انا لست على خطا الشيء الوحيد الذي على خطا هو هذا العالم
السايكلوب
نبذة عن الرواية
كيف صار الطريق الصحراوى واسعًا إلى هذا الحد. آخر مرة رأيته فى السبعينات كان ضيقًا جدًا. حارتان صغيرتان للذهاب والإياب. أشياء كثيرة تغيرت فى مصر ولا يجب أن أندهش. المهم أن نستريح فى الرست هاوس. أجل. أنا لا أنسى أغنية شادية وفاتن حمامة التى طالما سمعتها وأنا صغير «آلو آلو إحنا هنا» وفاتن تسأل شادية: «فين صحراء مصر الغربية» وشادية ترد: «بعد الرست هاوس بشوية». يا إلهى. عرفت أن فاتن حمامة ماتت وشادية ماتت. شادية التى فتحت هاويس الماء للأرض الشراقى فى فيلم شىء من الخوف. «زواج عتريس من فؤادة باطل». شعار مظاهراتنا فى أوائل السبعينات. وعلى طول السبعينات. وكثيرًا ما سمعت الشعار نفسه فى فيديوهات ثورة يناير. عتريس لا يموت وفؤادة لها عشرات الأرواح وإلا ما استمرت مصر آلاف السنين. لكن لماذا حقًا ينتقل سامح إلى الإسكندرية بسيارته «الأفيو» التى لم تكن موجودة فى مصر وقت أن كتب الرواية. والتى لم يستخدمها حين ذهبنا إلى السفينة علاء الدين لا أدرى لماذا. لماذا وهو القادر على بعثى من العدم وسبق له أن أتى بيارا إلى مركب علاء الدين لا ينتقل بى إلى الإسكندرية فى لحظة. لماذا وأنا الشبح لا يجعلنى أطير به؟.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 310 صفحة
- [ردمك 13] 9789778588835
- معجم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rahel KhairZad
السايكلوب
إبراهيم عبد االمجيد
معجم للنشر والتوزيع
2019
310
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
■ «الآن أنا على يقين بأن هذا العالم على النحو الذي وُجد فيه غير مُحتَمل، لهذا السبب فأنا أحتاج إلى القمر، أو إلى السعادة أو إلى الخلود، شيء ما قد يبدو ربما شيطانيًا لكنه ليس من هذا العالم».
هكذا هي الرواية بين يدينا فعل شيطاني ليس من هذا العالم يتلوه علينا الكاتب لنجد السحر يتحقق وينسج خيوطا من خيال وأحلام حتى أنها تتداخل مع الواقع فلا نعلم أيهما وهم وأيهما واقع توليفة سحرية قام بها الكاتب كعادته ليأخذنا من واقعنا الممل ويطرح الكثير من التساؤلات التي قد تكون اجابتها امامك وقد تصيبك بالحسرة على ما آلت اليه المقادير ولكنك في كل الأحوال لن تستطيع أن تترك العمل وتعود إلى حالك القديم .. فنعيم الجهل قد أنفك وحل محله جحيم التساؤل والمعرفة.
كثيرا ما سمعنا مقولة الفنون جنون أو كما قال الكاتب ❞ لو كان الفن هو ما حولنا ما كتبناه. كيف نكتب عن شيء يراه الناس ويعرفونه؟ ❝ لذا فقد جاءت الفكرة تحمل الجنون بكل ما يحمله من معنى.
ماذا لو استعاد الكاتب بطل أحد رواياته؟ 🤔 بل لماذا لا يكونوا ابطال العديد من الروايات؟ هذا ما فعله الكاتب "سامح عبد الخالق" بدافع هو مزيج من الملل والحنين قرر أن يستدعي "سعيد صابر" بطل أحد رواياته والذي كتب عنه رواية في فترة السبيعنات ليتفاجأ سعيد أنه نهض من موته بعد ما يقرب من ال 50 عام فكيف سيتصرف حيال واقعه الجديد؟ وهل سيتقبله ام لا؟
حينما نهض "سعيد" من قبره أول من خطر بباله صديقه الأثير كاتب الرواية فقد اشتاق له ولابد ان يكون الأمر متبادل وعليه قرر الذهاب إليه ليجده في ال 70 من عمره ويعيش وحيدا وللعجب فقد استدعاه فعلا فوجده قد قام من قبره ولكن من قال أن للجنون حدود فقد قرر "سعيد" أنه مادام عاد إلى الحياة سيكتب رواية عن عودته من الموت وما سيحدث له من مغامرات وما سيجده من إختلاف بين ما كان وما هو حادث الآن. ولم لا والجميع يكتب الآن الروايات فما المانع ان يكتبها وهم أيضاً؟
خلال أحداث الرواية يستدعي الكاتب "سامح عبد الخالق" العديد من شخصيات رواياته القديمة ولا مانع من بعض الحبيبات أيضًا فيعرف بعضهم على "سعيد" ليدخلوا ضمن إطار الرواية التي سيكتبها بالإضافة إلى شخصيات جديدة سيقابلها "سعيد"في رحلته فما بين "سعدية" وسحرها وخيالها الجامح و "حكمة" التونسية وحكمتها و "البهي" بوجهه الوضأ وشخصيته القوية وهالته الرائعة و "زين عباد الشمس" بفلسفته العجيبة وطاقته التي لا تنضب و "سامح عبد الخالق" الذي جعل المحال ممكن بإستحضارهم إلى عالمه سنجد قصة في غاية التشويق والإثارة بحق .
