لا ندري في أيِّ سن، أو متى تحين لحظة إدراكنا لمن نحن وما خصوصية وضعنا. نقضي سنوات عمرنا الأولى في محاولة لفهم ما نحن عليه، نقول عكس ما في أوراقنا، أوراقنا تكتب عكس ما نقول، الجميع يقول رأيه بنا؛ نسمع
باقي الوشم
نبذة عن الرواية
مثل نبيٍّ يكذّبه قومه، كانت جدتي حمضة السَّحّاب. في واحدٍ من تلك البيوت المتشابهة، اللصيقة ببعضها، ثمّة بيت، منذ ابتنته الحكومة في أواخر السبعينيات، بقيَ على حاله، حتى وطلائه الأصفر قدتقشّر، وبابه الحديدي كثٌرت حفره، وصناديق الجرائد، التي ما عاد أغلبها يصدر، مثبتةٌ على جداره. وكان المارة بالقرب، في ليالي الصيف الحارة حتى، يلحظون خيط نارٍ ينبثق من فضاء حوشه، ويشمّون رائحة تُشبه الحريق إلا قليلًا، لكن أحدًا منهم لا يتوجّس خطرًا، إذ الجميع يعرف أنه بيت خليف عجيل، أبي، الذي يرعى أمه العجوز؛ حمضة السَّحّاب؛ تلك التي تتحرّى قدوم الربيع منذ أكثر من سبعين عامًا. في كل صبح، وكمن تمارس طقسًا يوميًا، تطل من باب البيت. تشخص ببصرها نحو السماء. يداها تعبثان بخيوط الشّال؛ إذ في الأيام التي تصل درجة الحرارة، بالنسبة إلينا، إلى الخمسين مئوية، كانت تحيط كتفيها به. وحين تصل إلى ما دون العشرة، والصفر أحيانًا، فيتضاعف البرد في جسدها، تتدثر بمعطفٍ صوفي يصل إلى حد فخذيها. تقطع خطوات عدة في الحوش، لتتعرف إلى كنه الجو. وحين لا يهب عليها نسيمٌ رقيق، ولا تلفحها حرارة، وهو ما يحدث دائمًا، تلتفت إلينا متسائلة: "هوَّ الرّبيع إيا لو بعد" وما جاء بعد؛ إذ لا ربيع، مثلما لا صيف.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 176 صفحة
- [ردمك 13] 978-9921-775-11-2
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية باقي الوشم
مشاركة من منصور الغايب
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
عبدالله الحسيني
ملاحظتان مهمتان قبل قراءة (باقي الوشم) لوجود خطأ في التنضيد الإلكتروني:
1. قران حادي برد بادي، هو اسم جزء فيه ثلاثة فصول: فصل دون عنوان، ثم فصل (هامش١) ينتهي عند فقرة: "حاولت جدتي أن تفهم. شرحنا لها، فرمقتنا مطولًا. وبعد صمت أخرجت لسانها ملوّحة بيدها؛ سيان". وما بعد هذه الفقرة هو فصلٌ ثالث مختلف دون عنوان أيضًا.
2. قران تاسع برد لاسع، هو اسم جزء فيه ثلاثة فصول أيضًا، فصل دون عنوان، ثم فصل (هامش٢) ينتهي عند فقرة: "ثم نرجع إلى تيماء، الشعبيات الجديدة". وما بعد هذه الفقرة هو فصلٌ ثالث مختلف دون عنوان أيضًا.
قراءة ممتعة 🌹
-
Mohamed Khaled Sharif
باقي الوشم أو لعنة أن تُولد في الجانب الخطأ!
تتناول رواية "باقي الوشم" عائلة من البدون بالكويت، شكل حياتهم اليومية، المعاناة الواقعة عليهم بسبب خطأ لا يداً لهم فيه، مُتخذين من الجدة ذات السبعين عاماً مركزاً للأحداث، فكانت "حمضة السحاب"؛ هي المرجع التي نعود له، كُلما ضللنا الطريق، كالشجرة، واقفة، مُتماسكة، وصامدة، تنتظر ربيعاً لا يأتي.
ومن خلال هذه الحكاية المؤلمة، يسرد الكاتب شخصيات العائلة المُختلفة، التي يوجد فيها أب عسكري، وأم ربة منزل، وأولاد يُكافحون من أجل كل شيء، مهما كان يبدو لك بسيطاً، وحتى لم تتعب فيه بحياتك الشخصية، على سبيل المثال: حق اختيار التخصص الذي تنوي دراسته، حتى هذا محفوف بالمخاطر بالنسبة لهم، بالإضافة إلى كونه مستحيل أيضاً. فما بالك بباقي الأشياء؟ إنها لعنة أن تُولد في الجانب الخطأ؛ هناك من وُلد فوجد حياته هانئة، لا تشوبها شائبة فما انفك يخلق المشاكل والعقبات في حياته اليسيرة، وهناك من وُلد ليجد أن ولادته في الأساس عبئاً ومشكلة، من أول يوم في حياته يكافح، حتى قبل أن يعرف ما هو معنى المكافحة والمُثابرة! تكافح ضد كل شيء، حتى نفسك، تخاف أن تجد نفسك يوماً ما، لا تُكافح، وتصبح حياتك رماداً تبقى من حريق دائم لا يتوقف.
