وللقاتلةِ هدوء لا يعرفه التاريـــخ
هدوء القتلة
نبذة عن الرواية
أنا القاتل الذي يخاطر بحياته ليترك العالم قصائده كما يبغي أن تكون: كتبتها يدُ بلا تاريخ، بدماء الضحايا، على نفقة أختٍ كادحة..» قاتلٌ متسلسل، يتجوَّل كالشبح في أحياء القاهرة، يدخل بيوتها، متخفيا خلف وظيفته في التعداد السكاني، لينتقي ضحاياه بعناية، كمن ينتقي مفردات قصيدة «سالم»، القاتل. هو الشاعر أيضا، الذي، مع كل ضحية يقتلها بيده اليمنى، يكتب قصيدة باليد اليسرى. لإتمام ديوانه الغريب. في «هدوه القتلة» - التي حازت أكثر من جائزة مرموقة ولا تزال تحظى بحفاوة نقدية وجماهيرية - يقدم طارق إمام رواية تأملية عميقة في حبكة بوليسية، تستكشف المدينة الكبرى في أعماقها السرية غير المرئية، يتنقل بين المقابر المهجورة، موالد الأولياء المنسية على التخوم، أقبية البيوت الفقيرة وأسطحها الخطرة، ودهاليز أمكنة العمل المهملة؛ ليكشف وجها جديدا لمدينة متوحدة على الرغم من زحام قاطنيها، وبتوظيف عميق للأسطورة. والفانتازيا، والنص الصوفي، يقرأ ، «إمام» المدينة في لحظات القتل التي - للمفارقة - توقظها من موتها، لتعيد تعريفها وتعريف الفرد بضربة مطواة واحدة.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 110 صفحة
- [ردمك 13] 9789770937778
- دار الشروق
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
شكري الميدي أجي
أجمل ما في هذا الكتاب أنه دائماً أنت تشارك في تكوين الصورة. الكاتب لا يفرض نفسه ولا حتى الراوي. هامش احساس أنه كتاب جماعي يشرح بضبط منطقة لا تُرى عادة إلا في الأفلام المولعة بالتفاصي الجانبية أكثر من المشهد الكلي. في النهاية يتضح أن كل الشخصيات تتحرك في الأمور التي يحاولون الإبتعاد عنها. كالورقة النصف الجنيه في الصغر والتي تحرك اليد. كالبائعة الورود التي تحاول أن تتخلص من الأوراق المجعدة والبحث عن الفكة.
كتابة بطيئة تمنح المتعة كاملاً.
متعة أثمة.
-
BookHunter MُHَMَD
لدي عادة سخيفه لعلي أقلع عنها يوما ما. فأنا لا أبدأ أبدا القراءة لكاتب بأشهر أعماله. مثلا ساراماجو بدأته بالكهف و محفوظ بدأته بخمارة القط الأسود و الأسواني بنادي السيارات و هكذا. فقد أزعم أن لي ذائقة خاصة تختلف عن القطيع. و لعمري ان هذا لهو الغرور العظيم.
أحرجني طارق إمام و أصابني في مقتل بهدوء القتلة و أخرج لي لسانه بلا داع كما يخرج القاتل المزعوم هنا مطواته دون أن نفهم الحدث أو نفهم مقدماته أو نعي ما بعده. وكأنه يقول لي: يا ابني ما تقرا زي الناس ما بتقرا و بلاش فذلكه.