قام الكاتب بمناقشة العديد من القضايا من خلال عملية الإسترجاع بين الماضي والحاضر من بينها غلاء الاسعار في هذه الفترة القليلة نسبيا (ولسان حالي يقول زدناهم اضعاف والله في 5 سنوات فقط) كما تعجب من هيئة الفتيات في هذا العصر فكان الحجاب هو السمه الظاهرة بعدما كان العكس في حقبته الماضية كما تطرق إلى العمليات الإrهابية والتي أساسها الجمaعات الإsلامية وتطرق إلى ظاهرة الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعي وكيف انها أصبحت هي سمة العصر والمتحكم الأساسي فقد قامت منها الثورة وعليه كان لابد من مقارنة الثورات قديما بالثورة الحالية وطرح السؤال الذي أعيى الجميع إن كان الشعب قد حقق مطلبه بالتنحي فكيف فشلت الثورة؟
في كثير من الأحيان أحسست بروح الأستاذ إبراهيم في العمل هي التي تتحدث بلسان حاله لا بلسان الابطال خاصة في مواطن الحنين لزمن مضى والحديث عن بعض الاماكن في اسكندريتي الرائعة كما تجلى حس الدعابة في الرواية كثيرا فكنت اضحك في وسط الأحداث من العدم ضحك مبعثه الأسى.
طرح الكاتب أفكار كثيرة تمنى لو يفعلها للحول ضد الوضع المزري الذي وجده فتارة نجده يقترح ان يقذف نصف السكان في مياه النيل أو يأخذهم للصحراء وحينما أعياه الامر تخيل أن يقضي على الإrهاب بمفرده وهو شبح فلا تفقد أم وليدها ولا يتأذى أحد وترأى له في موضع آخر أن تعود السفن إلى أرضنا محملة بكل ما نُهب منا من آثار على مصر السنين ولكن هيهات فالفساد موجود وما زال يستشري حتى كانت النهاية في السايكلوب ذلك الوحش الخرافي الذي يجب أن يكون عقاب ما حدث من تشوه للواقع ولكن هل حقا السايكلوب اسوأ من الواقع؟
أحببت ذكر الكاتب لأعماله القديمة وشخصاياتها حينما كان يستدعيها وقد خلق لدي جو من الأُلفة معهم أعتقد أني سأذكرهم حينما أكمل باقي أعماله إن شاء الله.
جاءت الرواية في سرد سلس متتابع بلغة فصحى سردا عامية حوارا تتشابك الخيوط والأحداث في مزيج سحري حتى يؤثر الخيال على الواقع في بعض الأحيان فيتأكد لك أن الواقع والخيال وجهان لعملة واحدة وحده من عاش الحياة بحق يدرك ذلك.
أحببت الشخصيات ورسمها جدا ف هِمت بالبهي وحكمته وتخيلته يقوم بدوره "أحمد ماهر"🙈 وزين وحماسه وحكاياته العجيبة شخصية غاية في التعقيد رُسمت كل شخصية بحرفية منقطعة النظير .
في المجمل عمل رائع أحببته وأنصح به وأشكر الكاتب جدا على كتابته له.
■إقتباسات:
● بيت بلا امرأة يعني بيتا بلا سقف، تهب عليه كل الرياح بما تحمله من أتربة.
● أرض لا يطير فيها شعر رأس النساء كيف تطلب من رجالها أن تُحلِّق عاليًا!
● كل ما يفعله البشر مهما كان فيه من خير يمتلئ بالشر وإن لم يروه.
● للباطل في بلادنا قوة أكبر من الحق، مادام يداعب الأحلام الضائعة للناس!
● -إلى أي حد وصل الظلم في الدنيا! حتى الأحلام تنتهي إلى كابوس.
● إن الحب الحقيقي لا يعود من الروايات لكن تكتبه الروايات!
#السايكلوب
#إبراهيم_عبد_المجيد
-
Fedaa El Rasole
هل يُمكن للموتي أن يعودوا ذات يوم؟، وإن كان ذلك مُمكناً فهل يعودون بإرادتهم أم أن أرواحنا تستدعيهم باشتياقنا لهم؟!.
في بداية غرائبية وجد سعيد صابر نفسه قد عاد إلي الحياة بعد مُفارقتة لها، لم يكُن يُصدق، إلّا أن الشواهد كُلها جعلته يتأكد من حقيقة عودتة للحياة مرة أخرى، لكن هُناك هوة ساحقة بين الزمان الذي غادر فيه سعيد والزمان الذي عاد إلي الحياة فيه، بين مقدرتة علي التعايُش كآدمي في السبعينات وبين القدرات الغريبة التي تمتع بها جسدة بعد عودتة!.