"كان يستحيل التمييز بين الأشياء التي نُحب، وتلك التي فُرضت علينا، ذلك أن الاختيار كلمة ليست من شأننا."
أقرب الشخصيات بالنسبة لي كانت "محمد"، وفينا من التشابهات أكثر من الاسم، محمد الثوري الثائر، الذي يرفض وضعه، ويرفض الظلم الواقع عليه، فلا يتورع من الذهاب إلى المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية حتى ينل حقه، شعلة حماس لا تنطفئ، ولا يعلم من أين له بكل هذه القوة، كيف أصبحت الشجاعة سمة أساسية في شخصيته الأخف من ورقة شجرة، ثم تنطفئ جذوة محمد؛ وكلنا مررنا بتلك اللحظة؛ اللحظة التي نعرف فيها أن كل ذلك لا طائل منه، وأنه لا فائدة ترجو من كل ما يحدث، فيذهب الحماس بلا رجعة، وتكتسب نظرة خاملة، وكلمة واحدة ترددها بلا كلل أو ملل عندما تُسأل عن الأحوال والأوضاع؛ ألا وهي "طز"، فلا يوجد فارق، يبقى الظلم على ما هو عليه.
ختاماً..
رواية "باقي الوشم" كُتبت بحزن حقيقي، ووجع بحجم الكون، رغم أنها تحمل العديد من اللحظات اللطيفة بين دفء العائلة، وسمرهم، وحكاياتهم المختلفة، وأمل "حمضة السحاب" أن ترى الربيع، ولو لمرة. ولا بُد أيضاً من الثناء على لغة الكاتب، ففاجئتني الكلمات العتيقة المناسبة للأحداث، وخصوصاً في الأحداث التي تُستدعى من حياة "حمضة"، والتعبير عن كل شخص بلغته وألفاظه، فكان السرد متوازناً، يحمل ألماً ووجعاً، ومرحاً، ولكن بنظرة واحدة على أغلب الشخصيات ستجد أنهم يتألمون، ويتمنوا لحظة واحدة دون كل ذلك.
يُنصح بها بكل تأكيد.
-
coffee_with_khokha
ورحلت حمضة السَّحاب بـ وشومها دون معطفها، دون أن يأتي الربيع المنتظر، دون أن يُكتب اسمها في قائمة وفيات الغد ودون شهادة وفاة كأن لم يكن لها وجود فهي بدون..
ترتقب الربيع منذ سبعين عاماً مثلما يرتقب ولدها خليف عجيل الجنسية الكويتية له ولأسرته بدون بطاقة أمنية وجواز سفر يجدد سنوياً ويحدد مصير أسرة بأكملها..
مثلما تنتظر مريم شهادتها الجامعية وينتظر عبدالله سفره لدراسة الطب بالإسكندرية وبعده ناصر مثلما ينتظر محمد وظيفة يعيل بها زوجتة مثلما انتظر البدون..
يصف لنا عبدالله الحسيني أحوال سكان الشعبيات القديمة والحديثة التي تسمى الآن بـ تيماء والنعيم ممن سكن الكويت منذ قديم الزمن دون أوراق ثبوتية وجنسية فـ اختلطت أوضاع المستحق منهم حملة احصاء ١٩٦٥ وما قبل مع غير المستحق ، يومياتهم وخوفهم وترقبهم وطموحهم وانكسارهم وإحتياجاتهم لأبسط حقوقهم .
عمل مختلف، متميز يستحق القراءة .
.
.
.
.
.
.
30-10-2022
-
Gulnar
قد يمر العمر ولا نبلغ الأمل .
الحياة كلها مؤجلة ،فلا أحلام ….و لا طموحات ….و لا اختيارات .. و لا حقوق.
تناقش الرواية من خلال عائلة (خليف) قضية شائكة قد لا يعرف عنها الكثير خارج الحدود . ألا وهي قضية البدون .
اللغة فصحي تغلب عليها اللهجة الكويتية .في رأيي هذه النقطة لها جانب ايجابي لمن يفهم مفردات هذه اللهجة وطريقة نطقها فهي تضفي علي العمل المزيد من الواقعية والمصداقية ووصول الحالة والشكل الدرامي للقارئ
أما الجانب السلبي فهي قد تؤدي إلي إحجام بعض القراء عن قراءة الرواية لعدم إلمامهم بمعاني المفردات الكويتية وانتقاص متعة الفهم الكامل لمغزي الرواية.
رواية واقعية جدا .استمتعت بقراءتها .
-
amani.Abusoboh
لم أقرأ عملاً بمثل هذا الإيقاع البطيء من قبل، حيث أن هذا الإيقاع شوّه الأفكار المطروحة رغم أهميتها، كما أن لغته كانت جامدة وخالية من الحس الفني والأدبي! النجمتان لفكرة العمل فقط!