هذيان صرف و من العيار الثقيل. الذي جعلني و انا في منتصف الرواية القصيرة التي لا تتعدى المائة صفحة أقول هل هيا رواية أم مجموعة قصص منفصلة أو مقالات فلسفية أو فوازير رمضانية. مما دفعني لتخيل الصنف المعتبر الذي تعاطاه امام ليخرج لنا تلك التحفة التي تليق بسمبوزيم لا برفوف المكتبات. و رحت اتساءل في نفسي هل يعقل أن الحشيش لم يكن مغشوشا في تلك الفترة التي كتب فيها هذا العمل من ٢٠٠٢ و حتى ٢٠٠٥ . أكاد لا أصدق ذلك فقد شهدت بأم عيني ضحايا المخدر الجميل في تلك الفترة في صديقين أحدهما فقد عقله و الآخر قدرته على فعل أشياء لا غني عنها بسبب جرعه خفيفه لا تذكر من هذا الساحر الأخضر. إذا فهو سر لن نعرفه حتي يكتب الديلر مذكراته أو يعترف إمام بخلطته السحرية التي سنحذر أي كاتب من تعاطيها قبل أو أثناء الكتابة.
السؤال الأخر قد يلقي الضوء على أسباب تشتت هذا العمل و السؤال هو: هل تستحق تلك الرواية خمس سنوات لكتابتها؟ عفوا يا طارق فلست كافكا و ليست المحاكمة< اعتقد ان الدعم المستمر من الديلر طوال خمس سنوات أدى لتفكك العمل و تشتته بهذه الطريقه ناهيك عن ضياع بعض الأوراق في منتصف الطريق أو انقطاع حبل الأفكار دون الحاجه لوصله مرة أخرى.
ملحوظه صغيرة على الهامش: شخصية هناء شخصية جميلة و مطلوبة و القارئ الواعي قد يريد بعض البيانات الأخرى عنها.
رغم كل ذلك فأنا ما زلت متحمسا لقراءة ماكيت القاهرة حتى إشعار آخر
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"هدوء القت.لة...... المدينة المركبة"
❞ كنتُ أريد أن أقول لهناء: ماذا لو فتحنا كل النوافذ؟ كنت أريد أن أجيب: لن يحدث شيء. سنظل أسيرين لتلك الغرفة، كقدرٍ مكتمل لا تعنيه مصادفات العالم غير المنتهية.. وسيحتضر الضوء ونكنس الكائنات بمقشة، ولكننا سنرى وجوه بعضنا البعض بوضوح ❝
لو صدقنا رأي بعض القراء في كونها نقل حي لتخيلات شخصية الرواية "سالم" ففي أغلب الأمر يعيدنا إلى توجه لبعض الكتاب في اللعب بين الواقع ونظرياته والخيال بسلطانه فيمزجهما معا، وبما أن لكل شيخ له طريقة، فالكاتب هنا تميز في طريقته سواء في الواقع "رغم تحفظي على بعض التعبيرات" أو في تشكيل هوية الخيال، ليكون ذلك كله مرآة لمدينة تهوى أن تتمازج بالشيء وضده
- مختتم الشيء معرفته
تسير معظم الشخصيات خبرتها عن فساد الشيء إذا ما عرف حقيقته، فسالم يحافظ على قوقعته دون الحديث عن فلسفة أفعاله، والعجوز تحافظ على عشقها بحركاتها الآلية دون أن تفكر في جدواها، وعندما فكرت كان نهايتها، وكذلك جابر في بحثه عن أبناءه، حتى المدينة الشاسعة فهي لا تعرف مزيجها من طوفان الناس والجماد، فالمعرفة إذن هي طريق النهاية، ليركز الكاتب على نقطة الانتباه لدى الناس "فإذا ماتوا انتبهوا" وقد تشكلت لديهم الصورة الكاملة والوجوه الأصيلة وهية الأشياء، فنقف أمام حقيقة واحدة "لا جدوى لحياة عارف"
-روائح الصوفية
تتجلى في مخيلة "سالم" بعض المشاهد والأقوال التي تعكس بعض من رؤى الصوفية عن الروح والذات وإن كانت مختلفة قليلا، فمثلا في مشهده مع الفتاة في الجبل، يحاول فيه صنع صراع الروح مع الشهوة في مرة والتواؤم معها في مرة أخرى كما في ربطها لأبيات "عمر بن الفارض" هو شرح لمسألة العشق بين كليهما في نظري، ومحاولته لتحرر روحه من أغلالها أيضا تحاول تحقيق السمو، وبرؤية غرائبية يرى أشباهه نفسه، ويرى أن الزهد أساسه التخلي فهو يصنعه بطريقته في صفاء وهدوء، وبين الناسك كذلك وبينه كما بين الشيخ ومريده باختلاف الصورة، وأيضا عندما يقول أنه مقاد لا يدري لا يفعل فهو يضع بعض الآراء بين التخيير والجبر، أو كما في رواية نزيف الحجر للكاتب إبراهيم الكوني عن تناسخ الأرواح وحلول الناسك فيه .
