اقتباسات من رواية محاضرة في المطر

إن فَقَدَ المرء أوراقه، فقد وقاره.

في المطر تتجلَّى دقائق الأشياء، ولذا كان فرناندو بيسوا يحبّ المطر المائل، لا المطر المُدمِّر، المُدوِّي. ذلك أن المطر المائل يتساقط على استحياء، كمن يُخرِّب قليلًا، مِن دون أن يفسد شيئًا. إن ذلك المطر جميل في حزنه.

«ما دمتَ سعيدًا، فلستَ في حاجة إلى حكاية. اترك الحكايات لأولئك الذين يجب عليهم النجاة بحياتهم، ويسكِّنون آلامهم بالحكي»

المكتبة مطرٌ ينقطع، غير أنه لا ينقطع طويلًا. والكتب في حراك أبد الدهر. لا بد من العثور على مكان لها.

كلّما زاد شقاء العاشق، اشتدَّت خيلاؤه، وشعر بالحاجة إلى الحضور في كل لفتة من لفتات المعشوقة.

تعلَّمتُ كيف أعشق لفتاتها. كانت أصابعها تجثم فوق الطاولة، فلا تعود هناك طريقة أخرى سوى طريقتها في لمس الطاولة. أما الحركات التي تبدو عادية إذا جاء بها الآخرون، فكانت إذا بدرَت منها وجودًا مُطلَقًا، ومبدأً من مبادئ الكمال.

أضع فنجان القهوة على رفّ الكتب، غير أن ذهني في مكان غير المكان، فلا يسجِّل تلك اللفتة الضرورية، على خلوّها من الشغف تقريبًا. وهكذا يتبخَّر فنجان القهوة من ذاكرتي، لأنه لم يكُن في ذاكرتي قطّ

المطر! الكائن الحُرّ قادر على تغيير السماء. ومَن أعمَل خيالَه تسامَ عاليًا، في نشوة. ولذا فالخيال هو تلك المنطقة حيث يبدِّل الشاعرُ الطقس، حسبما جاء في قول دانتي: «ينهمر المطر في الخيال السامي».

في بعض الأحيان، يحسن بنا ألَّا نعثر على الأشياء.

قرَّرتُ التأقلم. والغريب أنني أفلحتُ في ذلك. إنه انتصار العقل على حماقة الواقع.

حتى في أسوأ اللحظات، والزنازين الأشدّ قسوة، تسمح لنا إحدى الغرائز بالهرب ذهنيًّا، والتحليق، وتجاوز الأحجار والجدران التي تحبسنا، وبلوغ السماء حتى نستخلص منها شيئًا.

أمضيتُ حياتي في ترتيب المكتبة، فبعثرَت الكتب حياتي.

الأدب هو ذلك المكان حيث ينهمر المطر. ولقد كرَّستُ زمنًا طويلًا من حياتي لجمع المظلَّات الأدبية. كما «أحرقتُ أهدابي» بحثًا عن الاقتباسا

فالخيال هو تلك المنطقة حيث يبدِّل الشاعرُ الطقس، حسبما جاء في قول دانتي: «ينهمر المطر في الخيال السامي».

إن الكتب الورقية ترغم الناس على التواصل، إذا انتقلَت من يد إلى يد. وما دامَت الحاجة إلى العثور على يدٍ أخرى قائمة، فالكتب الورقية باقية. وأهم ما في الكتب الأيدي التي تقدِّمها.

«ولكنك لا تختار بياتريس(3)، ولا تختار جولييت. أنت لا تختار دفقة المطر التي سوف تغرق فيها حتى أذنَيْك وأنت خارج من حفل موسيقي»،

ربما كان القبح مزية إذا عرف المرء كيف يحتمله

المكتبة مطرٌ ينقطع، غير أنه لا ينقطع طويلًا والكتب في حراك أبد الدهر لا بد من العثور على مكان لها يصل كتاب جديد، فيغدو لزامًا عليك أن تزيح الكتب الباقية كلها لا أدري في أي الأمرَيْن قضيتُ وقتًا أطول: القراءة أم نقل الكتب.

إن الكتب الورقية ترغم الناس على التواصل، إذا انتقلَت من يد إلى يد. وما دامَت الحاجة إلى العثور على يدٍ أخرى قائمة، فالكتب الورقية باقية. وأهم ما في الكتب الأيدي التي تقدِّمها.

إن المحاضرة لون أدنى من ألوان الأدب، ولكنها تسمح بوصول أفكار بعينها إلى قلوب المستمعين حذار، فأنا لا أقول «رؤوسهم»، وإلَّا كان ذلك ضربًا من المغالاة في الطلب يكفيني أن يجلس أحدهم وينبض قلبه بطريقة أخرى يحقّ للقلب أن ينعم بمفاجأة