سنعرف لاحقاً أن سعيد بطل أحد أعمال الكاتب المشهور الذي توقف عن الكتابة بفعل ضغط الزمان ومقت ظروفه وأحوالة، كل شيء في الواقع يُشيرُ إلي الحنق والخنق، فيفقد الإنسان معه حُبه للأشياء التي يهواها، هكذا رفض الكاتب تسطير أي شيء جديد من حكاياته واكتفي بالحنين إلي أبطاله السابقين الذين كان منهم سعيد الذي عاد إلى الحياة الآن!.
لن يكتفي سعيد بالذِكري ولا بالتساؤلات التي تشغله عن عالمه الماضي في الرواية وعالمه الحاضر الذي قفز إليه فجأه، لكن بعد أن توقف كاتبه عن خلق شخصياتٍ جديدة فإن سعيد يتوق إلي كتابة الرواية، وإن كان الجميع أصبح يمتهن الكتابة في الوقت الحالي فلِم لا نُضيف إليهم شخصاً آخر، أو شبحاً آخر.
انطلق سعيد في كتابة روايتة، ظن أنه عاد إلي الحياة بكامل بشريتة السابقة رغم كونة مُجرد شخصية خيالية، لكن سُرعان ما اكتشف بأن كاتبة المشهور لازال يتحكم في قدرتة علي الوصول إلي الأشياء والظهور أمامها بالشكل الإنساني الطبيعي أو بكونه شبحاً مجهولاً لا يراه أحد.
توالت الصدمات علي سعيد بفعل تغير الزمان الذي خرج منه للذي استُحضِر فيه، لكن بعد فترة أدرك أن كاتبة استعادة لأغراض خاصة قرر تغييرها فيما سبق من أحداث اختلط فيها الواقعي بالروائي فأصبح الخيال سيّد الموقف وتاه سعيد بين كل ذلك.
تاه حتي أفرج عنه علاء عبد الخالق وقرر أن يُطلق سراحة لوقت مُحدد كي يكتب روايتة كيفما شاء، ولكي يصنع من أحداثة وتفاصيله هو مِداد لتلك الرواية التي قرر أن يكتبها بعد أن اكتفي من مُجرد التفاعل مع حكايات كاتبه والتعاطي معها فقط.
كُنت أسمعُ دائماً عن الكتابة الساحرة، حيث يكون للكتابة جانِبٌ مُتألق يبرز في إحدي جوانب العمل أو في طريقة سرد القصة أو في نقلة نوعية تحدث بداخل الحبكة بشكلٍ مُميز يضع القارئ في موضع الانبهار من شكل التكنيك المُتبع في الرواية.
في السايكلوب السحر ليس في إحدي جوانب العمل ولا في ركنٍ من أركانه، ولكنه في الفكرة ذاتها، أن تخلق عالماً مُركباً يمزج بين الماضي والحاضر بتاريخيهما، أن تقفز أربعون عاماً كاملة ثُم تعود رويداً لاستكشاف تلك السنوات علي مهل محاولاً استيعاب مدي التغيير السريع الذي طرأ علي أحوال الناس وثقافتهم ووضعهم المادي والاجتماعي.
ليس هكذا فقط، ففكرة أن يعتمد الكاتب في روايتة علي أبطال جميع أعماله، أن يستحضرهم علي اختلاف ظروفهم ولهجاتهم وأحوالهم ويدمجهم في عمل واحد بما يتناسب مع رؤيتة لهم، هذا درب من الجنون الممتع اللذيذ، الذي حُبِكَ في العمل ببراعة وتم صناعته بإبداع.
غير ذلك فإن الظروف لا تسمح دائماً بنهايات مُناسبة لأبطال الأعمال، فإعمال العقل في مصائرهم حتي بعد انتهاء الرواية وخروجها إلي المطبعة قد يتطلب تعديلاً أو استحقاق آخر يجب أن يُمنَحَ لهم، فما الصبر من مُحاولةِ أُخري لاستعادة مصائرهم وإعطاء فرصة أُخري لهم؟!.
يُثبِتُ الأستاذ بهذه الرواية بما لا يدع مجالاً للشك أن الكاتب أسير أبطاله، وأنهم أحياء في عالمه، يخاطبهم ويخاطبونه، لهم لغة خاصة من الحديث تبعونها فيما بينهم، وأن الكتابة كفعل أكبر بكثير من مُجرد تسطير الحكايات وبعثرة أحبار الأقلام علي الأوراق الفارغة، وأن الكاتب يروي ذاته ويضع في حكاياته من أسراره وذكرياته وتجاربه حتي وإن غيّر الأسماء وعدّل التواريخ، تبقي الروايات شاهدة علي حقيقة ما يقصدة من أحداث، وما يذكره من أشخاص.