والتي كانت أحد أغنى ستة شباب بمصر في عصرها، والأديبة المتصوفة التي كتبت أدباً بالفرنسية استحقّ ثناء د طه حسين، ونشرته دار «غاليمار»، كبرى دور النشر الفرنسية
يبدأ الكتاب بذكر الطريقة الدمرداشية المحمدية وهي طريقة صوفية قديمة في مصر، رئاستها محصورة في أبناء العائلة، مؤسِّسها الأول هو أبو عبدالله محمد الدمرداش شيخ الطريقة إلي أن وصلت إلي عبد الرحيم باشا الدمرداش والد قوت القلوب
نتعرف علي عبد الرحيم باشا أحد أشهر رجال السياسة والمال وعن علاقاته وهو الذي تبرع بالأرض وبتكاليف بناء مستشفي الدمرداش
❞ تمثلت الهبة التي تقدم بها الباشا في قطعة أرض 15 ألف متر، وأربعين ألف جنيه لإقامة المستشفى (المبنى) وريع ستين ألف جنيه للإنفاق على المستشفى وإذا لم يكفِ الريع فعلى الحكومة التكفل بالباقي ❝
دور عبد الرحيم في تربية قوت القلوب التي نشأت نشأة إسلامية صوفيه وتلقت تعليم جيد بجانب معلمتها الفرنسية و مربيتها إيطالية
❞أهتمت بالفنون والآداب وحين اشتدّ عودها أضحت حريصة على حضور حفلات الأوبرا والباليه والكوميدي فرانسيس والموسيقى الكلاسيكية. كما كانت تحب السفر والرحلات وتقضي إجازاتها السنوية في أوروبا بين فرنسا والنمسا. ❝
يذكر الكتاب أن من تولي أمور الزاوية والطريقة بعد وفاة عبد الرحيم هو حفيده مصطفي ابن قوت القلوب وهو في سن صغير ست سنوات ولكن الذي كان يتولي كل الامور من وراء الستار هي قوت القلوب وهي التي اهتمت كأبيها بالمحتاجين والسائلين وكانت تنفق علي المستشفي وعلي الطلاب
❞ ورثت عن والدها أموالاً طائلة وكانت تحتل مكاناً في قائمة عشرة أثرياء على مستوى مصر ❝
- الفصل التاسع زواج فاشل وحب مستحيل
عن قصة الزواج من والد أطفالها المستشار مصطفى مختار وانفصالهم و قصه حبها مع الصحفي محمود أبوالفتح صاحب جريدة المصري والتي يقال انها كانت قصه حب من طرف واحد
-الفصل الثالث عشر واحد من امتع فصول الكتاب والذي يتحدث عن قوت القلوب الأديبة وصاحبه المؤلفات التي للاسف صدرت باللغة الفرنسية ولذلك قال طه حسين عنها
«إن موهبة قوت القلوب يعرفها قراء الفرنسية ولن يعرفها قراء العربية وستعرفها باريس ولن تعرفها القاهرة، ولو عرفها القراء فلن يتعرفوا على أدبها وفكرها لأنها تكتب بالفرنسية».
والتي كان يقدم تلك الروايات مجموعه من اشهر الكتاب فالذي كتب مقدمه روايتها رمزه الأديب المعروف فرانسوا مورياك الحائز على نوبل للآداب 1952م
في الفصل قبل الاخير والأخير يأتي ذكر نهاية قصه قوت القلوب منذ بداية خروجها من مصر بعد قيام حركة الظباط الأحرار حتي نهايتها المأساوية في روما في ديسمبر عام ١٩٦٨
مؤلفات قوت القلوب
كتاب «مصادقة الفكر» ١٩٣٧«رواية حريم »١٩٣٧
قصص قصيرة «ثلاث حكايات عن الحب والموت» ١٩٤٥
«زنوبة» ١٩٤٧، «الخزنة الهندسية» ١٩٥١ والتي كتب مقدمتها الروائي المعروف جان كوكتو، ثم «ليلة القدر» ١٩٥٤، و«رمزة ابنة الحريم» ١٩٥٨، و«حفناوي الرائع» ١٩٦١.
في عام 1980م بعد رحيلها قامت أسرتها بنشر يومياتها تحت عنوان «ليالي رمضان» في القاهرة
في النهاية كما قالت الكاتبة أن حياتها قصة تصلح لحبكة فيلم روائي متعدد الزوايا وثري الرؤى