- دوران متعاكس
لتبيين تركيب المدينة وما بها من تناقض، ترى صراعات قائمة حول "سالم" على نفس الأساس، من العملتين التي تنتقل من يده إلى يده مرة أخرى محملة بذكرياتها بعد قضاء دورة لا بأس منها، مرورا بالعجوز سلوى وزمنها والحاضر، إلى طرف جابر وذراعيّ سالم
-وبحسب الوصف ترى دائما أن القوي غريب عن أصله يحتفظ على بقائه "كقدم جابر القوية وقدمه العادية الهزيلة" وبالمثل نرى مقاومة يد سالم اليسرى لليمنى لإثبات عدم ضعفها رغم أنهما يكملان بعضهما، ومنها ترى أن الصراع بين قابيل وهابيل أو الخير والشر يتواطئ لأن يستمر فتدور الحياة إلى حين أن يخمل إحداهما أو يجبر على الخمول.
-تؤأميات مستقبلية
لا يخفى عليّ "وعليكم كذلك" ارتباط بعض الأحداث برواية ماكيت القاهرة "غالبا تمهيد لها" كالحديث عن المانيكان وكسره جماده وانغماس شخصيتي سالم وبلياردو في إلباسه روح أصلية، وأيضا فكرة الإصبع صاحب الرصاصة واليدين في الإرادة المستقلة رغم ترويضها، وفي آخر الأمر عرضه لتركيب المدينة بين الروتين والمميز، ويتفقا كذلك في نفس روحها ورؤيتهم لناسها بنظرة الغرباء أحيانا، وحتى متعة النقص والفقد في عين بلياردو وقدم جابر، لكن الماكيت اتجه قليلا لتشريح المدينة بينما هدوء القت.لة اهتمت بتشريح النفس ونزاعاتها
-
Hamdy Bayoumy
هدوء القتلة
حيث تبني مدنياتك الخاصة وأحلام يقظة وهمية، تصنع عالما بداخل عالم يتوهمه عالمك، حيث لا تفرق بين إنسان ومانيكان، لأن كلاهما جسد؛ واحد ينبض قلبه وتسري الدماء في عروقه وآخر مصمت وكذا سيكون حال الأول، المدينة عبارة عن ضباب يتخلله ضباب يبتلع كل ما هو حي حتى الطيور، الأنفاس لا تلهث لأنها في الحقيقة غير موجودة، في هدوء القتلة... اضطراباتك النفسية حيث كل شيء مباح فلك أن تنعم بما تريد وتخاف مما تشاء.
رواية مشوشة تماما كما أفكارك تماما كما حياتك اليومية المريرة المسطحة ولكنك تجعل منها معنى بخيالك داخل عقلك المحدود بجسدك ولكنه يحلق بعيدا حيث تمتزج الأرواح مع فانيها.
هل حقا الحقيقة تكمن في الحياة أم في عيشها؟ أظن أن الإجابة ليست في نهاية الطريق وليست في الرحلة، لأنه كيف ستكون هنالك إجابة لسؤال لم تود طرحه ولكنك أرغمت عليه حتى تصنع لحياتك معنى ما... هدفا ما... رحلة لم تخوضها بإرادتك... لذا قررت أن تخوض واحدة على ذوقك.
هدوء القتلة هي رواية كل هادئ ولكنه مضطرب تكتم المدينة على أنفاسه كما كاتبها وراويها وكما نحن في حياتنا.